هل يمكن مكافحة أمراض القمح في الغاب؟

هل يمكن مكافحة أمراض القمح في الغاب؟

من المعروف أن العمل الزراعي في سورية هو العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني وعليه تقوم مكونات النشاط الاقتصادي جميعها من صناعة وتجارة وسياحة... وحتى القرار السياسي مرتبط بما تزرع سورية في أراضيها الخصبة المتنوعة التربة والمناسبة لأنواع المزروعات كلها، وما لديها من محاصيل استراتيجية تعتمد عليها في أمنها الغذائي هو صمام الأمان.

إذا بقي الوضع على ما هو عليه فستخرج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من الاستثمار ويرجع ذلك لعدة عوامل، أولها: غياب الأمان على مساحات من الأراضي، فخرجت من الاستثمار كما، أن مسألة نقل المحاصيل والمستلزمات باتت عملية صعبة في ضوء عدم تأمين الطرقات وغلاء المازوت وعدم توفره بالأسعار المحددة وهي عامل حاسم  يضاف إلى تلك العوامل، حيث تصبح خسارة المزارع مؤكدة إذا اعتمد على مادة المازوت في ري محصوله وبالسعر الرائج حالياً، وقد عمد كثير من الفلاحين إلى تخفيف الريات في الموسم الماضي دفعاً للخسارة، وكثير منهم سيتوقف عن الزراعة في المواسم المقبلة  ولاسيما بالنسبة للبطاطا والزراعات التي تحتاج إلى الري حيث انخفض الانتاج في حماه/ الغاب بين 50 % و 70 % لذا تبين أن منطقة الغاب الأكثر تضرراً، نقلا عن الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب في محافظة حماة، أن حجم الضرر لمحصولي القمح والشوندر السكري تجاوزت نسبته 50% في انخفاض كميات الإنتاج في الوحدة المساحية، وبلغت المساحات المزروعة بالقمح حوالي 51 ألف هكتار تضرر منها ما يقارب 328 ألف هكتار بسبب عدم تمكن المزارعين من تقديم الخدمات الزراعية اللازمة للمحصول من تسميد وري ومتابعة , وناهزت المساحات المزروعة بمحصول الشوندر السكري ستة آلاف هكتار تعرض منه قرابة 5 آلاف هكتار للضرر وللأسباب نفسها التي تخص محصول القمح بالإضافة إلى خروج مساحات كبيرة نتيجة زراعتها بالمحاصيل العطرية والطبية.

أهمية القمح

يعتبر القمح من المحاصيل الشتوية الهامة وإذا نظرنا إلى الزيادة السنوية للسكان تبين لنا مدى تزايد الحاجة الكبيرة إلى هذه المادة سنة بعد أخرى، وهذا يتطلب السعي باستمرار للحفاظ على التوازن مابين الناتج العام والطلب من خلال البحث عن أساليب علمية جديدة لتطوير زراعة محصول القمح واستغلال المتوفر من الإمكانيات والوسائل بالشكل الأمثل، من الأرض والمياه والبذار والمخصبات للوصول إلى أعلى إنتاج كمّاً ونوعاً.

القمح يحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية في سورية حيث يشكل 20 بالمئة من مجمل الأراضي القابلة للزراعة، ويبقى القمح من أكثر السلع الغذائية ذات الأهمية كبيرة في سورية. ويحتل القمح 1.6 مليون هكتار والتي تبلغ 83% من المجموع الكلي لحبوب للمساحة المزروعة و 26.5% من مجموع الأراضي المزروعة، إن معدل المحصول في سورية هو 1.93 طن / هكتار( بينما المعدل العالمي هو 2.8 طن/هكتار) ومعدل الاستهلاك السنوي للفرد يقدَر بـ 170 كغم.

التوسع هدف أساسي

إن التوسع في المساحة المزروعة بالقمح، ورفع إنتاجية وحدة المساحة من هذا المحصول، تؤدي إلى زيادة الناتج العام. وهما هدفان أساسيان لكل من يعمل في هذا المجال، كما أن استخدام الأساليب العلمية المتطورة في الزراعة وخدمة المحصول بشكل جيد في كافة مراحل النمو (زراعة الأصناف عالية الغلة المعتمدة حسب متطلباتها البيئية لكل صنف وتأمين الخدمة والاحتياجات اللازمة، من السماد الموصى به والمقنن المائي اللازم، والحصاد في الموعد المناسب ومكافحة الآفات) يحقق الإنتاج الأعلى.

مشاكل زراعة القمح

تواجه عملية زراعة القمح وإنتاجه عدداً من المشاكل الهامة التي قد تؤثر بصورة ملموسة على هذه العملية، ومن هذه المشاكل الأمراض التي تصيب نبات القمح في أطواره المتعددة وتهاجم أجزاء النبات المختلفة.

وصلت المساحات المزروعة بمحصول القمح في الأراضي الواقعة تحت إشراف عمل الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بحماة، منذ بداية عمليات الزراعة للموسم الحالي ولغاية اليوم إلى نحو33 ألف هكتار.

الكمية المزروعة تعد قليلة نسبياً مقارنة بالمساحة المخطط زراعتها وخاصة في الأراضي البعلية التي لم تتجاوز المساحات المزروعة فيها1120 / هكتارا وتتضمن خطة الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بحماة للموسم 2016 زراعة 56 ألف هكتار من القمح البعل والمروي.

إن انخفاض المساحة المزروعة مقارنة بالمساحة المخطط زراعتها للموسم 2016 وخاصة في الأراضي البعلية التي لم تتجاوز المساحات المزروعة فيها «700» هكتار وتأخر عمليات الزراعة لدى عدد كبير من فلاحي المنطقة بسبب تأخر هطول الامطار وتداعيات الأوضاع الراهنة 

ويقدر عدد الأمراض التي تصيب القمح في العالم بحوالي 200 مرض منها حوالي 50 مرضاً واضحة التأثير على النبات، لذلك يتم التركيز عليها والاهتمام بدراستها أكثر من سواها. وتقدر معدلات الخسائر السنوية التي تسببها الأمراض بحوالي 20% من المحصول الكلي في العالم.

تشير عمليات الحصر السنوية إلى خلو سورية من بعض الأمراض الخطيرة التي تهاجم نبات القمح في أجزاء أخرى من العالم مثل: مرض الموت الكلي كما أدت الجهود المتواصلة في تربية أصناف مقاومة إلى اختفاء بعض الأمراض. 

تبقعات وأعفان

إلا أن ذلك لا يمنع من انتشار عدد من الأمراض الهامة التي تؤثر على المحصول وتؤدى إلى حدوث خسائر ملموسة خاصة عند الانتشار بصورة وبائية، مثل: أمراض الأصداء والتفحمات والبياض الدقيقي والتبقعات وأعفان الجذور وفيروس التقزم الأصفر

وللتخلص من هذه الأمراض ينصح باتباع ما يلي

1- للوقاية من الأمراض الفطرية ( أصداء وتفحمات) ينصح بزراعة أصناف مقاومة وتعقيم البذار بإحدى المبيدات الفطرية (الكينولات مثلاً) قبل الزراعة.

2- للوقاية من الأمراض البكتيرية ينصح بزراعة أصناف مقاومة واتباع دورة زراعية وتجنب الري بالرذاذ للأصناف الحساسة للإصابة خلال فترة الإزهار.

3- للوقاية من الأمراض الحشرية ينصح بفلاحة الأرض بعد الحصاد وتطبيق دورة زراعية ملائمة وزراعة أصناف مقاومة. وبشكل عام يمكن مكافحة الإصابات الحشرية على القمح بالطرق التالية:

 الطرق الميكانيكية: جمع الحشرات الكاملة قبل وضعها للبيض وكذلك جمع أجزاء النبات التي تحوي بقع البيض وحرقها.

‌ الطرق الحيوية: تربية ونشر الأعداء الحيوية التي تتطفل على حشرات القمح. -

‌ الطرق الكيماوية: رش المبيدات الحشرية مثل ديسيس – اكتلك تراي كلوروفون وغيرها -

ولإجراء عملية حصاد القمح بشكل ناجح ينصح باستخدام الحصادة الدراسة بعد النضج مباشرة لتجنب مشكلة الانفراط وخاصة في مناطق الغاب والرقة ودير الزور حيث تتعرض إلى هبوب الرياح القوية في بعض المواسم مؤدية إلى الانفراط المفاجئ في بعض الأقماح المكسيكية.

كما ينصح بتجميع بقايا المحصول وتعبئتها مباشرة أو معاملتها باليوريا والاستفادة منها في تغذية الحيوانات. والابتعاد عن حرق بقايا المحصول قدر الإمكان لأن عملية الحرق تؤدي إلى فقدان المادة العضوية من التربة وتقضي على البكتيريا المفيدة في التربة.