وجدتها: دماغ على طبق ذهبي
ضمن السياسات اللاأبوية المتبعة حالياً، تندرج القرارات الأخيرة التي تتحدث عن منع الإجازات الخارجية أو تأشيرات الخروج للعاملين في الدولة، كجزء من سياسة تطفيش من بقي،
وإبقاء مستوى التشغيل في الحد الأدنى، لكن النظر بقليل من التدقيق إلى هذه الخطوة دون نسيان مفاعيلها الإقتصادية الخانقة لأكبر شريحة ممكنة من العاملين، إلإ أن لها أثراً شديداً وأكيداً في شريحة العقول المفكرة واليد العاملة الخبيرة، في نوع من تقديم هذه العقول على طبق من ذهب للغرب، دون أي شعور بالذنب أو الحزن لخسارة هؤلاء الذين يشكلون نواة التنمية.
إن سياسة تضييق الخيارات أمام هذه العقول، تدفع المزيد والمزيد وخاصة تلك العقول الشابة باتجاه الخارج، وتندرج ضمن التوجهات العامة لخنقهم اقتصادياً ومعيشياً ونفسياً دون التطرق إلى الظروف الأمنية التي باتت عبئاً يومياً يرزح فوق صدورنا جميعاً.
هل هي الطلقة الأخيرة على عقولنا؟ هل هناك خوف من ألا تستمر مثل هذه الساسات التدميرية بعد قليل؟ يبدو أنهم يحاولون إطلاق آخر ما تبقى في جعبتهم من أفكار مدمرة، أم أن هذه الجعبة ما زالت عامرة بالكثير!!!
تشير آخر القراءات إلى أننا خسرنا أكثر من ثلثي علمائنا، ماذا ننتظر؟ ألاّ يبقى أحد، ربما علينا الخروج من عقلية الهزيمة إلى عقلية البناء، والحفاظ على ما تبقى من خبراتنا بكل ما أوتينا من قوة وعزم، فهم أملنا وآمالنا.