وجدتها: الأرض كمنطقة غير صالحة للسكن
تتدهور الظروف البيئية التي تعيشها الحضارة الإنسانية يوماً بعد يوم، ويتغير كوكب الأرض بشكل سريع بحيث ستصبح أجزاء كبيرة منه غير صالحة للسكن بحلول نهاية القرن إن لم نفعل شيئاً الآن.
إن حياة أبنائنا وأحفادنا في خطر مع ارتفاع مستويات البحار والمحيطات الناجم عن الاحترار العالمي. والذي يجعل العالم مكاناً أكثر حرارة ويصبح الحصول على الغذاء أصعب فاصعب بسبب ذلك، لخروج مساحات واسعة من مجال الإنتاج الزراعي.
إن الاحترار العالمي والانقراض الجماعي، وغيرها من الأزمات البيئية، هي أزمات متعددة لكنها متقاربة، لأنها أعراض ما يسمى الأنثروبوسين حيث القوة الدافعة وراء هذه الأزمات هي مجتمع إنساني تهيمن عليه الرأسمالية.
تجاوز تأثير الطريقة التي تدار بها الطبيعة منذ الحرب العالمية الثانية كل ما أثرته قبل ذلك وكل ذلك ناتج عن طريقة استخدام الوقود الأحفوري، والأشكال المدمرة للتعدين والزراعة، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي ينظم بها مجتمعنا.
إن المشكلة الأساس هي الرأسمالية، التي تشكل هيكلنا الاجتماعي وبدلاً من العمل جنباً إلى جنب مع عمليات الأرض الطبيعية، تعمل الرأسمالية ضدها.
ما يعني التعامل مع كل شيء في المدى القصير للغاية. أي: استخدام الموارد التي تحتاج إلى العناية بطريقة غير مسؤولة. وهذا يعني تدمير خصوبة التربة من خلال الإغراق بالمزيد والمزيد من الأسمدة. إن الرأسمالية لا تعمل في الزراعة لإنتاج الغذاء للبشر، إنها تعمل في الزراعة لتحويل الوقود الأحفوري إلى منتجات للسوبر ماركت.
يحاول العديد وضع اللوم على البشرية ككل، ويتحدث البعض عن أنّ أعداد البشر الكبيرة هي السبب، مما يقوي المبررات المستخدمة لمهاجمة المهاجرين والفقراء.
ويتناسون أن ليس كل المليارات الثلاثة من البشر على هذه الأرض يسهمون في الاحترار العالمي، الناس الذين هم في الأساس صفر. حيث إن 2.5 مليار أو أكثر منهم يساهمون بنسبة انبعاثات غازات الدفيئة ضئيلة جداً. لذلك لا يتعلق الأمر بما يفعله الأفراد ولكن ما تقوم به الشركات العملاقة. أو الجيش الأمريكي والجيش البريطاني، الذين لديهم تأثير أكبر على المناخ.
إن السؤال عن التغييرات الجارية، هو كيف يمكننا أن نبطئها، وكيف يمكننا التكيف معها، ماذا يمكننا أن نعكس منها. يمكننا أن نواجه المشكلة الآن، أو لاحقاً إلا أنّ الوقت الذي نؤخر فيه اتخاذ الإجراءات سيكون أكثر صعوبة في مواجهة كارثة المناخ التي تلوح في الأفق.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 820