السمكة داخلك

تلك المعلومات التي استقاها من خلال دراسته وتدريسه لعلم التشريح المقارن في الجامعات، يقول شوبين:«التشريح هو المساق الذي يتعلم فيه طلاب السنة الأولى في الطب جثثاً بشرية، وهم يتعلمون أسماء معظم الأعضاء والتجاويف والأعصاب والأوعية في الجسم وتنظيمها. وهذا هو مدخلهم الرئيسي إلى عالم الطب، فهو خبرة تشكيلية في طريقهم ليصبحوا أطباء.
 من الوهلة الأولى لا يمكنك أن تتخيل مرشحاً أسوأ مني لمهنة تدريب جيل قادم من الأطباء: فأنا عالم مستحاثات أمضى معظم حياته يعمل على الأسماك. لقد اتضح أن كون المرء عالماً إحاثياً له فائدة عظيمة في تدريس تشريح الإنسان. لماذا؟ لأن خرائط الطريق الرئيسية لجسم الإنسان تمتد في أجسام الحيوانات الأخرى. وأبسط طريقة لتعليم الطلاب أعصاب الرأس في الإنسان، هي أن تريهم الأعصاب المشابهة في أسماك القرش. وأبسط الطرق إلى أطراف البشر موجودة في الأسماك. وتعد الزواحف مصدر فائدة بحق، لتبيان تركيب الدماغ أيضاً. والسبب وراء ذلك كله، هو أن أجسام هذه المخلوقات عادة ما تكون نسخاً مبسطة من أجسامنا نحن البشر.
 كنت أعمل في القطب الشمالي، خلال صيف السنة الثانية من تدريسي المساق، وقد اكتشفت، وزملائي أحفورة لسمكة أعطتنا بصيرة جديدة قوية على اجتياح اليابسة من جانب الأسماك قبل ما يزيد على 375 مليون سنة. إن ذلك الاكتشاف وغزوي لتدريس تشريح الإنسان، قاداني إلى استكشاف صلة سحيقة. وقد أضحى ذلك الاكتشاف هذا الكتاب».
صدرت النسخة المترجمة من هذا الكتاب في العام 2012 عن هيئه أبو ظبي للسياحة والثقافة ويقع في 319 صفحة من القطع المتوسط