التحسين البشري الحقيقي : دفاع فلسفي عن الحدود
يتحدث نيكولاس آغار في كتابه الصادر في العام 2014 عن مطبوعات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في 214 صفحة، فيقول:
«هذا هو عصر التحسين البشري». هكذا يبدأ كتاب نيكولاس آغار الأخير. يرغب آغار أن نميز بين ما يسميه «التحسين المتطرف» و«التحسين المعتدل». حيث التحسين المعتدل يحسن السمات أو القدرات " إلى مستويات ضمن أو قريبة مما هو ممكن في الوقت الراهن للبشر، في حين أن التحسين المتطرف يحسن السمات أو القدرات إلى مستويات تتجاوز كثيرا ما هو ممكن للبشر حاليا . يرى آغار نفسه بأنه ينتقد بشدة جميع أشكال التحسين المتطرف ويقبل بعض أشكال التحسين المعتدل الذي يحقق ما يشير إليه هو ب«التحسين البشري الحقيقي». " ويعترف انه قد يكون هناك أيضا بعض الغموض بين هاتين الفئتين العريضتين . لكنه لا يزال يجادل بأن هناك حالات واضحة من التحسينات الجذرية ينبغي رفضها لأسباب أخلاقية و لأسباب عقلانية احترازية على حد سواء.
التحسينات المتطرفة هي ما يدعوه آغار «التغيير التحولي». وهو يوضح هذه الفكرة عن طريق التذكير بفيلم «الغزو من قبل خاطفي الأجسام للعام 1956. وفيه، يقترب الغزاة من البشر النائمين ويسيطرون كلياً على عقولهم وأجسادهم ، رغم أن هذه الكائنات البشرية المتحولة تحتفظ بهويتها النفسية نفسها، أي كل الذكريات الشخصية. فمع ذلك ، قيمها هي الآن قيم الغرباء الغزاة التي تبنوها كلياً. ليست لديهم القدرة على التقييم النقدي لتلك القيم . بل على العكس من ذلك ، فهم يذهبون بسرعة للسعي لتحويل غيرهم من البشر إلى بشر-غزاة. إن التغيير جذري وتحولي بسبب فقد هؤلاء الأفراد لإنسانيتهم . لم يعودوا قادرين على الحب ، والطموح ، والرغبة أو الإيمان. يشعر البشر –الغزاة أن الحياة أفضل بكثير دون تجارب الحياة السلبية ( الرفض، الفشل، الإحباط ، والخوف من الجحيم ) المرتبطة بهذه المشاعر كثيرة الإنسانية. وهم قادرون على التعاون بسهولة شديدة و إنجاز الأشياء العظيمة بشكل جماعي، أي كيفية السعي إلى إقناع البشر ليصبحوا بشراً –غزاة بدلاً عن بشر.