لقاح تجريبي واعد للإيدز
أظهر لقاح تجريبي يعكف العلماء على تطويره منذ 40 سنة لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز)، استجابة مناعية على البشر، ونجح في حماية القردة من الإصابة بالعدوى، وفقاً لدراسة نشرتها دورية «لانست» الطبية.
وانتقلت تجارب اللقاح إلى المرحلة التالية من الإجراءات التجريبية قبل الموافقة عليه، بعدما أثبت أنه آمن على البشر، وسيجري اختباره على 2600 امرأة في جنوب أفريقيا للبحث في ما إذا كان سينجح في الوقاية من الإيدز أم لا.
لكن فريق الباحثين في الدراسة وخبراء من الخارج يحذّرون من أن لا ضمانات لنجاح العقار في المرحلة التجريبية التالية التي يطلق عليها «إتش في تي إن 705» (HTNV705) أو «إمبوكودو»، وتعني الصخرة بلغة الزولو، على رغم النتائج المشجعة حتى الآن.
وقال المشرف على الدراسة والأستاذ في جامعة هارفاراد دان باروتش: «على رغم أن البيانات مشجعة، نحن في حاجة إلى مزيد من الحذر». وأضاف: «نجاح (اللقاح) في حماية ثلثي القردة في تجربة مخبرية لا يعني أنه سيقي البشر، لذلك نحن في حاجة إلى انتظار نتائج الدراسة قبل أن نعرف ما إذا كان سيقي البشر من الإيدز أم لا».
واختبر باروتش وفريقه اللقاح على 393 بالغاً أصحاء خالين من «الإيدز» تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً في دول شرق أفريقيا وجنوبها وتايلاند والولايات المتحدة. وأعطي المتطوعون عشوائياً واحداً من مجموعة من اللقاحات أو بديلاً وهمياً، كما أعطوا أربع جرعات على مدار 48 أسبوعاً.
واستعانت الدراسة بتركيبات لقاحات يطلق عليها «لقاحات الفيسيفساء». وتجمع هذه التركيبات أنواعاً مختلفة من فيروس «الإيدز» لإحداث استجابة في وقت مهاجمة الجسم الجراثيم الدخيلة، ضد سلالات الفيروس في مناطق مختلفة من العالم.
وقال باروتش إن اللقاح «أحدث استجابة مناعية قوية (بمستويات عالية) على البشر».
كما أظهرت الاختبارات أن اللقاح آمن، لكن خمسة مشاركين أبلغوا عن إصابتهم ببعض الآثار السلبية، مثل ألم في المعدة وإسهال ودوار أو ألم في الظهر.
وفي دراسة منفصلة، أثبت العقار ذاته وقاية كاملة من مرض الإيدز في ثلثي القردة البالغ عددها 72 قردَ تجارب، أعطيت ست جرعات بفيروس يشبه «الإيدز».