الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. نزوح وهجرة إلى الموت
في ظل أزمات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتواصلة منذ أكثر من 4 أعوام، ما زالت المنطقة تشكل منبعا للاجئين والمهاجرين، حيث كثرت ضحايا حركات الهجرة في الآونة الأخيرة.
يأتي العدد المتزايد من الضحايا نتيجة عمليات التهريب الواسعة والاتجار باللاجئين لدى تنقلهم في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر، ناهيك عن المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون والنازحون داخل بلادهم في المنطقة ذاتها.
سورية
تقول تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن "الوضع الإنساني في سورية يشكل تحديا كبيرا في عام 2015 ، حيث تخطى عدد اللاجئين السوريين في المنطقة الثلاثة ملايين، وعدد أولئك الذين طلبوا اللجوء في أكثر من 90 بلدا خارج المنطقة، الخمسين ألفا. ويقدر عدد الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية داخل سورية، بـ10.8 مليون شخص، بينهم 6.5 مليون نازح داخليا".
ورغم دعم المفوضية لأكثر من 3 مليون نازح في 2014 ما زال الوضع الإنساني هناك يشكل تحديا كبيرا بحسب المؤسسة الأممية، إذ سيحتاج العام 2015 إلى بذل المزيد من الجهود لدعم النازحين وملايين اللاجئين في ظل وضع أمني غير مستقر، حيث يصعب وصول المساعدات.
العراق
التطورات الأخيرة في بلاد الرافدين، والصراع بين الحكومة العراقية والمجموعات المسلحة غيرت من الصورة الديموغرافية لبعض المناطق.
توضح المفوضية الأممية "أدى تدهور الوضع الأمني والصراع المسلح في محافظتي الأنبار ونينوى إلى موجات جديدة من النزوح الداخلي. وبحسب تقديرات حكومتي العراق وإقليم كردستان العراق، فقد نزح حوالي 1.8 مليون شخص في العراق بسبب انعدام الأمن بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2014، واستمر القتال العنيف في إجبار الناس على الفرار إلى مناطق أخرى من البلاد".
ليبيا
يشير التقرير الأممي إلى الوضع الأمني الخطير في ليبيا الذي يزيد مشكلة النازحين تعقيدا. تتحدث المعطيات الأممية عن زيادة في عدد النازحين في ليبيا "يزداد الوضع الأمني في ليبيا تقلبا مع نزوح 140,000 ليبي على الأقل داخل البلاد بسبب المعارك الأخيرة، حتى شهر سبتمبر/أيلول 2014.
اليمن
الصراع الداخلي في اليمن وانعدام الاستقرار، أدى إلى ارتفاع عدد النازحين بشكل غير مسبوق.
تقول الإحصائيات "لا يزال اليمن يواجه وضعا إنسانيا معقدا بسبب استمرار انعدام الأمن والصراعات المحلية وشح المياه وازدياد عدد السكان الذين يعيشون في فقر مدقع. وقد تفاقمت هذه التحديات مع ارتفاع الأسعار والصعوبات الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض إمكانية الحصول على الطعام والمياه الصالحة، والخدمات الحكومية الأساسية، وفرص كسب العيش. وتعتبر معدلات سوء التغذية في اليمن من أعلى المعدلات في العالم. شهد العام 2014 ارتفاعاً هائلا في عدد النازحين داخليا نتيجة الصراعات
سيشكل الصراع والاقتتال وانعدام الأمن في المنطقة تحديا كبيرا لتنفيذ العمليات الإنسانية وسيحد من إمكانية الوصول إلى المحتاجين للمساعدة الأممية.
وتؤكد المفوضية الأممية "أن بلدان شمال أفريقيا لا تزال تواجه تحديات تفرضها موجات الهجرة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالمهاجرين واللاجئين الراغبين في العبور إلى أوروبا أو إلى أماكن مختلفة في شمال أفريقيا..وتشكل الأعداد المتزايدة من اللاجئين والمهاجرين الذين يلجأون إلى الرحلات البحرية الخطيرة في المتوسط، معرضين حياتهم للخطر، مصدر قلق متزايد".