بوتين: الغرب يدعم المتطرفين وفيما بعد يحارب ما نتج عن تلك السياسة
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات لاذعة إلى الدول الغربية والولايات المتحدة بسبب سياساتها، مؤكدا أن الغرب يدعم الإرهاب ويساهم في تصعيد النزاعات في العالم.
وقال بوتين في كلمة ألقاه في منتدى "فالداي" الجمعة 24 أكتوبر/تشرين الأول أن الدول الغربية تكرر أخطائها التي ارتكبتها في الماضي، حين مولت حركات اسلامية متطرفة لمواجهة الاتحاد السوفيتي، خرجت منها فيما بعد "طالبان" وتنظيم "القاعدة".
وأضاف بوتين أن الغرب دعم تدخل الإرهابيين في روسيا ودول آسيا الوسطى ماليا وإعلاميا. وأردف قوله "ونحن لم ننس ذلك".
وتساءل بوتين"هل تجلب الريادة الأمريكية وتدخل واشنطن في كافة الشؤون العالمية الهدوء والخير والتقدم والازدهار والديمقراطية؟ وقال: "لا، أود أن أقول إن الأمر ليس كذلك". وتابع قائلا إن "الإملاء الأحادي الجانب وفرض قوالب معينة يؤديان إلى نتيجة عكسية، أي إلى التصعيد بدلا من تسوية النزاعات وانتشار الفوضى بدلا من قيام دول قوية ذات سيادة، ودعم قوى مشكوك فيها، بينها النازيين الجدد والمتطرفون الاسلاميون، بدلا من الديمقراطية".
بوتين: الولايات المتحدة وحلفاؤها مولوا وسلحوا المقاتلين في سوريا
وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية، أشار الرئيس بوتين إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاؤها بدأوا بتمويل وتسليح المقاتلين بشكل مباشر، وتساهلوا مع انضمام المرتزقة من مختلف الدول إلى صفوفهم".
وتابع "من أين جاء المال والسلاح والخبراء العسكريون للمقاتلين؟ كيف تمكن "داعش" من أن يتحول إلى مجموعة قوية إلى هذه الدرجة، حتى أصبحت تشبه الجيش؟".
وأضاف بوتين قوله "أما مصادر التمويل (للإرهابيين) فإنها لا تقتصر اليوم على الأرباح من تجارة المخدرات التي تزايدت بعدة أضعاف أثناء وجود القوات الدولية في أفغانستان، بل هم يحصلون على الموارد الآتية من بيع النفط". وأشار إلى أن الإرهابيين يبيعون هذا النفط بأسعار منخفضة، وهناك من يشترونه ويعيدون بيعه، وبالتالي يمولون الإرهابيين الذين قد يأتون إلى بلدانهم.
وذكر بوتين أن الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة في البلاد، بما فيها الجيش، وبالتالي فإن عشرات الآلاف من جنوده وضباطه، إلى جانب نشطاء حزب البعث، وجدوا أنفسهم في الشارع، وهم الذين يغذون اليوم صفوف مسلحي "الدولة الإسلامية".
بوتين: تدخل الغرب في ليبيا دفع البلاد الى حافة الانهيار
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تدخل الغرب في ليبيا دفع البلاد الى حافة الانهيار، مضيفا أن هذا البلد أصبح ميدان تدريب للإرهابيين.
واضاف أن الجهود التي بذلتها القاهرة وحدها سمحت بتفادي الفوضى في مصر.
وقال بوتين "يخيل أحيانا أن شركائنا وزملائنا (في الغرب) بشكل مستمر يكافحون نتائج سياساتهم، ويرمون بقوتهم للتخلص من أخطار يصنعونها بأنفسهم، ويدفعون من أجل ذلك أثمانا متصاعدة".
وشدد الرئيس الروسي على أن هناك من يحاول تقسيم العالم، وتكوين صورة نمطية للعدو، مضيفا "لا يهم من سيأخذ مكان الاتحاد السوفيتي في الدعاية الأمريكية كمنافس رئيس.. إيران كدولة تطمح للتقنية النووية، الصين كأول اقصاد في العالم أو روسيا باعتبارها دولة عظمى نووية".
وقال بوتين إن العالم يشهد من جديد محاولات رسم خطوط فاصلة في العالم، وتكوين ائتلافات ليس من مبدأ الـ"مع"، بل من مبدأ الـ"ضد" لمواجهة أي طرف كان، وتابع "من جديد يتم تكوين صورة للعدو كما كان ذلك في سنوات الحرب الباردة، والحصول على حق زعامة، وإذا أردتم، الحق في فرض الإملاءات".
وانتقد الرئيس الروسي محاولات الهيمنة الجارية حاليا في العالم، مشيرا إلى أن "تدابير التأثير على العُصاة معروفة جيدا، وجُربت مرات عديدة، منها استخدام القوة، الضغط الاقتصادي والدعائي، التدخل في الشؤون الداخلية، والتماس الشرعية خارج القانون، وإذا استلزم الأمر يجري تبرئة تسويات غير قانونية لهذا أو ذاك النزاع، والتخلص من الأنظمة غير المرغوب بها".