(مونسانتو) بحلة تخريبية جديدة

(مونسانتو) بحلة تخريبية جديدة

 عرفت مونسانتو بأنها المنتج الرئيسي للمنتجات المعدلة وراثياً لكن مالم يكن واضحاً على السطح أنها ملوث كيميائي من الطراز الرفيع كذلك.

تشير بعض الأرقام إلى أن 90% من المنتجات الغذائية في الأسواق الأمريكية معدلة وراثيا، ما دفع بالكثيرين إلى الإقبال على الأغذية العضوية وسط جدل عن التأثير السلبي للتعديل الوراثي.
تشير بعض الأرقام إلى أن 90% من المنتجات الغذائية من فول الصويا والذرة في الأسواق الأمريكية معدلة وراثيا، ومع ازدياد الجدل حول تأثير التعديل الوراثي على الإنسان والبيئة ككل، يزداد التوجه نحو الأغذية العضوية. لم تسلم الخضار والفاكهة والحبوب من تعديل جيناتها الوراثية لتتغير طبيعتها فتصبح «أكثر مقاومة للظروف البيئية»، حسب ما يدعي القائمون على تحويرها. 
وتتعدد الشركات بهذا المجال، لكن «مونسانتو» الأمريكية تبقى الأقوى، فهي استطاعت أن تدفع بالكونغرس لسن قانون عرف باسمها يعيق مقاضاتها إذا ثبت ضرر منتجاتها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فهناك أيضا مشروع لقانون يدعم الشركات ضد من يحاولون وضع ملصقات على المنتجات لتوضيح ما إذا كانت معدلة وراثيا أم لا.
«مونسانتو» ملوثاً
لكن الأمور تتغير شيئاً فشيئاً حيث أن «مونسانتو» التي لوثت مياه الأمطار وخليج سان فرانسيسكو بكيميائيات سامة على مدى عقود طويلة، ستصبح عرضة للمقاضاة، لتدفع تكاليف الإصحاح البيئي.
حيث رفعت مدينة ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ممثلة بمجلس مدينة أوكلاند، حيث لاحظ مجلس المدينة من خلال مراقبة الموارد المائية وجود ثنائي الفينيل متعدد الكلور في مياه الأمطار، مما يهدد النظام البيئي لخليج سان فرانسيسكو.
محظور منذ 36 عاماً
تم استخدام الكلور على نطاق واسع لمدة خمسة عقود من أجل عزل الإلكترونيات كما استخدم في الدهانات ومواد البناء الأخرى، وقد تم حظره منذ العام 1979 من قبل وكالة حماية البيئة، وعلى الرغم من الحظر الذي دام ستة وثلاثين عاماً فما زالت هذه المواد الكيميائية جزءاً موجوداً من الملوثات البيئية المشتركة في الماء وفي أنسجة الكائنات البحرية وعلى كامل السلسلة الغذائية وصولاً إلى الإنسان.
إنها تعرف
وجاء في بيان المجلس: «عرفت مونسانتو أن ثنائي الفينيل متعدد الكلور مادة سامة ولا يمكن استخدامها في الصناعة، إذ أنها يمكن أن تتسرب إلى الطبيعة وتجد طريقها إلى الخلجان والمحيطات والبحيرات والأنهار والجداول والتربة والهواء.»، كما صرح البيان: «ورغم أن الدلائل تؤكد معرفة مونسانتو بأن ثنائي الفينيل متعدد الكلور ملوث عالمي قبل المنع الذي جرى في العام 1979 بكثير إلا أن ذلك لم يمنعها من تجاهل المعلومات وزيادة إنتاجها لهذا المركب المربح».
بليون دولار للتنظيف
وسيضطر مجلس مدينة اوكلاند ومقاطعة الاميدا إلى دفع بليون دولار لإزالة الكلور من مياه الأمطار التي تصب في خليج فرانسيسكو، وتؤكد الدعوى على أن تتحمل «مونسانتو» تكاليف تنظيف هذا التلوث.
عرف عن مونسانتو أن منتجاتها تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان والبيئة في جميع أنحاء العالم ومع ذلك، اختارت الشركة أرباحها على حساب صحة الناس، وما زالت المدن والناس تعاني من عواقب ذلك.
وقد رفعت مدن أخرى في ولاية كاليفورنيا مثل سان خوسيه وسان دييغو دعاوى مماثلة ضد شركة مونسانتو، وكذلك سبوكان في ولاية واشنطن.
«سينجنتا» كذلك
وهذه الحادثة ليست غير مسبوقة بالنسبة لاوكلاند من ناحية الفوز بدعوى لها. ففي أيار 2012، اضطرت مجموعة الكيماويات الزراعية السويسرية سينجنتا AG لدفع 105 ملايين دولار لتسوية قضية الطبقة العاملة هناك حيث ادعى على الشركة المئات من الذين تسمموا من خلال شبكات مياه الشرب العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب الأترازين مبيد الأعشاب القاتل.
تسميم تحت الضغط
ولدى شركات الكيماويات الزراعية العملاقة تاريخ من التسمم وتلويث البيئة. ففي شباط 2012، قضت محكمة فرنسية أن شركة مونسانتو مذنبة في التسمم عن غير قصد لمزارع فرنسي من خلال المواد الكيميائية المنتجة من قبلها، وكانت سابقةً فرنسية في التسمم بمبيدات الآفات. بعد ذلك بشهرين، رفع المزارعون في الأرجنتين دعوى قضائية ضد الشركة، تصدوا فيها لقضية التسميم مع العلم بذلك والضغط عليهم لاستخدام المواد الكيميائية من قبل مونسانتو.
أنتجت العامل البرتقالي
 للحرب في فيتنام
كما أنتجت شركة مونسانتو الشائنة العامل البرتقالي، ومبيدات الأعشاب الذي استخدم خلال حرب فيتنام التي تسببت في عدد لا يحصى من الأمراض والإعاقات لدى الأشخاص المعرضين للمواد الكيميائية، بما في ذلك آلاف من أفراد الجيش الأمريكي. في عام 2012، وافقت الشركة على تعويض سكان بلدة فيرجينيا الغربية حيث يقع مصنع العامل البرتقالي التابع لها. وبموجب هذه التسوية، وافقت شركة مونسانتو على دفع 84 مليون دولار لبرنامج مراقبة لمدة 30 عاما في نيتروفي فيرجينيا الغربية، و9 ملايين دولار لجهود التنظيف في المدن التي لا تزال ملوثة، لكن من يعوض الفيتناميين الذي قضوا وتشوهوا نتيجة ذلك؟