وجدتها : عندما يترافق الفساد مع العنف!!!
مع تقدم عجلة الحرب في سورية تتسارع وتيرة عمل الفساد والفاسدين وتزداد شراستهم، كمن هو في سباق مع الزمن، خوفاً من أن ينتهي زمن الحرب وتتوقف السرقات العلنية بالطريقة بنفسها.
فإذا كانت السرقات في زمن ما قبل الحرب في المؤسسات الحكومية بنسب تتراوح بين 10% و70% في لجان الشراء فإن هذه النسبة وصلت في هذا الزمن الرديء إلى ما يفوق 100% ومن يفكر في الاعتراض على هذا الفساد، يتم التعرض له وتهديده وقد يصل الأمر ببعض السفهاء إلى الضرب والتهديد بالاعتقال أو القتل على مرأى من الجميع وعلى رؤوس الأشهاد.
ليس هذا الفساد حكراً على المؤسسات الإنتاجية أو الخدمية لا بل قد وصل إلى المؤسسات العلمية، في استفزاز فظ ووقح لأرقى مكان وأعلى مستوى من الباحثين والعلماء، فيما لا يناسب أخلاقيات الباحثين السوريين بأي شكل من الأشكال.
إن العمل في المؤسسات العلمية يفترض أجواء محترمة ومساعدة على الإنتاج الفكري والبحثي في أعلى درجاته، وليس من الممكن احتمال بلطجة بعض الخارجين عن المجتمع العلمي، وتهديدهم لأمن وسلامة البحثيين، في استغلال وقح لزمن الحرب، ويظهر تراخي بعض الإدارات في تعبير عن خوف غير مبرر تجاه قوى الفساد التي تصارع في نزع الموت الأخير، معبرة عن ثقة في أن المراحل القادمة ستكنس هؤلاء الفاسدين من غير رجعة، إن الوقوف في وجه هذه الممارسات ومرتكبيها هو ضرورة وطنية لحماية ما تبقى من المؤسسات العلمية، التي تعتبر أحد أعمدة صمود سورية الحالي وقيامة سورية في الفترات القادمة.