ناعورة الشيخ محيي الدين العربي أو ناعورة الجزري
تعتبر ناعورة الشيخ محي الدين على نهر يزيد في زقاق النواعير بالصالحية بدمشق منشأة مائية مدهشة لا تزال قائمة منذ قرون عديدة وشاهدة على تطور العلوم، وهي مطابقة تماما للتصميم الذي وضعه العالم الجزري ووصف هذه المضخة في كتابه «الحيل الهندسية» في مطلع القرن الثالث عشر (1205)م وصنع نموذجا مصغرا لهذه المضخة .كما وصفها تقي الدين الناعورة في كتابه «الآلات الروحانية» في منتصف القرن السادس عشر (1552)م. ووضع رسوما هندسية في غاية الدقة
أثارت ناعورة الجزري اهتمام عدد كبير من مؤرخي العلم و التكنولوجيا واعتبروها اتجاهاً هاماً في تاريخ الهندسة الميكانيكية والأصل الذي تطور عنه المحرك البخاري.
تتألف المضخة من دولاب رأسي (أو ناعورة) مركب على نهر يزيد ويدور بواسطة تيار الماء وتأخذ الدلاء الماء من مستوى النهر إلى ارتفاع 12م حيث ينصب الماء في مجرى محمول على القناطر التي تنقله إلى البيمارستان القيمري .
يذكر المؤرخون أن هذه المنشأة المائية ركبت على البيمارستان القيمري الذي أنشأه الأمير سيف الدين القيمري المتوفى عام (1254)م
بقيت الناعورة في مكانها تعمل ليل نهار طيلة قرون عديدة وتوقفت عن العمل منذ عام 1972م.
قام معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب بترميم وإعادة تركيب أجزاء المنشأة لتأخذ الشكل الذي كانت عليه طيلة القرون الماضية.
وظهرت دعوات في الفترة الأخيرة ظاهرها الاهتمام بتراثنا تدعو إلى هدم البيوت حول الناعورة لإظهارها، لكن باطنها هدم النسيج المعماري والبشري الذي حمى الناعورة عبر مئات السنين، نحن من حمى الناعورة ومن حمى الجامع الأموي وليس دعاة الكشف والتدمير من أمثال إيكوشار وأتباعه.