اللشمانيا تنتعش وتتمدد..

اللشمانيا تنتعش وتتمدد..

 

مرض «حبّة حلب» وهو الاسم المحلي لمرض اللشمانيا، يضرب حلب والرقة ودير الزور والحسكة والقلمون، ويصل إلى قلب مدينة دمشق في ركن الدين والمزة. 

إن المرض «مستوطن في المنطقة»، وإن اتساع انتشاره يعود إلى انتشار القمامة ووجود مجار مكشوفة للصرف الصحي وأبنية مهدمة وخاصة في المناطق التي ما زالت الحرب دائرة فيها.

وينتقل هذا المرض إلى الإنسان، من خلال لسعة بعوضة تسبب تشوهاً في الوجه، وأصاب عدداً كبيراً من سكان شمال سورية، الذين نزحوا من القرى المجاورة إلى حلب. ويسمى المرض محلياً أيضاً بـ «حبة الشرق» أو «حبة بغداد» باعتباره موجوداً في المنطقة منذ فترة طويلة. 

وهذا المرض، غير قاتل، لكنه يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة في الجسم، ويقتصر على الريف قبل بدء الحرب، ولكن عدد المصابين بهذا الداء، بات يزداد بشكل كبير في حلب، حيث تصادف في كل مكان أكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة.

حبة حلب في حلب..

 كان عدد الإصابات في حلب سابقاً بحدود 20 ألف إصابة، غير أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة، وأن المعالجة مكلفة وتشكل عبئاً اقتصاديا،ً منها ترحيل القمامة وإزالة الأبنية المهدمة وتغطية المجاري المكشوفة (لمياه الصرف الصحي). ويشكل الأطفال ما نسبته 50% من المرضى.

وزادت الأزمة الاقتصادية وتراجع في القدرة الشرائية لليرة السورية، في تراجع الوضع الصحي بشكلٍ كبير. 

اللشمانيا (حبة حلب)

تعتبر اللشمانيا مرضاً طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل. وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية، لونها أصفر وتتنقل قفزاً ويزداد نشاطها ليلاً، ولا تصدر صوتاً لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها. وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب و القوارض) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض ويزداد انتشارها في المناطق الزراعية و الريفية.

المرض ليس بجديد على المنطقة الشرقية، ولكنه بلغ ذروته في الأعوام الأخيرة، وذلك بسبب كثرة المستنقعات، وأكثر منطقة ينتشر فيها في سورية تقع في منطقة «سلوك» التابعة لمحافظة الرقة حيث يزيد عدد الإصابات عن ثلاثة آلاف إصابة وهي قابلة للزيادة..

الأطفال يشكلون 50%

سجلت أيضا قرابة ألفي إصابة في دير الزور، وقرابة ألف وخمسمائة إصابة مشابهة في الحسكة.

هذا وكانت الإصابات سابقا،ً قد سُجلت في مدينة دمشق (مزة ٨٦، السومرية، دمر، قاسيون، برزة البلد، عش الورور، ركن الدين). وريف دمشق (قدسـيا، الهامـة، الـديماس، القطيفـة، الصبورة، حرستا، خان الشيح، عين الخضراء، وادي بردى) ومحافظات درعا والسويداء والقنيطرة وحمص والحسـكة وديـر الـزور.

 

وفي يبرود انتشرت بشكل ملحوظ في مزارع ريما والمشكونة والمنطقة الصناعية وعقوزة ومعرة يبرود. وتظهر اللشمانيا الجلدية بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل، على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة، ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، وتكبر القرحة بالتدريج وخاصة في حالة ضعف جهاز المناعة عند الإنسان، وتظهر عادة هذه االآفات في المناطق المكشوفة من الجسم. وتتراوح مدة الشفاء من ستة أشهر إلى سنة.

إصابات الذكور أعلى

أعلى نسبة إصابة كانت لـدى الـذكور (٦٢،٤١%) والفئـة العمرية الأكثر تعرضاً للإصابة هي بين ٤٠ – ١٦ سنة. أما فيما يتعلّق بتوزع الآفات الجلدية، فقد سجلت أعلى نسبة على المناطق المكشوفة من الجسم (الأطراف العلوية والسـفلية والوجه)، وقد تراوح الشكل السريري للآفة، ما بين الدّملي والدّملي الجاف والـدّملي المقشـر، والقرحـي والقرحي المقشر، وفي بعض الحالات وذميَ مقشر. 

كيفية الوقاية منها؟

لا يوجد حتى الآن لقاح يعطى ويمنع حدوث اللشمانيا. ولكن يمكن تخفيف نسبة الإصابة، بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية:

• توخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل، وهو من الغروب إلى الشروق، لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسة عند النوم. 

• يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرمثرين، وهي مبيد حشري فعال متواجد في المراكز الزراعية، وهو قليل السمّية للإنسان.

• إبعاد الزرائب والمداجن و مخلفاتها عن الأماكن السكنية ورشها بمادة الكلس ثم البيرمثرين للقضاء على الحشرات.

• يمكن وضع بعض الثلج الفحمي أو الآزوت السائل على مكان اللدغة.

• إن وجد في العائلة شخص مصاب بلدغة هذه الحشرة يجب عليه وضع غطاء رقيق على مكان اللدغة، لأنها تجذب الحشرات الأخرى ثم تنتقل العدوى منها إلى شخص آخر .

• ينبغي التوجه بسرعة إلى طبيب الأمراض الجلدية أو المستوصف عند ظهور أية إصابة، إذا استمرت لأكثر من ثلاث أسابيع دون شفاء، حيث تكون هي بداية اللشمانيا ، وإذا عولجت باكراً لا تترك أثراً كبيراً، وعدم العلاج يساهم بنقل العدوى للآخرين.