دور الإرشاد الزراعي بين الضرورات والواقع

دور الإرشاد الزراعي بين الضرورات والواقع

يعني الإرشاد توفير المعارف والمهارات وكل ما هو جديد في مجالات التنمية الريفية المختلفة بناء على طلب الرجال والنساء والشباب في المجتمع الريفي بهدف تحسين نوعية حياتهم، فهو الدعامة الأساسية لعملية التنمية الزراعية والريفية المستدامة

 ، كما أنه الدعامة أيضاً لمراكز البحوث التي تعمل على توليد فيض مستمر من نتائج البحوث التطبيقية والتكنولوجيات الجديدة بينما يكون الإرشاد بمثابة النافذة لخروج تلك النتائج إلى الضوء وإلى حيز التطبيق، ولذا فلا غنىً للمراكز والمؤسسات البحثية عن وجود جهاز إرشاد قوي للعمل معاً، وفقاً لآلية موجهة لحل المشاكل الميدانية التي تواجه مجتمعات المزارعين.

إن الاتصال الوثيق والتعاون المستمر ضروري بين رجال البحث والإرشاد ـ فالإرشاد الزراعي دون بحوث تطبيقية مستمرة ومتجددة لا يمكن أن يستمر في أداء رسالته ـ وفي المقابل فإن البحوث الزراعية دون جهاز إرشاد فعال يقوم بتوصيل نتائجها إلى الزراع تصبح عقيمة وعديمة النفع. أي أن الإرشاد ينمو وينهض كلما نشطت حركة البحث العلمي الزراعي، فلا يكفي مجرد إنتاج المعرفة الزراعية لحدوث التنمية، بل من الضروري أن تصل إلى المستفيد النهائي وهم الزراع وذلك من خلال جهاز لديه القدرة على التفاعل والإقناع والاتصال والتواصل وهو جهاز الإرشاد الزراعي.
تكمن نقطة الانطلاق نحو التنمية الزراعية والريفية المستدامة، في تحقيق التوازن والترابط بين محاور منظومة الإنتاج الزراعي وهي : البحث العلمي الزراعي، والإرشاد الزراعي، والمزارعين  أو الريفيين، حيث أن أي قصور أو ضعف في مستوى أداء أي من هذه المحاور يهدد المحصلة النهائية لعملية التنمية .
تكامل الأدوار بين البحث والإرشاد والمزارع
لكل من هذه المحاور أدواره الخاصة به والمكملة لأدوار باقي المحاور الأخرى، وهي:
أولاً : دور الباحثين
 من خلال تقديم أشكال متعددة من التقنيات تلبي احتياجات المزارعين  وتعمل على حل مشاكلهم واستكشاف واستخدام المعارف والخبرات المحلية للمزارعين والبناء عليها، والمشاركة في تدريب المزارعين والإرشاديين في المجالات المتنوعة، ودراسة ممارسات المزارعين  الناجحة وما تم أقلمته من توصيات، وشرح أسباب التوصية الفنية وتعميق مفهومها لدى المزارعين، وتعريف المزارعين بأسس عمل المقارنات بين التوصيات والممارسات المختلفة، وتدريب المزارعين على العلاقات المسببة ( بين المؤثر والمتأثر)، وتشجيع المزارعين على تجربة واختبار وأقلمة التوصيات الفنية، ومتابعة ما يجرى اختباره في حقول المزارعين وتقييم آثاره وإمداد المزارعين بالنصائح والإرشادات أثناء تجريب واختبار التوصيات الفنية.
ثانياً : دور المرشدين  
من خلال الربط بين المزارعين والباحثين والجهات المعنية الأخرى، واختيار القادة الريفيين وفقاً للمعايير الموضوعة، وتنظيم الأنشطة التدريبية والإرشادية ودعوة المزارعين لحضورها، وإثارة الاهتمام الدافع لعملية التعلم ونشر الوعي بين المزارعين، ومساندة المزارعين لإيجاد الحلول لما يواجههم من مشكلات بالتعاون مع بعضهم البعض، وتشجيع المزارعين على إتخاذ القرارات بشأن تلك الحلول وتنفيذها، وأن يُمنح المزارعون الثقة على اختبار وأقلمة بعض التوصيات الفنية وزيادة قدراتهم على الإبتكار، وزيارة حقول المزارعين لمتابعة التنفيذ والمساعدة على تقييم النتائج، وتنظيم رحلات بين المزارعين إلى الجهات والمحطات البحثية، وتشجيع المزارعين على التعبير عن احتياجاتهم واحترام معارفهم وخبراتهم.
ثالثاً : دور القادة من المزارعين
في المشاركة في البرامج التدريبية والأنشطة الإرشادية، والسعي لمعرفة الممارسات والتقنيات الجديدة، ونقل ونشر ماتم تعلمه للمزارعين الآخرين، واختبار وتجريب وأقلمة بعض التوصيات الفنية، ودعوة المزارعين المجاورين لمشاهدة ومناقشة ما يجري بحقله، ومتابعة البرامج الزراعية الإذاعية والتليفزيونية والمطبوعات الإرشادية والاتصال المستمر بالمرشدين والباحثين والمزارعين المبتكرين وزيارة حقول المزارعين الآخرين لتقديم النصيحة والمشورة وتنظيم لقاءات إرشادية منتظمة مع مزارعين القرية والمشاركة في تنظيمات المزارعين وروابط مستخدمي المياه.