وجدتها: تجار الشك

وجدتها: تجار الشك

أظهر الفيلم الوثائقي (تجار الشك –Merchants of Doubt) كيف أن الساعين لتحقيق الأرباح يشكلون وعي الناس تجاه الأسئلة العلمية الكبرى في الوقت الراهن. ويوضح الفيلم أن المعركة حول التغير المناخي، والتدخين، والمواد الكيميائية البيئية، تتعلق فعليا بأيدولوجية سياسية تابعة للاقتصاد الاحتكاري.

جاءت فكرة الفيلم من بحث لناعومي أوريسكس، مؤرخة العلوم بجامعة هارفارد. وكانت أوريسكس قد شاركت في تأليف كتاب (تجار الشك –Merchants of Doubt) عام 2010 بعد العثور على اكتشاف مذهل، وهو أن كل الأبحاث المنشورة عن تغير المناخ العالمي بين عامي 1992 و2002، تظهر إجماع الباحثين على أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب قد سببها الإنسان.  ولكن تلك الأبحاث لم تغادر الحوليات والدوريات البحثية إلى عالم الواقع. أرادت أوريسكس أن تفهم سبب حدوث ذلك.

تقول أوريسكس: في العلم الحديث، هناك «أسطورة» تقول إن المعرفة العلمية تعتمد بالأساس على لحظات  تجل لأشخاص عباقرة، حين يتوصل عالم إلى شيء ما جديد.  معظم الإنتاج العلمي لا يأتي من تلك اللحظات بل من العمل الجاد. وعندما يصل فرد إلى تلك اللحظة فهو فقط يمتلك فكرة ما لكن عليه أن يعالجها ويطورها. الأمر مختلف، فالعلماء يعقدون اجتماعات، ويتبادلون الأسئلة، ويطرحون أعمالهم للمناقشات، وبمجرد نشر البحث العلمي يبدأ الناس في قراءته وعمل المتابعات. فهي عملية طويلة ولا تحدث كل ليلة. وفي عملي، رأيت مزاعم علمية مهمة أخذت عقوداً حتى تخرج إلى النور.

 معظم العلماء لا يتناولون قضايا غير مرتبطة ببعضها. كل عالم لديه مساحة واحدة من التخصص. لا يمكن لأحد أن يكون عالما في الأورام والمناخ في الوقت نفسه. وذلك كان المفتاح للوصول إلى أنها لم تكن مناقشة علمية. يفترض بعض الناس أن القصة تتعلق بشخصيات تم إفسادها بواسطة الشركات الصناعية الكبرى. وكتابي هو القصة الأصلية، حول كيف حدث ذلك منذ البداية. أردنا أن نعرف لماذا بعض الأشخاص كالعلماء الحاصلين على جوائز مثل (فريديريك سيتز) قد يغامرون بسمعتهم العلمية عن طريق العمل لمصلحة شركتين من أكبر شركات التبغ والطاقة ويدمر العلم. من هنا جاءت تلك الايديولوجيا، وبدأنا في قراءة الخطابات التي كتبوها. وجدنا ايديولوجيا السوق الحر التي تقول للناس إن أي تدخل حكومي يعني التوجه نحو الاشتراكية. ووصل الأمر إلى حد الحرب الباردة، ومعتقدات تلك الحرب التي تقول بأن الاتحاد السوفيتي كان إمبراطورية الشر، ولذا يجب أن يكون الناس يقظين وحذرين.

كل ذلك في سبيل حماية الشركات الكبرى التي تدمر مصير البشر والأرض.

 

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 08 كانون1/ديسمبر 2015 15:35