مستويات الرصاص في حليب الأطفال
في الدراسة المنشورة تحت عنوان «تعيين مستوى الرصاص في حليب الأطفال وأغذيتهم المتاحة للاستهلاك في سورية» قدم الباحثون د.غياث سمينة و م. الين رستم ود. هدى حبال بحثاً، تناول مستوى الرصاص في 52 عينة مخصصة لتغذية الأطفال متضمنة حليب الأبقار المجفـف والأرز والقمح والحبوب والفواكه فضلاً عن عينات من حليب الإنسان من الولادة وحتى عمر 12 شـهراً وذلـك باستخدام جهاز الامتصاص الذري- تقنية الفرن الغرافيتي- بعد تحضير العينات بواسطة التهضيم الرطـب وبالتوازي مع عينات مرجعية معتمدة.
تبين وجود أقل متوسط لتركيز الرصاص في الأغذية المكونة مـن الفواكه المعلبة 5.7(2 ميكوغرام/ كغ) غذاء، في حين بلغ في حليب الإنسان (20.41 ميكوغرام/ ل)، وفـي الحليب المجفف للمرحلة العمرية الأولى (84.32 ميكوغرام / كغ)، والحليـب المجفـف المعـد للمرحلـة العمرية الثانية (98.15 ميكوغرام/ كغ)، وكان متوسط تركيز الرصاص في الأغذيـة المكونـة مـن الأرز (92.62 ميكوغرام/ كغ)، والأغذية المكونة من القمح (99.94 ميكوغرام / كغ)، فـي حـين سـجل أعلـى متوسط للرصاص في الأغذية المكونة من الحبوب (121.35 ميكوغرام/ كغ).
الأطفال أكثر حساسية لسمية الرصاص
ويذكر أن المواليد الجدد الرضع والأطفال أكثر حساسية لسمّية الرصـاص مقارنـة بالبالغين، لأن الرصاص يسبب اضطرابات سـلوكية عنـد الأطفال وإعاقة التفكير والإدراك وانخفاض معـدل الـذكاء، كما يسبب الرصاص أمراض القلب الوعائية نتيجة ارتفاع ضغط الدم، واختلال وظيفة الكلية، ومسامية العظام وابيضاض الدم ونظراً إلى خطورة هذا العنصر السام ومضاره على أنسجة الإنسان وإلى عدم وجـود أية منشورات علمية عن مستوى الرصاص في أغذية الأطفال المنتجة في سورية جـرى هذا البحث لمراقبة مستوى الرصاص في أغذية الأطفال في سورية.
حليب الأمهات
تم جمع عينات الأغذية بحيث بلغ عدد العينات المحللة 52 عينة أغذية أطفال بما فيها 8 عينـات من حليب الأمهات السوريات. جمعت المنتجات المصنعة من الأسواق والـصيدليات بحيـث مثلت الأغذية المكونة من الأرز والقمح والحبوب) صنعتها الشركات الرئيسة المنتجة لأغذيـة الأطفال في سورية فضلاً عن بعض المنتجات المستوردة من الحليـب المجفـف، والفواكـه المعلبة.
تدلُ الدراسة على اختلاف تركيز الرصـاص في العينات تبعاً لاختلاف الشركات المنتجة للغذاء.
فروق في المنتج الواحد
كما لوحظ أيضاً عند دراسة التداخل بين المصدر ودفعة الإنتاج وجود فروق معنويـة ضمن الدفعات الإنتاجية للمنتج الواحد، هنا الاختلاف في تركيز الرصاص عائد ليس فقط لاختلاف الشركات المنتجة وإنما أيضاً لاختلاف الدفعة الإنتاجية ضمن الشركة الواحدة. ويعزى التفاوت الكبير في تركيز الرصاص ضمن النوع الواحد من أغذية الأطفال إلى تلوث المادة الغذائية بالرصاص خلال عملية التصنيع فضلاً عن تلوث المـادة الأوليـة، سواء أكانت هذه المادة حليب الأبقار التي ينتقل إليها الرصاص عن طريق أدوات الحلابة. أم كانت المادة (قمحاً أم أرزاً أم حبوباً) التي ينتقل إليها الرصاص عن طريق الترسـيب الجوي للرصاص على سطح النبات نظراً إلى صعوبة امتصاصه من التربـة. كانت مستويات الرصاص في العينات المحللة جميعها أعلى من حد الكشف (0.161 مكغ/كغ غذاء) كما كانت العينات جميعها ذات مستويات من الرصاص أعلى من حد التقدير الكمي (0.481 مكغ/ كغ) باستثناء عينة فواكه واحد. حيث لوحظ أقل متوسط لتركيز الرصاص في الأغذيـة المكونـة مـن الفواكـه المعلبـة (5.72 مكغ/ كغ) غذاء، في حين بلغ متوسط الرصاص في حليب الإنسان (20.41 مكغ/ ل)، وفي الحليب المجفف للمرحلة العمرية الأولى (84.32 مكغ/ كغ)، والحليب المجفف للمرحلة العمرية الثانية (98.15 مكغ/ كغ)، وكان تركيز الرصاص في الأغذية المكونة مـن الأرز (92.62 مكغ/ كغ)، وارتفع متوسط الرصاص في الأغذيـة المكونـة مـن القمـح إلـى (99.94 مكغ/ كغ)، في حين سجل أعلى متوسط للرصاص في الأغذية المكونة من الحبوب (5 مكغ/ كغ) غذاء.
أعلى من غيره في الأغذية البديلة
راوح تركيز الرصاص في الأغذية البديلة عن حليب الأم بين (5.72 و121.35مكغ/ كغ)، ويعد الرصاص في أغذية الأطفال السورية مرتفعاً عند مقارنته بأغذية الأطفال البريطانية إذْ وصل تركيز الرصاص فيها حتى (20 مكغ/ كغ)، إلا أن محتوى أغذية الأطفال السورية من الرصاص قريب من أغذيـة الأطفـال الباكـستانية إذْ راوح متوسط تركيز الرصاص فيها بين (28.7) و(119 مكغ/ كغ)، وكـذلك نجد أن تركيز الرصاص فـي أغذيـة الأطفـال الـسورية مـنخفض عنـد مقارنتـه بالأغذية البولنديـة إذْ راوح تركيـز الرصـاص فيهـا بـين (198 و450 مكـغ/ كـغ) ويشير تركيز الرصاص في حليب الأمهات السوريات إلى (المتوسط 20.41، المجال 30.61 -7.24 مكغ/ ل) عند مقارنته بالدراسات الأخرى أنه أعلى مما في حليب الأم السويدية (0.5 و0.9 مكغ/ل.) ووجد أن متوسط الرصاص في حليب الأم في سورية أعلى بنحو 20 مرة مما هـو موجود في حليب الأم في ايطاليا (1.07 مكغ/ل)، وأعلـى بنحو مرتين منه في حليب الأم الإيرانية (10.39 مكغ/ل) إلا أنه أقل من تركيز الرصاص فـي حليـب الأم المـصرية (30.6 مكـغ/ ل)، والأم السعودية (31.67 مكغ/ ل). وهذا ما يبين ويدلُّ على ارتفاع تركيز الرصاص في حليب الأمهات العربيات مقارنة بالأمهات الأجنبيات، وهي دلالة ليست حميدة. وتشير إلى حدوث تلوث عام في مجمل ما تتداولـه المرأة في حياتها. ويمكن عده إشارة إلى ارتفاع نسبة الرصاص في الوطن العربي. ممـا يلح على ضرورة إجراء دراسة تفصيلية مسحية للوقوف على أسباب ارتفـاع مـستوى الرصاص في حليب الأمهات السوريات. واستنتج بأن تركيز الرصاص في أغذية الأطفال البديلة عن حليب الأم راوح بـين (5.72 مكغ/ كغ) غذاء فواكه معلبة، ووصل إلى (121.35 مكغ/ كغ) في الأغذية المكونة من الحبوب. وهو قريب من تركيزه في الأغذية البديلة عن حليب الأم المستهلكة عالميـاً، إلا أن الخطورة تكمن في ارتفاع تركيز الرصاص في حليب الأم السورية مقارنة بالدراسات الأخرى.
ويوصى بضرورة إجراء مسح وطني للأغذية جميعهـا لـيس فقـط بالنـسبة إلـى الرصاص، وإنّما أيضاً إلى العناصر المعدنية الثقيلة الأخرى، نظراً إلـى خطـورة هـذه العناصر وتأثيرها في صحة الإنسان على المدى البعيد.
وكذلك تحديد مدى تعرض الفرد السوري لهذه الملوثات والعمل على الحد منها، أو على الأقل تخفيف وجودها في البيئـة المحيطة ومن ثم في الغذاء قدر الإمكان.