وجدتها:التقنيات اللاشعورية

وجدتها:التقنيات اللاشعورية

في بحثه «الخيوط الخفية للماسونية في دائرة الضوء» تحدث الباحث إبراهيم حجازي عن التقنيات اللاشعورية التي استخدمت وتستخدم لحد الآن في الإعلام، خاصة الإعلام الأمريكي: الجنس، رمزية الموت، التضمين والإخفاء، التلاعب بالصور، الموسيقى التصويرية، الصوت الذي يعد مهماً جداً في التأثير اللاشعوري وكمثال نأخذ أفلام السينمائي ألفريد هيتش كوك الذي أكد أن الصوت كان من أكثر العوامل الحيوية التي عملت على إنجاح أفلامه وبشكل فاق الخدع البصرية.

يقال: إن الإعلان هو فن الإقناع، وليس في الإعلان وحتى في الإعلام خاصة الغربي منه صدف بل كل شيء مدروس...

وعلينا أن نعي بأن هناك مراكز أبحاث ودراسات تشترك فيها كثير من الفعاليات والتخصصات المختلفة من علماء نفس وعلماء اجتماع واقتصاديين وسياسيين وعلماء لغة وفناني تخطيط...في بلورة الإعلان والإعلام.

ما تعرضنا له في أبحاث علم النفس المعرفي عن الذاكرة الضمنية التي تمت في الثمانينات، بدأ يُشتغل به في ميدان الإعلان والإعلام ابتداءً من التسعينات. فاستعملت الروائز الضمنية في سبل التأثير على السلوك اللاواعي للمستهلك خصوصاً حين يستنتج في الدراسات أن تفاعل المستهلك مع الإعلان ضعيف..

أصبح الإعلام يتلاعب بالإنسان بشكل يفوق التصور خاصة في ميدان الاستهلاك، يقول كونراد لورينز في كتابه «الخطايا الثمانية المميتة للرجل المتحضر» :إنه مهم.. للمنتج الرأسمالي ...أن يتم تكييف الأشخاص في الزي والأشياء التي لا يمكن مقاومتها. إن الشعب الغربي أصحاب الحرية المزعومة لم يعد واعياً للمدى الذي أصبح فيه مُستَغلاً من قبل القرارات التجارية للمنتجين.

ويعرض ويلسون براين كي في كتابه «خفايا الاستغلال الجنسي في وسائل الإعلام»: «إحدى أهم الاكتشافات في الدراسات التي أدت إلى هذا الكتاب هو أن الثقافة –خصوصاً الثقافة الأمريكية ..- هي منتج مصنع اليوم. وأجهزة الإعلام هي المصانع. من خلال خلق تقنية مادية واسعة، قام البشر بخلق ذلك الوهم، بأنهم قادرون على السيطرة على بيئاتهم. تلك الأوهام جعلتهم أكثر عرضة للقنوات والتأثيرات التي تتعلق باللاوعي، وبالعقل الباطن.»

نجحت أجهزة الإعلام الغربية، من السينما إلى التلفاز إلى المجلات...برسائلها الخفية التي تتسرب إلى اللاوعي وتخزن في ذاكرة ضمنية تساهم في تشكيل سمات لشخصية الإنسان على الأقل الإنسان الغربي، من بينها النزعة الواضحة للاستهلاك والرفاهية، الزيادة في التوتر والقلق، النزعة إلى العنف بشتى أشكاله .