وجدتها:كيف نستغني عن المشافي؟
كما اعتدنا من المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يمثل كبار الرأسماليين العالميين المدافعين عن الليبرالية الجديدة، والراسمين لخططها، فهم يبيعون الناس أوهاماً في الهواء.
إذ تتوقع المديرة المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، ميلاني والكر، أننا سنشهد قريباً عالماً خالياً من المستشفيات، نظراً للتطورات التي تم تحقيقها في مجال الطب الشخصي، والمراقبة الصحية، والتكنولوجيا النانوية. وتثق والكر بأننا سنعيش في مجتمع لا يعتمد على المستشفيات بحلول العام 2030، وذلك بفضل التقنيات الجديدة، ودائمة التطور في العلوم الطبية. فهي تتوقع مستقبلاً مشرقاً للعناية الصحية.
تقول والكر - وهي مديرة مشاركة في مجلس المنتدى الاقتصادي العالمي عن علوم الدماغ والتقنيات النانوية، وطبيبة منذ 20 عاماً - في مقالة لها:
«منذ 20 عاماً تقريباً، عندما تخرجت من المدرسة الطبية، كان عالم الرعاية الصحية محكوماً بالإنجازات في مجال البيولوجيا. ولكن بدأ هذا يتغير بسرعة، لأن مكانة البيولوجيا تتعرض إلى التآكل لصالح علوم الروبوتات والجينات، وذلك مع تعمقنا في عصر التواصل المتشابك».
تعتمد والكر في توقعاتها على الاستخدام المتزايد لتقنيات جديدة في العناية الصحية، ليس فقط في المستشفيات، بل في المنازل أيضاً. وفي الواقع، فإنها تعتقد أن صعود نجم الطب الشخصي يعني أننا سننتقل من المستشفيات إلى المنازل، أو كما سمتها: «home-spitals».
يمكننا أن نرى هذه التوجهات وقد بدأت بالانتشار. حيث أن الكثير من الأمراض المهمة هي بطبيعتها ذات علاقة بالأوعية الدموية، وقد أصبحت هذه الأمراض أكثر سهولة من ناحية توقعها ومنع حدوثها، وذلك بفضل فهمنا الكبير لها. كما أن الحوادث بدأت تقل بتقدم الأتمتة وتقنيات القيادة الذاتية، وقد بدأ الطب التجديدي بإطالة الأعمار المتوقعة في البلدان المتطورة.
ستصبح زيارات الأطباء نادرة بفضل التطورات التي يتم إنجازها في مجال المراقبة الصحية، حيث يمكن للطبيب أن يحصل على معلوماتك الصحية مباشرة من هاتفك الذكي. كما أن تقنيات المسح ستصل يوماً ما إلى مرحلة تصميم آلة واحدة تجمع ما بين المسح الطيفي، والرنين المغناطيسي، والتصوير الشعاعي.
تشير التوجهات أيضاً إلى عمليات جراحية أقل «اقتحاماً» للجسم البشري، وأكثر أتمتة. حيث ستقوم الروبوتات الميكروية بإجراء العمليات الجراحية من داخل الجسم، كما أن الروبوتات القابلة للهضم ستقوم بعمليات التشخيص، أو العمليات الجراحية، قبل أن تنحل داخل الجسم.
سينتهي أيضاً عصر قوائم الانتظار للحصول على الأعضاء البشرية. حيث إن الطباعة ثلاثية الأبعاد قطعت شوطاً كبيراً في طباعة الأعضاء البشرية الاصطناعية، والعظام، وحتى الأنسجة.
إن توقعات والكر تلك ليست لكامل البشرية حتماً في ظل الليبرالية الجديدة إنها لحفنة من المستفيدين من سرقة ما تبقى من البشرية.
لكن ربما يكون من توقعات والكر تلك حقيقة واقعة مستقبلية في ظل انهيار الليبرالية الجديدة وظهور نظام عالمي تحكمه علاقات إنتاج تتمكن من تحقيق عدالة صحية عالمية حقيقية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 788