نووي إيران من الألف إلى لوزان
أصدر معهد واشنطن ومركز بيلفر التابع لمعهد كندي الأمريكي نسخة معدلة من تقريرهما المشترك «إيران النووية» والذي صدر لأول مرة في آب عام 2012.
وأعد التقرير الخبير في مجال حظر الانتشار النووي سيمون هندرسون والنائب السابق لأمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هينونين.
يذكر أن الجهود الدبلوماسية الدولية حول الملف النووي الإيراني، مازالت تركز على ضمان وفاء إيران بالاتفاقات التي يجب أن تمنعها من استخدام الأبحاث النووية السلمية كغطاء لتطوير السلاح النووي.
وأشار التقرير إلى أن "صعوبة الإشراف على الأنشطة النووية في الأراضي الإيرانية، تمكن ليس في سعي طهران لعرقلة هذه الجهود فحسب، بل وفي خصائص بعض التكنولوجيات المستخدمة، وبالدرجة الأولى، عملية تخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود المستنفد، إذ يمكن استخدام تلك التكنولوجيات للأغراض السلمية والحربية على حد سواء".
ويعود تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى أواخر الخمسينات من القرن الماضي. وفي الستينات حصلت طهران على مفاعل بحثي صغير من الولايات المتحدة. ووقعت حكومة الشاه التي كانت لها خطط طموحة في المجال النووي، عقودا مع شركات ألمانية وفرنسية لبناء 23 مفاعلا نوويا في البلاد، وانضمت إيران إلى اتفاقية حظر الانتشار النووي عام 1968، وصادق البرلمان على الاتفاقية عام 1970.
وأدت ثورة 1979 إلى تعليق كافة الأنشطة النووية في البلاد. وفي منتصف الثمانينات خلال الحرب مع العراق، قررت طهران استئناف برنامجها النووي، على الرغم من أنها واجهت العقوبات الغربية والضغوط الأمريكية في هذا المجال.
وجاء أول نجاح لإيران في سعيها للوصول إلى تكنولوجيات تخصيب اليورانيوم أواخر الثمانينات، إذ اشترت أجهزة طرد مركزي باكستانية في السوق السوداء. ومن ثم حصلت إيران على أجهزة مخصصة لتخصيب اليورانيوم بالليزر من الصين، ومن ثمة على أجهزة أكثر تطورا من روسيا، وتم نصب تلك الأجهزة في منشأة سرية بلشكر آباد، حسب ما جاء في التقرير.
كما تمكن طهران من بناء مفاعلات بحثية صغيرة في أصفهان، وذلك بمساعدة الصين، كما استؤنفت أعمال البناء في منشأة بوشهر، إذ حلت روسيا محل ألمانيا كشريك لإيران في إنجاز هذا المشروع القديم.
يذكر التقرير أن احتياطات اليورانيوم المحلية لدى إيران متواضعة، ولذلك بدأت طهران بالحصول على اليورانيوم الخام من جنوب أفريقيا في عام 1984.
وفي مطلع التسعينات، بدأت إيران مشروعا مشتركا مع الصين لبناء منشأة لتحويل اليورانيوم في أصفهان، لكن الإيرانيين أنجزوا المشروع بأنفسهم في نهاية المطاف. ومنذ عام 2004 أنتجت منشأة أصفهان 550 طنًا من سادس فلوريد اليورانيوم (UF6).
وبعد الكشف عن تلك النشاطات عام 2003، قبلت إيران، خشية من إحالة ملفها إلى مجلس الأمن الدول، اتفاقا مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشأن تعليق كافة عمليات التخصيب ومعالجة الوقود النووي في أراضيها، وذلك إلى حين تعزيز ثقة المجتمع الدولي بالطابع السلمي للبرنامجها النووي. لكن تطبيق هذا الاتفاق واجه عراقيل عديدة، وفي عام 2006 انضم كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين إلى المفاوضات، لتتشكل بذلك مجموعة "5+1".
وعلى الرغم من صدور عدة قرارات دولية، لم تقدم إيران على تعليق نشاطاتها في مجال تخصيب اليورايوم والأبحاث المتعلقة بالمياه الثقيلة.
وفي يناير/كانون الثاني 2006 استؤنفت عمليات تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفي سبتمبر/أيلول عام 2009 كشفت إيران عن مشروعها لبناء منشأة تخصيب يورانيوم في فوردو بالقرب من مدينة قم.
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، توصلت إيران ومجموعة "5+1" إلى خطة عمل مشتركة، إذ تعهدت طهران بموجبها بتعليق برامجها النووية بشكل جزئي. وبعد أشهر طويلة من المفاوضات، توصلت الأطراف في 2 أبريل/نيسان الجاري إلى صفقة نووية سياسية، تنص على عقد اتفاق نووي نهائي يغلق الملف النووي الإيراني في يونيو/حزيران القادم.
لكن التقرير يلفت الانتباه إلى أن إيران نصبت قرابة 18700 جهاز طرد مركزي في منشأتي نطنز وفوردو. وعلى الرغم من أن تلك الأجهزة كانت تعمل بأقل من قدرتها القصوى بكثير، إلا أنها أنتجت حتى الآن ما يزيد عن 13 طنا من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب حتى درجة 5%.
ومنذ فبراير/شباط عام 2010، بدأت إيران انتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة 20 %، وذلك في المنشأة التجريبية في نطنز وفي منشأة فوردو، إذ أنتجت هاتان المنشأتان بحلول عام 2014 نحو 450 كيلوغراما من هذه المادة الخطيرة، كما كشف إيران عن خطط لبناء عشرة مواقع جديدة للتخصيب على أراضيها.
وفي آراك يعمل الإيرانيون على إنشاء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة مصمم لإنتاج البلوتونيوم، علما بأن هذه المادة يمكن أن تُستخدم لصنع سلاح نووي. وكان من المقرر إنجاز أعمال البناء في موقع آراك في 2013، إلا أن تشييد هذا المفاعل يجري ببطء، لأسباب مجهولة.
المواقع النووية الإيرانية
بوناب: مركز بوناب للأبحاث النووية
معلم كالايه: مركز معلم كالايه للأبحاث والدراسات
كرج: منشأة كرج لأبحاث الزراعية والطبية
طهران: شركة كالاي الالكترونية، مركز جامعة شريف للبحوث النووية، مفاعل طهران للأبحاث
فوردو: منشأة تخصيب اليورانيوم
نطنز: المشروع التجريبي لتخصيب اليورانيوم، منشأة تخصيب اليورانيوم
أصفهان: مجمع أصفهان لأبحاث، منشأة تحويل اليورانيوم، مصنع انتاج الوقود
سغند: منجم لليورانيوم
كجين: منجم لليوارنيوم
شيراز: مفاعل فارس للأبحاث بقدرة 10 ميغاواط (قيد التخطيط)
بوشهر: مفاعل بوشهر للمياه الخفيفة
أردكان: مركز أردكان لتنقية خام اليورانيوم
دارخوين: مفاعل للمياه الخفيفة (قيد التخطيط)
آراك (خونداب): مفاعل آراك للمياه الثقيلة
لشكر آباد: منشأة لتخصيب اليورانيوم بالليزر (تم تفكيك الأجهزة فيها)