خطوط التوتر العالي خطر على صحة الإنسان

خطوط التوتر العالي خطر على صحة الإنسان

تحت عنوان: تأثير الحقول الكهرطيسية ذات الإشعاعات غير المؤينة لخطوط التوتر العالي المتناوب على صحة الإنسان )دراسة إحصائية(. قدم كل من المهندس شحادة مبدا والأستاذ الدكتور المهندس محمد نضال الريس والأستاذ الدكتور المهندس سميح الجابي بحثهم المشترك في مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية للعام 2009.

استلزم ازدياد التوسع السكاني والصناعي دخول خطوط التـوتر العـالي ومحطـات التحويل إلى المدن ومحيطها وذلك لتأمين التغذية الكهربائية بأقل ضياعات ممكنة. تتسبب هذه الخطوط ومحطات التحويل بنشوء حقول كهرطيسية تتكون من مـركبتين هما الحقل الكهربائي والحقل المغناطيسي وهما متلازمتان في الزمان والمكـان مـن الفراغ الموجودة فيه. تتحدد الحقول الكهرطيسية بمجموعة بارامترات: التوتر – التيار – التـردد – أبعـاد الناقل – طول الموجة – المطال. كما ترتبط طاقتها بالتردد إِذْ مع ازدياد التردد تزداد قدرتها على اختراق الجزيئات كما هي الحال في أشعة (X) والأشعة فوق البنفسـجية والإشعاعات النووية. وتزداد هذه الطاقة مع ازدياد شدة الحقل ومن ثَم تزداد قـدرتها على تحطيم الجزئيات الموجودة بالحقل رغم انخفاض التردد. بينت الدراسات المرجعية وجود أثر للحقول الكهرطيسية في الحياة البيئيـة للإنسـان، وقد أوصت الجهات كلّها بمنع وجود المبـاني والحيوان. وبالرغم من أن النظم العالمية السكنية ضمن الحرم المسموح به لخطوط التوتر العالي. فإننا نعاني من مشكلة خاصة محلية تتمثل في توسع مناطق السكن العشوائي تحت خطوط التوتر العالي. وهذا ما يعرض السكان المقيمين في هذه المباني للحقول الكهرطيسـية الناتجـة عـن خطوط التوتر العالي خلال مدة زمنية طويلة تتجاوز عشرات السنين.

جوبر والقابون وزملكـا  وجرمانـا وعين ترما وتشرين

 شملت الدراسات مجموعات بشرية كبيرة تصل في بعضها إلى عـدة آلاف مـن السكان القاطنين بجوار خطوط التوتر العالي المتناوب (كباراً وأطفالاً) وليس تحته. وجرى فيها البحث عن الترابط بين هذه الأمراض والحقول التي يعتقد أنها تسببت بها من خلال تقييم إحصائي للأمراض عند السكان المقيمين بجوار خطوط النقل. كما أجريت دراسات وبحوث مخبرية عديدة على الحيوانات مثل الطيـور والفئـران والجرذان والخنازير والقردة وذلك بتعريضها للحقول خلال مدد زمنية معينة. وجود ترابط بين الحقول الكهرطيسية وأمراض وقد بينت نتائج هذه البحوث التي سجلت لدى السكان القاطنين بجوار (وليس تحت) خطوط التوتر العالي مثل: سرطان الدماغ والدم (لوكيميا) والثدي – الإجهـاض – التشـوهات الولاديـة – الصـداع – الأمراض العصبية والنفسية (اكتئاب) – اضـطراب ضـربات القلـب – الأمـراض الداخلية – النسيان. ظهور أمراض لدى الحيوانات المتعرضة للحقول كما بينت البحوث المخبرية الكهرطيسية مثل: اللوكيميا – سرطان الغدد اللمفاوية – تشوهات ولادية.

الإجراءات العلمية المنفذة

لدراسة آثار الحقول الكهرطيسية الناتجة عن خطوط التوتر العالي في منطقة الدراسة أجريت قياسات ميدانية واستبيانات إحصائية على الشكل الآتي: القياسات الميدانية: شملت الدراسة مناطق السكن العشوائي في أحياء جوبر والقابون وزملكـا وجرمانـا وعين ترما وتشرين، التي توجد تحت خطوط التوتر العالي ٢٣٠ kV. والتي توجـد فيها كثافة سكانية عالية تحت خط النقل.

وضعت استمارة استبيان لدراسة الآثار الصحية والنفسية لدى السكان القاطنين تحـت خطوط التوتر العالي في منطقة الدراسة. وقد أوردنا فيها الأمـراض والملاحظـات المسجلة في دراسات مرجعية عالمية.

مناقشة نتائج الدراسة

 بدراسة نتائج القياسات الميدانية والاستبيانات الإحصائية والتقييم الإحصائي لأكثر من (5872) شخصاً نتبين ما يأتي: ١- وجود تناسب طردي بين الإصابات المرضية والاقتراب من مسار خـط التـوتر العالي. حيث نجد أن قيم الحقل المقلسة تزداد عند الاقتراب من مسار الخط ومنطقة التدلي الأعظمي لنوافل الخط الكهربائي. ٢ - إن اختلاف الإصابات من منزل إلى آخر تحت خط النقل يعود إلى الاختلاف في قيم الحقول الكهرطيسية السائدة في هذه المنازل بحسب موقعها تحت الخط. ٣ - تبين النتائج التي تم التوصل إليها نتيجة هذه الدراسة وجود ترابط أكيد وشديد بين الحقول الكهرطيسية لخطوط التوتر العالي وعدد من الأمراض التي قد يصـاب بهـا القاطنون تحت هذا الخط. 

زيادة النسبة المئوية للأمراض

وهذا يترافق مع ازدياد نسبة الأرجحية إلى قيم أكبر من الواحد بكثير لبعض أنـواع الأمراض، وأكبر من الواحد بقليل للأنواع الأخرى تبعاً لتغير النسبة المئوية بين نوع وآخر/ وارتفاع نسبة الأرجحيـة بالإصابة بالصداع للقاطنين تحت خط التوتر العالي حيث بلغت لدى الذكور2,96 ولدى الإناث 3,21 ولدى الأطفال 8,49، وهذا متطابق مع ازدياد النسبة المئويـة للمـرض نفسه، حيث بلغت النسبة المئوية للمرضى الذكور المصابين بالصـداع 0.26 وبلغـت لدى الإناث 0.29 وبلغت لدى الأطفال 0.15. وكذلك ارتفاع نسبة الأرجحية بالنسبة للإصابة بالأمراض العصبية والنفسـية لـدى الذكور 8,42 ولدى الإناث 5,32 ولدى الأطفال 9,69 وهذا متطابق أيضاً مـع ازديـاد النسبة المئوية للمرض نفسه، حيث بلغت النسبة المئويـة لعـدد المرضـى الـذكور المصابين بالأمراض العصبية والنفسية 0.24 وبلغت لدى الإناث 0.22. وأيضاً بالنسبة للإجهاض لدى الإناث بلغت نسبة الأرجحية 2,27، وهذا متطابق مـع ارتفاع النسبة المئوية للإجهاض عند الإناث  التي بلغت 0.351. مع ملاحظة أن زيادة النسبة المئوية للأمراض الأخرى مثل التحسسية والقلبية والدم والربو والجلدية والباطنية والأورام والغدد يتطابق أيضاً مع زيادة نسبة الأرجحية إلى قيم أكبر من الواحد بقليل لدى الذكور والإناث. ويلاحظ من قيم النسبة المئوية لعدد المرضى ونسبة الأرجحيـة عنـد الأطفـال أن نسبتها كبيرة جداً بالمقارنة مع النسب المئوية لعدد المرضى ونسب الأرجحيـة عنـد الذكور والإناث، وهذا يوضح مدى تأثر الأط  ـامهم السريعة التأثر.