الأخبار العلمية ومدى صدقها على الشاشات

الأخبار العلمية ومدى صدقها على الشاشات

خبر بالغ الأهمية لملايين البشر في العالم وضعته في شريطها الإخباري أكثر من قناة فضائية الأسبوع الماضي ولا نعرف صدقه. الخبر يزف للمصابين بالداء السكري بشرى التوصل إلى علاج نهائي لهذا الداء، وفي التفاصيل أن العلاج هو اللقاح المستخدم للوقاية من شلل الأطفال.

وجود خبر على هذه الدرجة الاستثنائية من الأهمية والخطورة في صورة عرض عابر في شريط أسفل الشاشة يجعلنا نقلل من درجة صدقيته لأن ما يتعلق بحياة عشرات الملايين من البشر في العالم يستحق اهتماماً يوازي معاناة المصابين به وجهود العلماء طوال عقود كرسوها في مختبرات بحوثهم في الجامعات ومؤسسات وشركات صناعة الأدوية للوصول إلى حل لغز ذلك الداء الذي يصفونه عادة بأنه يحمل وجهي الخطورة وعدمها بحسب درجة التزام المصاب إياه بتعاليم الطبيب المتعلقة بالامتناع عن تناول الأطعمة التي ترفع نــسبة السكر في الدم بما يهدد بإتلاف أعضاء مهمة في الجسم ومنها البصر والكلى في شكل خاص.

في حال كهذه، يحار المشاهد هل يصدق خبراً مرَ في شكل عابر في شريط أسفل شاشة قناة إخبارية أو أكثر، أم يعتبره واحدًا من الأخبار التي تقارب التمنيات أكثر من كونها حقيقة. فالوصول إلى علاج ناجع ينهي الداء السكري حدث ستنشغل به الدول والعواصم والمستشفيات وسيكون بالتأكيد حديث البيوت وأماكن العمل وسينقل البشرية من حال إلى حال.

نقول هذا بسبب اعتيادنا قراءة كثير أخبار وهمية كثيرة، سعيًا وراء تحقيق الإثارة، خصوصًا أن قنواتنا الفضائية العربية ليس من تقاليد عملها العودة إلى ذوي الاختصاص والتحقق من صدقية ما يصلها من الأخبار. المنطقي في حال كهذه توثيق صدق ما تنشر بالعودة إلى المختصّين وأصحاب العلاقة، وأيضاً إغناء الخبر العام بالتفاصيل وتحديد مصدره ووقت حدوثه. ذلك منطق الحياة ومنطق العلاقة السليمة مع المشاهدين كي لا يتسبب خبر في إرباك ملايين البشر ومنحهم آمالاً كاذبة يكتشفون بعد حين أنها ليست سوى أكاذيب وأوهام لا صلة لها بالحقيقة والواقع، ولنا في برامج رمضان الصحية مثل ساطع على المدى الذي تبلغه عادة من التناقض استحقت معها عزوف المشاهدين.