وجدتها: الغبار الذكي
هل استنشقت غباراً وأحسست بعد ذلك أن هناك شيئاً ما غريباً يحصل في جسمك؟
انصب اهتمام الأبحاث العلمية مؤخرًا على أبحاث النانو تكنولوجي كمحاولة لتطبيق الخيال العلمي على أرض الواقع، ففكرة الغبار الذكي ظهرت في مخيلة رواد الخيال العلمي منذ الستينيات قبل أن تظهر على أوراق الأبحاث العلمية، وبعد التقدم الذي حققته الأبحاث في مجال الأنظمة الإلكتروميكانيكية الدقيقة،
بدأ التركيز على صناعات أكثر دقة على مستوى المايكرومتر ومن ثم النانومتر، فظهرت العديد من الأجهزة الإلكترونية صغيرة الحجم كالروبوتات والكاميرات والمحركات وغيرها من الأجهزة، ولكنها تعد كبيرة الحجم بالمقارنة مع فكرة الغبار الذكي التي تسعى إلى مستوى أصغر في التصنيع.
تقوم فكرة الغبار الذكي على أجهزة بالغة في الصغر تشبه الغبار، تعمل كشبكة من الحساسات اللاسلكية، وما أن يتم رش هذه المادة الذكية حتى تبدأ بالعمل وإرسال الإشارات في هدوء تام، ويتم التحكم في هذه الأجسام الصغيرة من خلال دوائر متكاملة بالغة في الصغر، والتي تعد بمثابة العقل في الأنظمة الميكروية، وباستخدام الحساسات يمكن التحكم بالمحركات في كل أنحاء النظام الميكروي، حيث تجمع الحساسات المعلومات من خلال قياس الظواهر الميكانيكية، والحرارية، والحيوية، والكيميائية والبصرية وغيرها، ثم ترسلها إلى الـدائرة المتكاملة التي تقوم بمعالجة هذه المعطيات بالاعتماد على قوانين موضوعة مسبقاَ، ثم تقوم بالتحكم بالمحركات بالشكل المناسب والتفاعل مع هذه المعطيات حسب المطلوب منها، فإذا تم رش مثل هذه المادة حول الأبنية السكنية والمستشفيات فإن ذلك يساعد على معرفة قياسات البيئة المحيطة بالمبنى، كما يمكن تعقب حركة المرضى، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية كالزلازل والكشف عن الغازات السامة وغير ذلك. وفي التطبيقات العسكرية يمكن لهذا الغبار أن يؤدي دوراً بالغ الأهمية قد يعجز عنه عميل سري، حيث يمكن أن يستخدم في مراقبة العدو ورصد تحركاته بهدوء تام.
كل شيء ممكن في هذا العالم، تبقى طريقة استخدامه، التي تحدد مغزاه، احذر من الغبار!!