لماذا لا تُنهي الولايات المتحدة الصراع... في الشرق الأوسط وأوكرانيا؟
أجرى الصحفي نيما الخورشيد لقاءً مع كلّ من ريتشارد وولف، بروفسور الاقتصاد الأمريكي الشهير المعروف بتحليلاته ونشاطه السياسي والإعلامي، ومايكل هدسون، بروفسور الاقتصاد الأمريكي الشهير بدوره والمعروف بتحليلاته وآرائه المناهضة «للدولة العميقة» الأمريكية. ناقش كلّ من وولف وهدسون بشكل مستفيض الأوضاع في الشرق الأوسط، والدور الأمريكي وما يمكن أن نتوقّع حدوثه. إليكم أبرز ما جاء في هذا اللقاء:
ترجمة: أوديت الحسين
- قبل أن أسأل، دعوني أعرض عليكم أرقاماً مفيدة. بلغ الإنفاق الأمريكي في 2024 لمساعدة «إسرائيل» في الصراع في الشرق الأوسط 22.76 مليار دولار، منها 17.9 مليار موجّهة بشكل مباشر إلى «إسرائيل»، والبقيّة هي لتغطية تكاليف القوات الأمريكية التي تساعد «إسرائيل» في البحر الأحمر وفي العمليات الأخرى في المنطقة. لماذا لا تهتم الولايات المتحدة بإنهاء الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا؟ ونحن نعلم أنها قادرة على القيام بذلك في كلتا الحالتين.
هدسون: حسناً، لا تريد الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لأنّها تريد السيطرة على الشرق الأدنى بأكمله. إنّها تريد استخدام «إسرائيل» كمخلب قط. كانت نقطة البداية لهذه الاستراتيجية الأمريكيّة هي أنّ الدول الغربية لم تعد قادرة على نشر جيش محلي في ظل نظام التجنيد الإجباري. فأمريكا ليست في وضع يسمح لها بنشر جيشٍ كافٍ لغزو دولة، ومن دون غزو الدولة لا تستطيع أن تسيطر عليها. يمكنك أن تقصفها بالقنابل، ولكنّ هذا من شأنه أن يثير المقاومة، لكنّك لن تستطيع السيطرة عليها.
أظهرت حرب فيتنام أنّ أيّ محاولة للتجنيد الإجباري سوف تُقَابل بقدرٍ هائلٍ من المقاومة المناهضة لهذا التجنيد في شكل مشاعر مناهضة للحرب. صحيح أنّ أمريكا أرسلت جيشاً صغيراً إلى العراق، وهناك 800 قاعدة عسكرية أميركية في مختلف أنحاء العالم، ولكن هذا الجيش لم يكن جيشاً مقاتلاً ـ بل كان جيش احتلال دون مقاومة تذكر. الأمر مختلفٌ الآن، كما نرى في أوكرانيا على سبيل المثال.
لم يعد من الممكن اليوم أن يستمرّ احتلال الولايات المتحدة لدول أجنبية، في ظلّ التحالفات اليوم مع روسيا وإيران والصين. لهذا كان على الولايات المتحدة أن تلجأ للوسيلة الاحتياطيّة: الاعتماد على قوّات أجنبية للقتال كوكلاء بدلاً من القوّات الأمريكية. كان المثال الأول هو إنشاء «الجهاديين» الوهابيين في أفغانستان، الذين أصبحوا فيما بعد تنظيم القاعدة. أدركت الولايات المتحدة أنّ عليها امتلاك جيوش مستعدة للقتال حتّى آخر فرد من أفرادها: آخر أفغاني، آخر «إسرائيلي»، آخر أوكراني. كان بريجنسكي هو المخطِّط الأعظم الذي نفّذ كلَّ ذلك. وأصبح المقاتلون «الجهاديون» بمثابة الفيلق الأجنبي الأمريكي في الشرق الأوسط، بما في ذلك في العراق وسورية وإيران، فضلاً عن الدول الإسلاميّة التي تمتدّ حتّى حدود روسيا. فمن ناحية، كان هناك «الجهاديون» من تنظيم القاعدة، ومن ناحية أخرى، كان «الإسرائيليون» يساهمون في إدارتهم. لقد خاضوا القتال حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى القيام بذلك.
دعمت السياسة الخارجية الأمريكية كلّاً من «إسرائيل» وأوكرانيا، وزوّدتهما بالأسلحة، ورَشَتْ قادتَهما بمبالغ هائلة من المال، وزوّدتهما بالتوجيه الإلكتروني عبر الأقمار الصناعية في كلّ ما تفعلانه. لا يتوقّف بايدن عن إخبار نتنياهو: «حسناً، لقد أعطيناكم للتو مخبأً جديداً وقنابل عنقودية وقنابل ضخمة - من فضلكم أسقطوها على أعدائكم، لكن افعلوا ذلك برفق. لا نريدكم أن تؤذوا أحداً عندما تسقطون هذه القنابل». حسناً، هذا هو النفاق - إنّها لعبة «الشرطي الجيّد والشرطي السيِّئ». تظاهرت الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمسين الماضية بأنّها شرطيٌّ جيّد ينتقد رجال الشرطة السيّئين الذين تدعمهم. الشرطي السيّئ: داعش والقاعدة و«إسرائيل».
مكّن هذا الترتيب الولايات المتحدة من لعب دور «الشرطي الصالح»، وتعيين «إسرائيل» للعب دورها. قامت «إسرائيل» بتنظيم وإمداد جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في حين تتظاهر الولايات المتحدة بإدانتهما. وكلّ هذا جزء من خطة تدعمها المؤسسة العسكرية ووزارة الخارجية والأمن القومي. باختصار: «الإسرائيليون» وتنظيم القاعدة وداعش يعملون كقوّات وكفيلقٍ أجنبيّ لأمريكا.
- أريد أن أسألك يا ريتشارد: ما الهدف النهائي للولايات المتحدة من هذا النوع من السلوك؟
وولف: حسناً، أعتقد أنّ ما يحدث في أوكرانيا في هذه المرحلة لا يعدو كونه مجرّد رغبة غامضة متبقيّة لإضعاف روسيا. الأمور لا تسير على ما يرام، لذا فإنني أتوقّع أن تنتهي هذه الرغبة قريباً. في حالة «إسرائيل»، أعتقد أنّ مايكل محق: من المأمول أن يمنح «الإسرائيليون» الأميركيين نوعاً من النفوذ على ما يحدث في الشرق الأوسط. من دون هذا لن أفهم لماذا تسمح الولايات المتحدة لنتنياهو بفعل ما يفعل. إنّنا نواجه موقفاً غريباً يتمثل في أنّ الذين يعيشون في «إسرائيل» هم الذين يعرقلون نتنياهو، وليس الأمريكيين. يحاول هؤلاء تشكيل الشرق الأوسط من جديد. لكنني لا أعتقد أنّ هذه الخطّة تسير على ما يرام. وشكوكي تتلخّص في أنّهم سيضطرّون لإعادة النظر في كلّ هذا، وخاصة بعد الانتخابات، لأنّ الأمور لا تسير على ما يرام.
- هل توافق على ذلك يا مايكل؟
هدسون: حتّى نفهم الأمر علينا البحث عن السياق. في السنوات الأخيرة، أصبحت السياسة العسكرية الأمريكيّة عدوانيّة إلى الحدّ الذي دفع دولاً أخرى إلى التكاتف ودعم حلفائها بالقوى النووية. وبالتالي، أصبحت كل دول العالم الآن مرتبطة بالدعم النووي. النتيجة هي أنّ التحالفات العسكرية اليوم تعني أنّ أيّ محاولة لاستخدام الأسلحة النووية ستنطوي على مخاطرة باندلاع حرب نوويّة شاملة من شأنها أن تدمّر جميع المشاركين وبقيّة العالم أيضاً.
إذن ما الذي تبقّى للولايات المتحدة؟ حسناً، هناك شكلٌ واحدٌ فقط من أشكال الحرب غير النووية التي تستطيع الدول الغربيّة أن تتحملها، وهو الإرهاب. ينبغي لنا أن ننظر إلى أوكرانيا و«إسرائيل» باعتبارهما البديل الإرهابي للحرب النووية. وأعتقد أنّ المحلل الروسي أندريه مارتيانوف أوضح مؤخراً أنّ هذا هو البديل للحرب النووية. هذا هو أساس خطط تغيير الأنظمة التي تتبنّاها الولايات المتحدة في البلدان المجاورة لروسيا والصين وغيرها من البلدان التي تنظر إليها باعتبارها خصوماً. هذا ما نراه في أوكرانيا وقبل كل شيء في «إسرائيل». الفكرة التي يتبناها الأوكرانيون و«الإسرائيليون» تتلخّص في قصف المدنيين، وليس الأهداف العسكرية، بل المدنيين. إنّها معركة تهدف حرفيّاً إلى تدمير السكان تحت مظلّة أيديولوجيا الإبادة الجماعية. هذا أمر محوري تماماً. إنّه ليس حادثاً عرضيّاً ـ بل هو جزء لا يتجزأ من البرنامج.
السلاح الآخر الذي تمتلكه الولايات المتحدة هو السلاح الاقتصادي. بالنسبة للولايات المتحدة: «إنّ السبيل إلى تجنّب الحرب والإرهاب وتغيير الأنظمة يتلخّص ببساطة في تجويع البلدان وإرغامها على الخضوع ـ إمّا بقطع إمداداتها الغذائيّة أو قطع إمداداتها النفطية. ذلك أنّ هذه البلدان من دون النفط كيف تستطيع إدارة صناعاتها وتدفئة منازلها وإنتاج الكهرباء؟».
في الأساس أدركت الولايات المتحدة بأنّ عليها توسيع نطاق السيطرة لغزو الشرق الأدنى، وغزو البلدان التي تمتلك المواد الخام الحيوية. استخدمت البنك الدولي للتأكد من أنّ دول الجنوب العالمي لا تطعم نفسها: «سنمنح المال لزراعة المحاصيل التصديرية، وليس للغذاء». إنّ الشرط الذي فُرض أيضاً على دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا التي تريد أن تصبح حليفة للولايات المتحدة لم يكن يتمثّل في زراعة الحبوب والأغذية، بل الاعتماد على صادرات الحبوب الأمريكية. هذا هو نوع الخطة الاقتصادية التي تتفق مع الخطّة العسكريّة الرامية إلى تحويل أمريكا إلى قوة تنظيمية للإمبرياليّة.
وولف: دعوني أتدخّل هنا وأعرض عليكم بعض الاعتبارات الأخرى لأضيف المزيد من الإثارة. إنني أفهم أن العديد من القوى في المؤسسة السياسية الأميركية تفسّر انهيار الاتحاد السوفييتي باعتباره ثمرة لسياسة أمريكية طويلة الأمد شملت سباق التسلح وغير ذلك من الآليات التي لم يتمكن الاتحاد السوفييتي من تحمّلها. لكن لأسباب سياسية وعسكرية؛ لم يكن بوسع الاتحاد السوفييتي أن يتحمل عدم الدخول في هذا السباق، فانهار بين متطلّبات سباق التسلح النووي، وتكاليف احتلاله لأفغانستان. كما بخل هنا وهناك، ولم يتمكّن من تحقيق خطّة النمو الاستهلاكي التي وعد بها شعبَه.
إذا كنت تعتقد أن هذا هو ما حدث، فربما تحاول أن تفهم أنّ ما يفعلونه الآن مع روسيا هو السياسة نفسها. بعبارة أخرى، إنّه سباق تسلّح مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة ليس للقتال في أفغانستان، بل للقتال في أوكرانيا. يريدون منهم الخروج إلى هناك، وأن يتكبدوا خسائر فادحة، وألّا يكونوا قادرين على إدارة كلّ شيء. الخطأ الكبير هنا هو عدم فهم حقيقة مفادها أنّ الروس كانوا مدركين تمام الإدراك لنقائصهم، وأنّهم عملوا بجديّة شديدة خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية كي لا يقعوا في هذا الموقف مرة أخرى. هناك مقولة مأثورة في الفكر العسكري: «الجميع يخوضون الحرب الأخيرة». أي أنّك لا بدّ وأن تخوض هذه الحرب. فالفائز في الحرب الأخيرة يعتقد أنه وجد الرصاصة السحرية. أما الخاسر في الحرب الأخيرة فيدرك أنّه لا بدّ وأن يفعل شيئاً مختلفاً. تفاجئ روسيا الجميع بمدى قدرتها العسكرية واستعدادها العسكري. وهي تفوز بالحرب في أوكرانيا بفضل ذلك. وهذا خطأ في التقدير الأمريكي.
يحصل الأمر ذاته في الشرق الأوسط. جميع المؤامرات التي تدور رحاها الآن، سببها أنّهم يأملون في أن يتمكنوا من تمويل «إسرائيل»، واستنزاف كلّ أعداء «إسرائيل». كانوا يأملون في فرض سباق تسلّح مناسب للمنطقة، حيث يشجّع النزاع بين العرب وبين المسلمين، وأينما أمكن بين الشيعة والسنّة. ثمّ إرغام الجميع على إبرام اتفاقيات مع «إسرائيل».
لكن هناك تشابه آخر بين «إسرائيل» وأوكرانيا: زيلينسكي ونتنياهو ليس لديهما أيّ أمل في الانتصار. لنتذكّر أنّ الأمريكيين لا يفهمون أنّ الأمر لا يقتصر على أنّ «إسرائيل» في حالة حرب مع حماس - التي لم تهزمها بعد في غزة - وأنّها في حالة حرب مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وحزب الله في لبنان. إنّها أيضاً في حالة حرب مع الحوثيين في اليمن ومع الإيرانيين الذين يدعمون هذه الجبهات. هناك أيضاً الميليشيات المقرّبة من إيران في العراق وسورية. هذا عدد كبير جداً من الأعداء. وقد أظهروا مؤخراً أنّهم قادرون على إرسال صواريخ إلى «إسرائيل».
لا تستطيع «إسرائيل» خوض خمسة حروب في الوقت نفسه. الله وحده يعلم ما حدث لاقتصادها الذي توقّف فعلياً من أجل خوض الحرب. أملها الوحيد هو استقدام الولايات المتحدة، وهو الأمل الوحيد لأوكرانيا أيضاً. إنْ لم يحدث ذلك ستخسر كلّ من أوكرانيا و«إسرائيل».
- هل يمكن للولايات المتحدة أن تشارك بقواتها لحماية أوكرانيا أو «إسرائيل»؟
هدسون: لن ترسل الولايات المتحدة قوات، لأنّ بإمكانك أن تتخيّل كيف كان من الممكن أن يموت الكثير من الجنود الأمريكيين، سواء في أوكرانيا أو في «إسرائيل». يمكنك أن تتخيّل ما قد يحدث لأيّ إدارة أمريكية ترسل قوّاتها إلى هناك. لذا لا يمكنها أن تفعل ذلك.
لقد جرّبوا الإرهاب وكانت النتيجة هي حشد بقية العالم ضدّنا. لكننا ما زلنا في وضع ما قبل الثورة. إنّ باقي العالَم مذهولٌ من الإرهاب الذي يراه، ومن انتهاك كلّ قواعد الحرب وقواعد الحضارة التي كتبتها الأمم المتحدة في بنودها الأصلية ولم تتّبعها.
قد تكون الخطوة التالية استهداف الإيرانيين للقوّات الأمريكية. انظروا، الحوثيون الذين تدعمهم إيران، كانوا يقصفون السفن الحربية الأمريكية بالصواريخ. حسناً، لقد اقتربت الأمور، لقد اقتربنا من أن تتورّط في الحرب، ثمّ ستجبرك سياساتك الداخلية على الاستجابة، ثم تتورّط أكثر. ثمّ يصبح للحرب منطقها الخاص، وآلياتها التصعيديّة الخاصّة، ولديك ما اعتقد الجميع أنّك ملتزم بعدم القيام به أبداً: حرب بريّة في آسيا تكلّفك قواتك.
أعتقد أن هناك تغييراً في الوعي، ولكنّ هذا التغيير كان بشكل رئيسي على الجانب العربي والفارسي. أعتقد الآن أنّ الإيرانيين يقولون «لا مزيد من الرجال الطيبين». لقد أوضحوا بالضبط ما يمكنهم فعله للرد. قالوا إنّه إذا حاولت «إسرائيل» أو الولايات المتحدة مهاجمتهم، فسوف يمحون القواعدَ العسكرية الأمريكية في العراق وسورية، وهو ما أثبتوا بالفعل قدرتهم على تحديده والقيام به بشكل جيّد للغاية. أعتقد أنّهم حققوا الكثير في أذهان العالم، فقد تمكنوا من إفهام الناس بأنّ الولايات المتحدة كانت تحاول التحريض على الحرب خلال النصف الأخير من العام، تماماً كما كانت تحاول التحريض على روسيا في الحرب في أوكرانيا. كانت الولايات المتحدة ستهاجم إيران وتقول «إننا ندافع فقط عن [إسرائيل] المسكينة الصغيرة بسبب الهجوم الإيراني». لكن الآن نفّذ الإيرانيون الهجوم - دون قتل المدنيين، أولاً وقبل كل شيء قصفوا المواقع العسكرية فقط - في حين أن «الإسرائيليين» يريدون قتل الناس، ويقتلون المدنيين.
لا شكّ الآن، كما أعتقد، في أنّ بقيّة العالم - الصين وروسيا والجنوب العالمي والأغلبية العالمية - لن تسقط في الفخ. لقد حَرَمَ ما يحصل الجيشَ الأمريكي ووزارة الخارجية من القدرة على الادّعاء بأنّهم يردّون على الهجوم الإيراني غير المبرَّر على «إسرائيل». حرموا الولايات المتحدة من أيّ ذريعة لامتلاك أيّ أيديولوجيا أو سياسة خارجية، باستثناء الإرهاب والتدمير وانتهاك كل قاعدة من قواعد الحرب المذكورة في القانون الدولي.
– وولف: اسمح لي يا مايكل أن أتطرّق إلى شيء قلته في البداية: إنّ القلق في الولايات المتحدة هو حرب بريّة طويلة الأمد، خوفاً من أنّ الشعب الأمريكي لن يتسامح معها لأكثر من بضعة أشهر أو شيء من هذا القبيل. لا يستطيع «الإسرائيليون» البقاء حيث هم الآن من دون هذه الانفجارات العسكرية. لقد شهدنا حربي 1967 و1973. برّر «الإسرائيليون» هذه الحروب بالحاجة إلى السلام والأمن، وهو ما لا تضمنه هذه الحروب بوضوح. إنّهم يوسّعون الحرب لتشمل دماراً أكبر في غزة وضدّ حزب الله واليمن، ولكنّهم لا ينتصرون.
لم يتبقَّ لديهم سوى إدخال الولايات المتحدة في هذه الحرب، ومع ذلك تنظر الولايات المتحدة إلى هذا الوضع وتقول: «لا نستطيع أن نفعل ذلك. ليس الأمر أننا لا نملك صواريخ ـ بل لدينا صواريخ بالفعل. وليس الأمر أنّنا لا نستطيع أن نلحق قدراً كبيراً من الضرر ـ بل إنّنا قادرون على ذلك. حسناً، المشكلة أنّنا لا نستطيع أن نحقق فوزاً سريعاً في هذه الحرب».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1196