وجدتها:بذور بريمر العقيمة
تقف شركة مونسانتو الأميركية على رأس الشركات المنتجة للبذور المعدلة وراثياً وقد حصلت على 700 براءة اختراع بأنواعها، وهذا يعني زيادة في أنواع البذور التي لا يستطيع الفلاحون حول العالم إعادة انتاجها في حقولهم، حيث يقوم الفلاحون بتوقيع التزام للشركة بأنهم لن يقوموا بتخزين البذور التي ينتجونها بأنفسهم، لإعادة زراعتها في السنة القادمة، مع أن هذا الالتزام لم يعد ضرورياً لأن البذور التي تنتج تكون عقيمة. وهناك جنود سريون لهذه الشركة يراقبون الفلاحين لمنعهم من إنتاج بذورهم.
وقد فرضت مونسانتو سيطرتها على العراق، أثناء الاحتلال الأمريكي، منذ دخولها، حيث أصدر بريمر الحاكم العسكري الأمريكي في العراق آنذاك القرار رقم (81) من ضمن القرارات التي أحكم بها السلطة على العراقيين ومكونات الحياة الاقتصادية في العراق، حيث بموجب القرار المذكور، والذي سمي «قرار حماية الأنواع الجديدة من النباتات»، أصبح ممنوعاً على الفلاح العراقي إعادة إنتاج البذور، التي كان ينتجها ليعيد زراعة أرضه، حيث أصبح استخدام الفلاحين لبذورهم قضية مخالفة للقانون منذ لحظة بدء تطبيقه. وادعت الولايات المتحدة أن هذا القرار سيساعد العراق على الدخول في عضوية منظمة التجارة العالمية (أهم متطلبات العولمة والهيمنة).
كان لدى العراق قبل الغزو الأمريكي نظام بذور مركزي فعال، تم من خلاله تطوير أنواع من البذور المتنوعة يضم معظم أنواع القمح العالمية.
وقد قام الفلاحون العراقيون بحفظ البذور ومشاركتها مع الآخرين وإعادة زراعتها مرات ومرات لكن هذا النظام دمر في العام 2003 مع الغزو الأمريكي للعراق، وتم تدمير مؤسسات البحث العلمي والتطوير الخاصة بالبذور من خلال العقوبات الدولية والنهب.
كانت بنوك البذور تحوي بذوراً تعود إلى آلاف السنين تلك البذور التي طورها المزارعون الأوائل في منطقتنا.
ولم يكتف بريمر بقراره ذاك بل كان من ضمن أوامره أنه لا يحق لأي حكومة منتخبة تأتي بعد ذلك أن تغير نظام البذور ذاك. واتخذ قراره ذاك اسماً قانونياً هو «براءة الاختراعات والتصميم الصناعي وسرية المعلومات والدوائر المتكاملة وتنوع المحاصيل».
وهكذا تم تعيين مدير الشركة السابق لشركة كارجل (المتحالفة مع مونسانتو) دانييل ارمستوتز كمستشار زراعي في العراق وهو أيضاً موظف سابق في إدارة الأغذية الأميركية.
حيث تقتات هذه الشركات عابرة القارات على مآسي الشعوب لتروج منتجاتها (في تطبيق مباشر لعقيدة الصدمة) وتحول العراق إلى حقل تجارب للقمح المعدل وراثياً، فأعطوا العراق ستة أنواع من القمح فقط، ثلاثة منها قمح قاس يصلح لصنع المعكرونة بمعنى أنه ليس للاستخدام المحلي العراقي بل للتصدير، وليبقى العراقيون دون حد الاكتفاء الغذائي من القمح، بضغوطات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.