وجدتها : في الصوفية والإخوان
منذ نشأة حركة الإخوان المسلمين ظهر في أدبياتها وممارستها عداؤها الشديد لكل أنواع الحركات والممارسات الصوفية، وقد تجلى ذلك في مصر بشكل واضح
وحين تبحث في ثنايا هذا العداء الشديد لا يمكنك إلا أن تلاحظ الفرق الكبير في المنهج، بين الإنسانية المغرقة في الصوفية والبحث عن سعادة وخلود النفس البشرية، من خلال اندماج عميق مع الطبيعة وبالتالي مع صانعها، وبين ابتعاد عن كل ما يمت للإنسانية بصلة في حركة الإخوان المسلمين وعداءها الصارخ للإنسانية والبشرية، بطريقة تجعلك ولو لوهلة تشعر بأن صانعي هذه الحركة يهدفون إلى تدمير البشرية (كما في كل الحركات الفاشية التي شهدها التاريخ ). لكن وكما كانت تعليمات المخابرات الغربية بطريقتهم المعهودة (إن لم تستطع تدميرهم من الخارج فدمرهم من الداخل)، لجأت حركة الإخوان المسلمين (في مصر نموذجاً) إلى التغلغل في صفوف الحركات الصوفية في مصر من أجل تدمير فكرها، رغم عدائهم المعلن لها، وهذا موثق في كتاب «سر المعبد» لثروت الخرباوي الإخواني السابق الذي كشف تفاصيل العديد من القضايا.