وجدتها: رسائل داعشية
في أواخر الخمسينيات ظهرت الإعلانات بما فيها الرسائل الخفية في الميدان الإعلامي.
صادف هذا الظهور أيضا ولادة علم النفس المعرفي والذي اهتم بدراسة مستوى اللاوعي عند الإنسان، كما أولى اهتماما بالغا لدراسة الذاكرة.
تمخض عن هذه الدراسات النفسية عدد من النظريات الحديثة حول الذاكرة...فاستغلت في مجال الإعلان خصوصا والإعلام عموماً.
حيث أن التأثير الباطني (اللاواعي) يعرف بأنه استخدام تكتيكات للإقناع يستقبلها المتلقي تحت عتبة الوعي.
يتم استغلال هذه العلوم والاكتشافات في زمن الحروب بشكل كبير جداً فمشاهد القتلى والدماء اليومية غير المنقطعة في التلفزيون والنت والمترافقة مع الرموز الدينية بشكل دائم، كما في رايات التنظيمات التكفيرية وخاصة تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» المعروفة باسم «داعش»، تجعل من السهل ربط التراث الإسلامي بكل أشكال العنف والدم اليومي، ويصبح من الصعب فك هذا الارتباط، وخاصة إذا علمنا أن الخط والطريقة التي كتبت فيها هذه الرايات هي تلك المستخدمة في النقود العربية الأولى التي صكت في بدايات الدولة الأموية رغم الاختلاف في النص المكتوب لجهة ترتيب الكلمات أي «الله رسول محمد» بدلاً عن «محمد رسول الله» على الجهة الخلفية من القطعة النقدية، وهي بشكل أو بآخر رمز من رموز الاستقلال والقوة المالية للاقتصاد الناشئ في طور الصعود، ليس عبثاً أن يتم ربط الأفكار الإيجابية الموجودة في وعينا عن تاريخ منطقتنا بهذه الممارسات الوحشية، فجزء من المخطط حتماً هو تدمير وعينا الوطني تجاه رموزنا التاريخية وتدمير نظرتنا الإيجابية إلى تراثنا وبالتالي تسهيل فك الارتباط معه، وتحويلنا إلى مجموعات لا منتمية تسبح في الفضاء الخارجي، تشعر بشعور العداء لكل ما يمت لتاريخنا بأي صلة كانت وخاصة للفترات المزدهرة والصاعدة منه.