سلالات مبشّرة من فول الصويا
تحت عنوان «تقييم سلالات مبشرة من فول الصويا في ظروف بيئية مختلفة في سورية» قدم الباحثان د. مشهور غانم ود. محمد مولى من الهيئة العامة للبحوث الزراعية بحثهما في مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية في العام 2015.
فول الصويا هو أحد أهم النباتات الغذائية ومن أقدم المحاصيل المزروعة، ويعد أهـم مصادر الزيت والبروتين في العالم. ويعتبر التطفير الصنعي من التقانات الرئيسة المتبعة في التحسين الوراثي لأن التأثير الطفروي للأشعة والمواد الكيماوية جعلها إحـدى أهـم المصادر التي تحدث التباين الوراثي. فقد بدأ إدخال الطفـرات منـذ 1927 بواسطة مولر، ثم أدخلت من جديد في برامج تربية النبات، ونتج عنها في نهايـة القرن العشرين 2252 صنفاً طافراً، منهـا 60% اسـتنبطت باسـتعمال أشـعة غامـا. أما في الصويا فقد استُنبط الكثير مـن أصـنافها بـشكل مباشر أو غير مباشر بـاستخدام الطفـرات أيـضاً. وقد بينKotyvics وجـود 41 صـنفاً جديـداً استنبطت باستعمال العوامل المطفرة الفيزيائية أو الكيماوية، منها أصناف مبكـرة ومنهـا أصناف عالية الإنتاجية مقارنة بالأصناف التي نتجت عنها. ووجد Karthika وLakshmi أن لتأثير العوامل المطفرة الفيزيائية (أشعة غاما) والكيماويـة (إيتيـل ميتـان سلفونات EMS) أثراً واضحاً في زيادة عدد الفروع وعدد القرون في النبات وزيادة عدد البذور في القرن، إضافة إلى الحصول على الكثير من الطفرات المفيدة، كطفـرة الأوراق اللاطئة التي أدت إلى زيادة عدد النباتات في المتر المربع. ونفذ كثير من الدراسات حول مقدار الجرعة الحرجة من الأشعة المطبقة على الصويا فقد وجد Ghanemو Nicolae أن الجرعة الحرجة من أشعة غاما تراوحت بين 11 و13 كيلوراد. وعلى الرغم من انتشار زراعة الصويا وتضاعف إنتاجها في الأعوام العشرين الماضية ليصل إلى أكثر من 220 مليـون طـن فـي عـام 2006 وزراعة هذا المحصول في سورية قليلة الانتشار، وهي تعاني من معوقات كثيرة تربوية ومناخية وتقنية، يتعلق قسم منها بعدم وجود الأصناف العاليـة الإنتاجية والأصناف المبكرة. لذا هدف هذا البحث إلى تقييم سلالات صويا متميزة يمكن أن تعتمد لاحقـاً بوصـفها أصنافاً محسنة تحمل صفات مميزة، كالغلة العالية التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج والتبكيـر في النضج لتزرع في العروة التكثيفية؛ وعلى تحسين بعض الـصفات النوعيـة، كنـسبة الزيت والبروتين.
مواد البحث وطرائقه
درست سلالات طافرة من فول الصويا، ناتجة عن المعاملة بأشـعة غامـا، للصنف A1930 المعتمد في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية؛ ومنتخبة من الجيلين الطفرويين M2 وM3، ومزروعة في تجارب مقارنة إنتاجية (M4 وM5) فـي رومانيـا، ومقيمة باعتبارها سلالات متفوقة.
ونفذت تجارب الكفاءة الإنتاجية في مراكز البحوث العلمية الزراعية في الرقة وإدلب، والسويداء، (بموعد زراعة العروة الرئيسة في الأسبوع الثالث من شهر نيـسان)، خـلال الأعوام من 2006 إلى2008. وقد زرعت السلالات الإحدى عشرة بالإضافة إلى الشاهد الصنف Sb-44 بتصميم القطاعات العشوائية الكاملة،RCBD بثلاثة مكررات في كـل موقع، وقد أخذت عدة قراءات، أهمها: الإنتاجية كغ/هــ، وعدد الأيام حتى النضج التام وحللت النتائج وفقاً لبرنامج MstatC. كما حلل المحتوى من البروتين والزيت للسلالات المقيمة في مخبر المحاصيل بإدارة بحوث المحاصيل بالاعتماد على جهاز: Infratec1241Grain Analyzer.
أهم الاستنتاجات التطبيقية
واستنتج أنه كان لتطبيقات أشعة غاما وإيتيل ميتان سلفونات أثر واضح فـي إحـداث تباينات وراثية كبيرة، أدت إلى عزل سلالات متفوقة تميزت فيهـا SE25B بنفـسجي، SR5D أبيض، SE125B ،SR10A بالإنتاجية العالية وتميزت سـلالتان منهـا بانـضج المبكر هما N.M ،SR5M. كما تميزت سلالتان هما: SR5D أبيض وSR5M بالمحتوى العالي من الزيت. ويمكن لهذه السلالات المبشرة أن تخدم في زيـادة الإنتـاج وتحـسين نوعيته، ويمكن اعتمادها في المستقبل بوصفها أصنافاً محسنة عاليـة الإنتاجيـة تناسـب الزراعة في العروة الرئيسية؛ أو بوصفها مبكرة في النضج تلائم الزراعة التكثيفيـة؛ أو لصفاتها النوعية المميزة، مثل المحتوى العالي من الزيت أو البروتين
نُفِّذ البحث في مراكز بحوث الرقة وإدلب والسويداء، بهدف تقييم سلالات مختلفة من فول الصويا من حيث الإنتاجية والتبكير في النضج وبعض الصفات النوعية، (محتوى الزيت والبروتين). أدخلـت إحـدى عشرة سلالة طافرة ناتجة عن معاملة الصنف A1930 بأشعة غاما وإيتيل ميتان سلفونات (EMS)، في تجارب كفاءة إنتاجية ومواعيد نضج مدة ثلاثة أعوام (2008-2007-2006). وبالنتيجة حـصل علـى أربع سلالات (SE25B بنفسجي وSR5D أبيض وSR10A وSE125B)، بلغـت متوسـط إنتاجياتهـا 3063 و2848 و2896 و2790 كغ/هـ، على التوالي، وتفوقت معنوياً في المحافظات الثلاث على الشاهد 2190) Sb44كــغ/هـــ)، وعلــى ســلالتين مبكــرتين جــداً SR5M وN.M بالنــضج (100 و98 يوماً). وتميزت السلالتان SR5D أبيض وSR5M بالمحتوى الزيتـي العـالي (26.6 ،%26.5%) مقارنة مع الشاهد (%24.5)، ويقترح اعتمادها أصنافاً محسنة لإنتاجيتها العالية أو لتبكيرها في النـضج أو لمحتواها المرتفع من الزيت والبروتين.