الاستخدام العشوائي للمبيدات خلل في التوازن الحيوي والبيئي

الاستخدام العشوائي للمبيدات خلل في التوازن الحيوي والبيئي

المبيدات مواد كيميائية منفردة أو خليط من مجموعة مواد، الغاية منها الوقاية من أية آفة أو القضاء عليها أو تخفيض نسبة تواجدها، بما في ذلك ناقلات الأمراض للإنسان، أو للحيوان، أو للنبات، أو تلك التي تؤدي إلى إلحاق الضرر أثناء إنتاج الأغذية والمنتجات الزراعية والأعلاف، أو أثناء تصنيعها ونقلها وخزنها وتسويقها، كما يقصد بالمبيدات أية مواد كيميائية تستخدم لتنظيم نمو النبات أو لإسقاط أوراقه أو لتجفيفه أو لتخفيف الحمل الغزير لأشجار الفاكهة، أو لوقاية الثمار من التساقط قبل تمام النضج. لماذا تستخدم؟ لأنها أكثر الطرق فعالية للتعامل مع الآفات، كما أنها تؤمن زيادة في الإنتاج الزراعي أي أنها مربحة اقتصاديا، إضافة إلى دورها في التطهير من الكائنات الممرضة والحفاظ على الصحة

هي مواد آمنة إذا استخدمت بالشكل الأمثل، أي إذا استخدمت المبيدات الزراعية بتوفر مستوى أدنى من المعرفة والتقنية اللازمة للتطبيق الحقلي بشكل مقبول كمعرفة سمية المبيد وطريقة التأثير ونسبة الاستخدام ومحاذيره وطرق الحماية ووقت الاستخدام وفترة الأمان والتأثيرات الجانبية والأثر المتبقي.

ألزمت منظمة الصحة العالمية صانعي المبيدات على وضع بطاقة استدلالية على عبوات المبيدات وتشمل تعليمات في كلمات تحذيرية وألوان وإشارة تحذير ينبغي قراءتها بعناية أثناء التداول والاستخدام

سمية المبيدات

 المخاطر الصحية من استخدام المبيدات الحشرية، تابع لسمية المبيدات ومقدار التعرض إن كانت سمية هذه المبيدات عالية جدا، تنخفض مخاطرها إذا كان التعرض إليها منخفضاً.

الحد من التعرض للمبيدات بارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة، واتباع الإرشادات وطرق الإسعافات الأولية في حال حدوث التسمم إلى جانب تعليمات التخلص من العبوات الفارغة.

للحد من الأثر المتبقي

الأثر المتبقي للمبيدات وضررها على الإنسان الأثر المتبقٍي من المبيدات محتوم فقد أثبتت الدراسات المختلفة وجود متبقيات للمبيدات الكلورية والفوسفورية والكرباماتية في مختلف مكونات النظام البيئي : المياه والتربة والهواء وفي الخضروات + الفواكه + الكائنات الحية 

 تبقى على الخضراوات مدةً تتفاوت من يوم إلى 19 يوماً. وهذا أساس الخطورة، فالمبيد يبقى على قشور وأوراق الخضراوات ويمكن  تخفيض التعرض للأثر المتبقي من خلال الغذاء الصحي وزيادة الوعي لمخاطر المبيدات و السعي للحصول على خامات زراعية بعيدة عن المبيدات مستخدمين منتجات الزراعة العضوية

يمكن تخفيض التعرض للأثر المتبقي من خلال الغذاء الصحي وزيادة الوعي لمخاطر المبيدات والسعي للحصول على خامات زراعية بعيدة عن المبيدات مستخدمين منتجات الزراعة العضوية

بدائل المبيدات

 تتنوع بدائل مبيدات الآفات من استخدام طرق المكافحة الحيوية كاستخدام الفيرمونات ومبيدات الآفات الميكروبية، وتطبيقات الهندسة الوراثية، وصولا إلى المكافحة المتكاملة للآفات وتشتمل أيضاً الزراعة العضوية بمختلف مجالاتها. الغسيل والطهي والتقشير، أثبتت معظم الدراسات أن عمليات الغسيل والغلي خفضت تركيز متبقيات المبيد إلى حدود مقبولة، وكما بينت نتائج دراسات أخرى أيضاً أن تقشير الثمار من أفضل الطرائق في تقليل متبقيات المبيد في الثمار إلى ما دون الحد المسموح به.

تأثيره على السلسلة الغذائية

بما أن أغلب المبيدات تتصف بالثبوت الكيميائي، وبقدرتها على الانتقال والتراكم عبر السلسلة الغذائية، فإن جميع الأحياء تتأثر بها فتبدأ بالتراكم بنسب ضئيلة جداً في رتبة دنيا من السلسلة الغذائية صعوداً إلى الرتب الأعلى

إن المبيدات يمكن أن تتجمع عبر سنوات عديدة لتؤثر سلبا على المدى البعيد يضاف إلى ذلك تأثيرها السام المباشر نتيجة الاستخدام المفرط، مما يحدث حالات تسمم للإنسان أو الحيوان أو الأسماك ويزداد خطر التسمم بالنسبة للحيوانات التي تتغذى على حيوانات أو مواد ملوثة عن طريق السلسلة الغذائية، وليس الإنسان بمنأى عن تأثير المبيدات سواء كمستهلك أولي في السلسلة الغذائية من خلال تناوله المنتجات النباتية الملوثة مباشرة أو كمستهلك ثانوي بتناوله منتجات ملوثة من أصل حيواني، وللملوثات العضوية الدائمة مثل D.D.T خاصية تسمى بالتراكم الحيوي، بمعنى أنها تدخل إلى الكائنات الحية، ثم تبقى داخل ذلك الكائن الحي، تستمر هذه الملوثات في التركيز كلما انتقلت إلى أعلى السلسلة الغذائية؛ حتى تصل إلى الحيوانات في قمة السلسلة بما في ذلك الإنسان؛ حيث يوجد أعلى التراكيز لهذه الملوثات، تتحلل هذه الملوثات ببطء شديد وتبقى عالقة في البيئة أو في الأنسجة البشرية لسنين طويلة 15-40 سنة 

الأثر المتبقي والتراكم

التعريف بأمرين: الأثر المتبقي والتراكم فالأثر المتبقي هو بقايا أي مادة كيميائية مستخدمة لهدف ما قد يكون علاجياً في الأنسجة الصالحة للاستهلاك الآدمي سواء أكانت نباتية أو حيوانية وهذه المركبات الكيميائية يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات هي ملوثات بيئية، مبيدات حشرية أو عشبية، أدوية بيطرية (المضادات الحيوية، الهرمونات، طاردات الديدان....) وهي مواد آمنة إذا استخدمت بالشكل الأمثل فقسم منه يطرح عن طريق المخارج الطبيعية، وقسم آخر يبقى حبيس الأنسجة والخلايا ويحتاج إلى فترة لتتمكن الأنسجة العضوية من طرحه، فإذا لم تتم مراعاة هذه الفترة سيبقى قسم أو مستقلب من هذا العقار في الأنسجة، وهذا الجزء المتبقي هو ما ندعوه بالأثر المتبقي أو المخلف الدوائي.

أما التراكم فيمكن القول: إنه عبارة عن بقاء تراكيز صغيرة للمبيدات في الأنسجة والأعضاء الحية، حيث يلاحظ بشكل رئيس عند استخدام المواد التي تطرح بشكل بطيء أو تعدل بشكل بطيء من العضوية (حيث تأخذ وقتاً أطول للطرح)، مبيناً أن هناك نوعين من التراكم تراكم كيميائي أو مادي 

أهم العوامل

أهم العوامل التي تسهم في زيادة فرص وجود أثر متبق للمبيد في الغذاء تكمن في: إعطاء جرعات كبيرة من المبيد لفترات زمنية طويلة وعدم الالتزام الفاصل بين إعطاء المبيد وطرحه. 

الآثار السلبية

أما عن الآثار السلبية المترتبة على صحة الإنسان بسبب وجود تراكيز منخفضة في غذائه

- التأثير المباشر حيث يمكن أن تسبب اختلالاً في توازن فلورا الأمعاء، تشوهات خلقية، سرطانات، تأثيرات على الحمل، اختلال التوازن الهرموني.

-زيادة المقاومة البكتيرية حيث إن وصولها إلى الإنسان بكميات صغيرة يؤدي إلى إنتاج عترات جرثومية مقاومة 

 زيادة السمية تؤدي إلى تخريب الكلى والكبد، فقر الدم،

واقع الأثر المتبقي

وعن واقع تحليل الأثر المتبقي في سورية، ومن يقوم بتحليل الأثر المتبقي فإن القانون 19 للعام 2008 المتعلق بسلامة الغذاء يهدف إلى ضمان سلامة وصحية وجودة الأغذية المنتجة محلياً والمستوردة والمصدرة والمتداولة إضافة إلى تنظيم الرقابة على المستوردات والصادرات والمنتجات المحلية الغذائية، بما يتوافق مع المواصفات الوطنية والمعايير الدولية المعتمدة من الجهة المختصة، تبين أن الجهة المخولة حالياً بتحليل الأثر المتبقي هي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حيث تعمل على تحليل الهرمونات والعناصر المعدنية الثقيلة والمبيدات الحشرية، كما تمكن الإشارة إلى أن وزارة الزراعة تعمل بالتنسيق مع العديد من الجهات المعنية بتفعيل تحليل الأثر المتبقي للمضادات الحيوية في المنتجات الحيوانية المنشأ حيث تم عقد مجموعة من الاجتماعات لبلورة ذلك.

وزارة الزراعة لديها القدرة على المساهمة في هذا العمل بتجهيز مخبر متطور لهذا الغرض، وتزوده بجميع الأجهزة اللازمة والعمل على تأهيل كادر مختص وقادر على القيام بهذا العمل.