وجدتها: الصناعة تستخدم العلم لنشر النتائج التي تريد!

على البحث العلمي السليم أن ينشر نتائج أية دراسة معينة، وليس فقط تلك التي ترسم الصناعة في شكل إيجابي. لكن من الممارسات الشائعة أن تترك نتائج الدراسة السلبية أو المحايدة غير منشورة في حين تحصل النتائج الإيجابية على حق النشر.

إن ممارسة النشر الانتقائي لنتائج التجارب التي تخدم أجندة محددة هي ممارسة شائعة ليس فقط في صناعة المواد الغذائية ولكن أيضا في البحوث الصيدلانية.

وفي الوقت نفسه، إنها ممارسة شائعة للباحثين بتمرير مسودات نتائج الأبحاث إلى الممولين الصناعيين قبل نشرها، حتى أنهم يوقتون بعناية صدور النتائج لصالحها. 

ويكسب مروجو الوجبات السريعة المزيد من النفوذ، من خلال رعاية الدورات التعليمية ومختلف المؤتمرات والاجتماعات السنوية، وإظهار المتحدثين الذين يمثلون صناعاتهم.

ويسيطرون على العديد من المجلات الأكاديمية التي تعنى بالتغذية السريرية والتغذية عموماً.

هذه السيطرة (أو ما تسمى العلاقات) هي وصمة عار على جبين الموضوعية العلمية، وهي تؤثر حتماً على التوصيات العامة التي تبثها هذه المجلات الأكاديمية والسياسات العامة التي تنفذ أبحاثاً صديقة للصناعة، وتبث رسائل تتم مشاركتها مع أخصائيي التغذية والناس جميعهم على حد سواء.

كمثال على ذلك يفوز العالم ديفيد اليسون الدكتور الباحث في مجال البدانة، بجوائز من شركة بيبسي كولا، وجمعية السكر، ومنظمة أبحاث السكر العالمية (WSRO)، وريد بول، وكيلوغ، ومارس، حساء كامبل، ومجموعة دكتور بيبر سنابل وهي جميعها شركات منتجة لأهم الأغذية المسببة للبدانة.

ويشغل هذا الباحث نفسه منصب عضو هيئة التحرير في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، أهم مجلات التغذية عالمياً، ما يبين الدور الحاسم لهذه الشركات وكيف تؤثر على النتائج العلمية المنشورة لصالحها.

شركات المواد الغذائية مثل كوكا كولا، جنرال ميلز، نستله وكرافت، وجميع من مروجي الوجبات السريعة الرئيسية يشترون رعاية اجتماعات أكاديمية التغذية ومنظمة علوم التغذية السنوية. وهي عادة ما تبني أكبر مقصورات في طابق المعرض.

حتى يتأكدوا من أن خبراء التغذية سينصحون مرضاهم بالمزيد من الأطعمة غير المرغوب بها بسبب نقصها بالمغذيات، بينما ترفض العديد من البحوث بسبب هذه (العلاقات).