الصحة العالمية في العراق
دنيس هاليداي دنيس هاليداي

الصحة العالمية في العراق

رفضت منظمة الصحة العالمية (WHO) رفضا قاطعا في خرق لواجباتها الخاصة لتبادل الأدلة كشف استخدام الجيش الامريكي لليورانيوم المنضب و أسلحة أخرى في العراق أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، ليس هذا فقط، ولكنها لا تزال تسفر عن ولادة أطفال مشوهين.

وقد سلط  الضوء على هذه القضية أول مرة في عام 2004 في تقرير خبير منظمة الصحة العالمية «على الخطر على الصحة على المدى الطويل لسكان العراق المدنيين الناجم عن أسلحة اليورانيوم المنضب ( DU). وكان هذا التقرير في وقت سابق «سرياً»وتم  قمع نشره من قبل منظمة الصحة العالمية :

حذرت الدراسة الرائدة التي قام بها ثلاثة من علماء الإشعاع من أن الأطفال و البالغين قد يصابون بالسرطان بعد استنشاق الغبار الذي يحتوي على اليورانيوم المنضب، وهو مشع وسام كيميائيا . ولكن تم حجب الدراسة عن النشر من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، حيث كان المؤلف الرئيسي هو الدكتور كيث بافيستوك، مستشار الإشعاع العليا. الذي  صرح أنه تم قمع الدراسة عمدا، على الرغم من هذا تم رفضها من قبل منظمة الصحة العالمية. ( انظر روب ادواردز ومنظمة الصحة العالمية (قمعت) الدراسة العلمية عن المخاوف  من سرطان اليورانيوم المنضب في العراق، في الأحد، 24 شباط، 2004)

بعد ما يقرب من تسع سنوات، في تقرير مشترك عن السرطانات والعيوب الخلقية في العراق أعدته منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية ظهر التقرير الخاص بالصحة الذي أفرج عنه في تشرين الثاني 2012. « تأجل مرارا وتكرارا، والآن لا يوجد لديه تاريخ إصدار على الإطلاق»، وحتى هذا التاريخ لا تزال دراسة منظمة الصحة العالمية «سرية» 

ووفقا لهانز فون سبونيك، الأمين العام المساعد السابق للأمم المتحدة، فقد « سعت الحكومة الامريكية لمنع منظمة الصحة العالمية من مسح مناطق في جنوب العراق حيث استخدمت اليورانيوم المنضب وتسبب في مخاطر صحية وبيئية خطيرة. » ( نقلت في Mozhgan Savabieasfahani  ارتفاع نسب السرطان و العيوب الخلقية في العراق : منظمة الصحة العالمية ترفض الإفراج عن البيانات، جلوبال ريسيرتش، 31 يوليو 2013

هذه المأساة في العراق تذكرنا بواحدة من مآسي الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها الولايات المتحدة في فيتنام. وقد فشلت الولايات المتحدة في الاعتراف  بذلك أو دفع تعويض أو تقديم المساعدة الطبية لآلاف من الأطفال المشوهين الذين ولدوا وما زالوا يولدون مشوهين بسبب استخدام الجيش الأمريكي للعامل البرتقالي في جميع أنحاء البلاد .

إن ملايين الغالونات من هذه المادة الكيميائية الملقاة على  الأرياف الفيتنامية صنعت بإتقان و بيعت للبنتاغون من قبل شركات دوبونت، مونسانتو وغيرها من الشركات الجشعة لتحقيق أرباح ضخمة.

نظرا لسجل الولايات المتحدة العارم بالفشل في الاعتراف بجرائمها الوحشية في الحروب، أخشى من نصح تلك الأمهات في النجف والمدن والبلدات العراقية الأخرى من عدم محاولة ولادة المزيد من الأطفال  حيث سوف لن تتلقى العزاء أبدا أو المساعدة.

عن موقع غلوبال ريسيرش