وجدتها هل الاستهلاك هو معادل الحرية؟

من أجل التعبئة ومهاجمة الإنتاج المتضخم الذي تقوم به الرأسمالية على حساب البشر والطبيعة، يجب مهاجمة ثقافة الاستهلاك. وهذا ينطوي على مهاجمة مؤسسات الهيمنة التي تنشر النزعة الاستهلاكية، وتطوير معرفتنا بالسلع المادية، وتقوم على فرض الارتباط بين البضائع والحرية. تنفق القوى الرأسمالية موارد كبيرة لضمان أن نعرّف أنفسنا اجتماعياً بما نستهلكه أكثر بكثير مما ننتجه وما نخلقه. تهدف الإعلانات المستهدفة إلى التعريف بقوة على السلع التي تفيد بأن رفض الرأسمالية سيعادل رفض الذات.
الطبقة العاملة كموضوع ثوري، هي القوة التي سيتغير بها العالم. ومع ذلك، الجهود الكبيرة التي تقوم بها الرأسمالية تحاول توليد الفردية اللازمة لتجاهل جذور المشكلة. من أجل بقاء الرأسمالية، يجب أن يتوسع رأس المال لذلك يجب عليه تجميع الاحتياجات وتنفيذ التتابع المخطط من أجل الإنتاج والحفاظ على نمو السوق. إن التصنيع المنهجي لعدم الرضى الاجتماعي يضع السلع كوسيلة قابلة للشراء، للشعور بالإنجاز الاجتماعي، وبالتالي الرضى عن طريق التمسك بفهم يرفع فهم الرأسمالية إلى كونها مردافاً للحرية بمجرد كونها تزودنا بالسلع. هذا يمهد الطريق لثقافة المستهلك المنيعة على التغيير المنهجي.

 

إن تراكم السلع يقود الناس ليس فقط إلى التعرّف على وسائل التدمير، بل يشل أيضاً قدرتهم على حشد الجهود ضد الأزمة البيئية. إن بناء المقاومة للرأسمالية يكون أكثر وضوحاً في المجتمعات الأكثر تضرراً من أساليب الاستغلال.
من المعترف به على نطاق واسع، أن الاستهلاك الذي يحفز الربح يغذي النفايات الصناعية، والتلوث قضية واسعة وحساسة للزمن، ويجب معالجتها لمنع وقوع كارثة بيئية مطلقة. ومع ذلك، لا يمكن للرأسمالية توفير الإصلاح دون أن تحل نفسها. إن قضية المناخ في مرحلة عدم قابلية الأرض للاستخدام، لذا فإن الأزمة البيئية العالمية ستقع على المستهلكين، ويتم تحضير الأسواق لمرحلة السوق «الخضراء» الجديدة وهي «وهم» الاستهلاك الشامل الأخلاقي من أجل نمو جديد للسوق.
يعتمد استمرار وجود الغلاف الحيوي كما نعرفه على تقليل التأثير الصناعي البشري. وهذا يتناقض مع حاجة رأس المال إلى نشر فكرة خاطئة مفادها، أن الاحتياجات البشرية غير محدودة وأن الأرض وحدودها الطبيعية قادرة على استيعاب مثل هذا الواقع العبثي. ويتم غرسها في استراتيجية النمو لفرضها، فبمجرد أن تتحقق الاحتياجات الفعلية سيتوقف السوق عن النمو، وبالتالي يجب على النظام أن يصنع الاستياء لزيادة الطلب. هذا الطلب يضع المجتمع في حالة من التشتت الذي يدمج الرغبات والاحتياجات، بينما ينكر أن الاستهلاك يُصنع ثقافياً، وأن ثقافة الرأسمالية هي الحافز لعدم الاستقرار البيئي.