شركات متورطة بتسريب البيانات الشخصية للاستخبارات الأمريكية
كشفت شركات "مايكروسوفت" و"فيسبوك" و"غوغل" و"ياهو" و"لينكد إن" أنها سربت بيانات شخصية لعشرات آلاف الحسابات المسجلة في شبكاتها، للسلطات الأمريكية خلال النصف الأول من العام الماضي، تنفيذاً لقرارات قضائية سرية.
ويأتي الكشف عن أبعاد تسريب البيانات الشخصية من قبل هذه الشركات لأول مرة، في إطار صفقة توصّلت إليها الشركات مع وزارة العدل الأمريكية من أجل إضفاء مزيد من الشفافية على تعاونها مع وكالة الأمن القومي الأمريكية في هذا المجال المثير للجدل.
لكن شروط الصفقة تمنع الشركات من توضيح طبيعة البيانات المسربة والحسابات التي طالتها التسريبات، ولذلك اكتفت الشركات بالتأكيد على أنها تستجيب لعشرات آلاف الطلبات الأمنية الصادرة عن محكمة سرية خاصة بجمع المعلومات. كما تشترط الصفقة على الشركات ألا تكشف عن أبعاد تعاونها مع الاستخبارات، إلا بتأخير يصل إلى 6 أشهر، وذلك هو سبب الإعلان عن الإحصائيات في هذا المجال للنصف الأول من عام 2013 فقط.
كانت وزارة العدل الأمريكية قد وافقت على الصفقة مع الشركات مقابل تخلي الأخيرة عن دعوى قضائية رفعتها ضد السلطات الأمريكية، تطالب بالمزيد من الشفافية في تعاونها مع الاستخبارات.
وقال مدير أمن المعلومات وإنفاذ القانون بشركة "غوغل" ريتشارد سالغادو في بيان نشر في المدونة الرسمية للشركة: "مازلنا نؤمن بأن هناك حاجة للشفافية، من أجل تمكين الجميع من إدراك كيفية تطبيق القوانين الخاصة بالتنصت وما إذا كانت هذه القوانين تصب في المصلحة العامة".
وكشفت "غوغل" أنها سلمت الحكومة الأمريكية بيانات خاصة بما يصل الى 999 حساباً، كما أنها سربت مضمون الاتصالات لما يتراوح بين 9000 و9.999 زبوناً، وذلك في الفترة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران عام 2013، أي قبل نشر تسريبات الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن.
بدورها أعلنت "مايكروسوفت" أنها تسلمت، خلال الفترة نفسها أقل من 1000 طلب من المحكمة السرية تتعلق بمضمون الاتصالات بين الزبائن، مضيفة أن هذه الطلبات طالت ما يتراوح بين 15.000 و15.999 حساباً شخصياً أو زبوناً.
كما كشفت الشركة التي تملك خدمات "سكايب" للتواصل عبر الانترنت، أنها تسلمت أقل من ألف طلب من المحكمة تطالب بتسليم البيانات، مضيفة أن معظم هذه البيانات كانت تتعلق بأنماط الاتصالات التي أجراها الزبائن لا بمضمون الاتصالات، وشددت على أن هذه الطلبات لم تطل إلا أقل من ألف حساب أو زبون.
أما "ياهو" فأعلنت أنها سلمت للجهات الحكومية بيانات تتعلق بما بين 30.000 و30.999 حساباً، وبيانات شخصية لما لا يتجاوز 999 زبوناً.
كما كشفت الشركات أنها سلمت لمكتب التحقيقات الفيدرالي بعض البيانات المتعلقة بزبائنها (لكن ليس مضمون حساباتهم) استجابة لما يسمى بـ"الرسائل الأمنية" التي تصدر دون قرار قضائي.
وقالت "مايكروسوفت" أنها تسلمت ما يصل إلى 999 رسالة أمنية في الفترة الممتدة بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول عام 2013، وكانت الرسائل تتعلق بنفس العدد من الحسابات الشخصية.
وتسلمت "فيسبوك" نفس العدد تقريباً من الرسائل الأمنية، بينما قالت "ياهو" إنها أيضاً تلقت ما يصل إلى 999 رسالة، لكنها كانت تتعلق بما بين ألف و1.999 حساباً شخصياً.
أما "غوغل" فقالت إنها سلمت بيانات تابعة لما يصل الى 1.999 حساباً شخصياً كل ستة أشهر، بدءاً من عام 2009، استجابة للرسائل الأمنية. كما أعلنت "لينكد إن" أنها تسلمت عدداً مماثلاً من الرسائل الأمنية.
المصدر: RT + الغارديان