دراسة حول تحديد الموقع الحقيقي للإنسان في عالم الأحياء

دراسة حول تحديد الموقع الحقيقي للإنسان في عالم الأحياء

تمكنت مجموعة علمية فرنسية، لأول مرة من احتساب المستوى الغذائي للإنسان، الذي يشير إلى موقعه في السلسلة الغذائية استناداً إلى نظامه الغذائي وتحديد موقعه الحقيقي في عالم الأحياء.

دمجت المجموعة المؤشرات الديموغرافية والايكولوجية في بحوثها، إضافة إلى أخذ الظروف الاجتماعية – الاقتصادية بالاعتبار، من أجل تحديد المستوى الغذائي لمختلف المجموعات البشرية في العالم. بعد ذلك احتسب متوسط المستوى الغذائي في العالم.
نحن البشر يهمنا التفكير بأنفسنا على اعتبار اننا نقف في قمة السلسلة الغذائية. أي لدينا سلطة على النباتات والحيوانات التي تشاركنا كوكب الارض. ولكن من الناحية البيولوجية ليس هذا صحيحا، لأن الاحياء التي تقف على قمة السلسلة الغذائية تأكل اللحوم فقط.
استناداً إلى هذا، نحن البشر لا يمكننا الوقوف على هذه القمة، فالإنسان يأكل الخضروات المختلفة ولا يمكنها المنافسة في تناول اللحوم مع النمور أو التماسيح مثلاً.
لكي يحدد العلماء موقع الانسان الصحيح في السلسلة الغذائية، وضعت مقياس، يمكن بواسطته إجراء مقارنة نسبية بين مختلف مقاييس المستوى الغذائي. يبدأ هذا المقياس بـ 1 ( الأحياء التي تحصل على الطاقة من الشمس مثل النباتات) وينتهي المقياس بـ 5.5 (الحيوانات المفترسة الكبيرة، الدب الأبيض، الحوت، التي يمكنها التهام حيوانات مفترسة كبيرة والثديات). أما الحيوانات التي تأكل النباتات (الارنب مثلا) فتحتل المستوى 2 وتحتل الثعالب التي تأكل الحيوانات التي تقتات على النباتات المستوى الثالث، ويحتل سمك القد الذي يأكل الاسماك الاخرى، المستوى الرابع.
ومن المثير انه لم يسبق ان جرت محاولات لتحديد المستوى الغذائي للانسان. لذلك قررت المجموعة تحديد موقع الانسان في الوسط المحيط.
من أجل هذا توجهت الى منظمة الغذاء والزراعة "الفاو" التابعة للامم المتحدة للحصول على معلومات كاملة عن التغذية في كافة انحاء العالم. بعد ذلك استخدمتها في احتساب المستوى الغذائي للناس في مختلف انحاء العالم ومن ثم حددت المعدل المتوسط في العالم، حيث تبين انه يساوي 2.21 أي مثل الخنازير وسمك الرنكة، وهذا يعني ان اللحم يعادل اقل من نصف غذائنا.
هذه النتيجة تغير النظرة الى اننا نقف على قمة السلسلة الغذائية. يجب ألا ننسى وجود اناس لا يتناولون اللحوم مطلقا ويكتفون بالنباتات في غذائهم، وهناك من يكتفي بتناول الاسماك فقط واخرون يتناولون اللحوم البيضاء والحمراء فقط. وكلما كان البلد متطوراً، كلما كان الناس يفضلون تناول اللحوم.
كما درست المجموعة تغيّر المستوى الغذائي مع مرور الوقت، حيث تبيّن انه خلال 50 سنة الماضية ازداد استهلاك اللحوم.


المصدر: قناة روسيا اليوم