أحلام الهروب إلى الكواكب الأخرى!

أحلام الهروب إلى الكواكب الأخرى!

«أشارت التقارير حول مستقبل قطاع الفضاء إلى أن العالم ينطلق حالياً نحو حقبة جديدة تسير فيها البشرية بثبات، نحو تحقيق أحلامها بالعيش على الكواكب الأخرى، وذلك بعد الإنجازات الكبيرة في مجالات الاستكشاف الفضائي، وقطاع البيولوجيا الفضائية، والفيزياء الفضائية، وقطاع الرحلات الفضائية التجارية».

 

 

حيث إن الرحلة نحو الحد الأقصى من الفضاء تتسارع بشكل أكثر من أي وقت مضى، فقد شهد العام 2016 وصول مركبة ناسا الفضائية «نيو هورايزنز» إلى حدود النظام الشمسي، كما تم اكتشاف مجموعة كبيرة من الكواكب البعيدة، إضافةً إلى التوصل لمجموعة من الأدلة التي تثبت وجود موجات الصدمة الناجمة عن تصادمات هائلة، فضلاً عن اكتشاف عوالم جديدة تتوفر فيها الشروط اللازمة للحياة البشرية عليها.

وتوضح التقارير إلى أنه مع نهاية العام 2016 تم اكتشاف 2030 كوكباً جديداً بواسطة المسبار الفضائي «كيبلر»، وذلك بالتزامن مع 39 مهمة قامت بها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، تم خلالها استخدام 6 صواريخ قابلة لإعادة الاستعمال.

حيث يعتبر الفضاء حسب منظري الليبرالية الجديدة من القطاعات الرئيسية التي تساهم في دعم مسيرة تطور وتقدم المجتمعات الإنسانية، ويسعون إلى  بناء القدرات ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية وإثراء معارف الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء.

إن الطريق المسدود الذي وصلت إليه «الفتوح» الليبرالية من حيث استنفاذ آخر البقاع على سطح الأرض من الاستغلال، واستنفاذ فرص الربح الذي تتناقص معدلاته في حتمية تاريخية اقتصادية، يجعل منظري هذه  الليبرالية الجديدة يبحثون عن «فتوحات» جديدة خارج نطاق الكرة الأرضية، وتصبح أحلام الفضاء والكواكب الأخرى الصالحة للعيش، هي المنفذ الوحيد للعيش ضمن معدلات الربح التي يرمون إليها.

إن سيناريوهات العيش خارج نطاق الرأسمالية يجري تجاهلها، والقفز إلى ما هو بعد الواقع كخيار وحيد.

وليست أفلام الخيال العلمي بعيدةً عن تسويق الفكرة كواقع مستقبلي ممكن، لكنها توضح لجمهور متلقيها منذ الآن، أن هذا الخيار ليس للجميع، إنه خيار نخبة النخب الرأسمالية العالمية، ويبقى الباقون على الأرض؟

ليست الفكرة أن يكون المرء ضد أبحاث الاستفادة من الفضاء بكل معانيها لكن ألا يكون الفضاء مهرباً من الواقع الممكن تغييره.

وعلى اعتبار أنه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وما كل ما يتمنى المرء يدركه، فخيار العيش دون أرباح على الكرة الأرضية، ما زال مطروحاً للنقاش أعزائي الفضائيين.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
804