قطع نقدية شيوعية
بعد أشهر عدة من التحضير والتنظيم، افتتح المتحف البريطاني في لندن أول معرض لعملات البلدان الشيوعية السابقة، بمناسبة مرور 100 عام على ثورة أكتوبر في روسيا.
يضم المعرض الذي سيستمر لخمسة أشهر نقوداً ورقية ذات قيمة جمالية، طُبعت عليها صور فلاحين سعداء وجنود متحمسون ومثقفون ملتزمون، ومعامل ومصانع وحقول وسدود وشاحنات، وخطوط سكك الحديد وبنادق وأوسمة وملصقات ونقودٌ معدنية وورقية، تتحدث صورها عن وفرة الإنتاج الزراعي والتقدم الصناعي، وقوة الجيش الوطني. يقول مدير المعرض توم هوكينهال: «أعتقد أنها نقود جميلة وخاصة بالمقارنة مع الأوراق النقدية الغربية لتلك الفترة نفسها».
من العملات التي يضمها المعرض ورقة نقدية صومالية من فئة 100 شيلنغ صادرة عام 1975 تظهر فيها صورة امرأة تحمل بندقية، ومعزقة وطفلًا. في إشارة إلى قدرة المرأة على القيام بالأدوار كلها.
كما ستُعرض ورقة نقدية يوغوسلافية، عليها صورة عامل السبك المجتهد ذي الابتسامة المشرقة عارف خيراليتش. وكان خيراليتش ضمن فريق من العمال التُقطت لهم صورة في معمل صهر الحديد عام 1954، وبرز وجهه بين رفاقه العمال، فوقع الاختيار على هذا العامل الذي لديه 11 طفلًا، لاستخدام صورته في الأوراق النقدية اليوغوسلافية على امتداد أكثر من 20 سنة. بينما تظهر على ورقة نقدية صينية من فئة 50 يوان صادرة عام 1980 صورة أشخاص يقودون نهضة الصين الحديثة، وهم فلاح وعامل مصنع ومثقف. من المعروضات أيضاً عملات مصنوعة من الألمنيوم الخفيف من ألمانيا الشرقية، كما ستكون هناك ورقة نقدية من كوبا تحمل توقيع إرنيستو تشي غيفارا.
يستمر المعرض خمسة أشهر بين 19 تشرين الأول 2017 ولغاية 18 آذار 2018، وصرح القائمون على المعرض منذ بدء تحضيراته: أن الشيوعية لم تستطع إلغاء النقود وهو ما مثل «التناقض المركزي» في المجتمع الشيوعي القائم على عقد اجتماعي بين طبقات ذات مصالح مختلفة!
بعد 100 عام على ثورة أكتوبر، لم تنس الرأسمالية الغربية تلك الصفعة القوية، وهي محاولة خداعنا وتشويه ذكراها المئوية بمعرض النقود السياسي، تشويهٌ جديدٌ يضع الاشتراكية في مساواة مع الرأسمالية المسببة للمجاعات والحروب والمآسي.