فكر بماهية العدد!!
عمد الفيثاغوريون إلى تعريف العدد بأنه «وفرة محددة من الأشياء» أو أنه «مجموعة مكونة من تكديس الوحدات»
والأعداد في أصل دلالاتها تنقسم إلى مجموعتين الأعداد الأولية وهي أعداد غير قابلة للقسمة إلا على نفسها أو على الواحد، وهي تبعاً لذلك غير قابلة للاختزال وتكون على النسق 1،3،5،7،...والأمر نفسه في الأعداد المركبة 11،13،17،19،...كذلك أوضح الفيثاغوريون أن الواحد هو المقياس، وبه تبدأ السلسلة العددية وأن العدد اثنين هو بداية الأعداد الزوجية، كما أخذ عن العرب 0الصفر والأعداد العربية أخذ الغرب بها فالواحدة لها زاوية واحدة، و2 زاويتان، و3ثلاثة زوايا، و4 أربعة زوايا، و5خمس زوايا وهكذا دواليك ... وكانت تبدأ من اليسار والأحرف العربية من اليمين.
استبدلت بالأرقام الغبارية1، 2، 3، 4، 5، 6، 7....دواليك السنسكريتية ...وينصب مفهوم العدد على الكم من الموجودات دون الكيف .
النظام العشري
يقول جون ماكليش في كتابه «العدد من الحضارات القديمة حتى عصر الكومبيوتر» أننا تعلمنا هذه الحقائق عن النظام العشري تماما وقبلناها على أنها شيء مألوف لا يستحق التوقف عنده، ونحن ننظر في الواقع إلى الأعداد العشرية على أنها طبيعية بل قدرية غير أن الأوربيين اتهموا الرياضيين العرب الذين كانوا يمارسون المهارات الجديدة بأنهم سحرة ومخادعون...» وكان الشكل العددي بالمربع السحري حيث يكون فيه مجموع كل ثلاثة أعداد، أفقياً وعمودياً وقطرياً، يساوي 15 2 9 4 7 5 3 6 1 8
الصفر
معلوم أن الاهتداء إلى الصفر جاء متأخراً من الزمان وبعد حقب مديدة. وقد عرفه الصينيون في عهود مبكرة ثم عرفه الهنود. والعرب هم في طليعة من تلقفوه وانتبهوا إلى أهميته البالغة وقد أحدث نقلة واسعة في علم الحساب والعدد، وقفزة كبرى في العلوم الرياضية. وكان من شأن الخوارزمي في الجبر أن أعطى هذا الاسم الجبرAlgebra إلى هذا الفرع من الرياضيات الذي يقوم على مفهوم المعادلات . وتعد رسالته تلك في الحساب أول كتاب في العالم يوضح عمليات الأعداد العشرية. كما أدت رسالته إلى استحداث كلمة جديدة هي الخوارزمية Algorism الذي يعرف الآن /علم الحساب/ ترميز الأعداد بالحروف.
معركة حول الخوارزمي
.. إن استخدام الأرقام العربية التسعة والصفر في كتاب الخوارزمي كان سبباً لمعركة استمرت ثلاثة قرون في أوربا، مع الحساب الجديد وضده. وقد وقفت قوى التغيير مع البرنامج الجديد أي مع نظام المراتب (الخانات) وذلك باستخدام عشرة رموز فقط لتمثيل جميع الأعداد. أما معارضو التغيير فكانوا أغلبية التجار والمحاسبين الذين اعتادوا استخدام (المعداد) واستعمال الأرقام الأبجدية اليونانية والرومانية. وإن استخدام التعداد العشري القائم على مبدأ المرتبة أو الخانة والذي انتقل إلى شعوب العالم في نهاية المطاف يشبه من حيث المبدأ نظام المقاييس العشري الذي ابتكره الفرنسيون في مجال المسافات والأوزان والمكاييل، الذي لقي أيضاً معارضة شديدة ولاسيما في إنكلترا وأمريكا. وبفضل النظام العشري والنظام الستيني الملحق به، وبفضل التوصل إلى نظام الخانات واكتشاف الصفر، حدث تقدم هائل ومتسارع في العلوم الرياضية، إذ فتح باب العلوم البحتة على مصراعيه، وغدا الطريق ممهداً إلى إنجازات علمية وتكنولوجية لم تكن تخطر ببال أحد قبل وقت قصير من أزمنتنا الحديثة. وفي هذا الصدد قال المفكر الفرنسي إرنست رينان Renanفي محاضرة له سنة 1883، وبعبارات تنطوي على قدر من الانبهار. «إن أبسط تلميذ في المدرسة اليوم يحيط بالحقائق التي كان أرخميدس سيضحي بحياته من أجل بلوغها». فماذا عساه يقول في أيامنا هذه تجاه تلميذ القرن الحادي والعشرين الذي يعيش في غمار بحر زاخر من المعلومات. إنه العصر الرقمي، عصر المعلوماتية.