لا السياسة ولا العسكرة ولا الاقتصاد تمكنوا من تحقيق أوهام الغرب ضدّ روسيا
عدد من الكتاب عدد من الكتاب

لا السياسة ولا العسكرة ولا الاقتصاد تمكنوا من تحقيق أوهام الغرب ضدّ روسيا

لم تعد الرواية الغربية عن أنّ روسيا تواجه الهزيمة على يد الجيش الأوكراني قادرة على الصمود أمام التصدعات التي تتخللها. الدعاية المكثفة بأنّ أوكرانيا تنتصر تمّ خلقها من أجل السماح لواشنطن ولندن بالتذرّع بوهم كييف المقاوِمة لتمديد الحرب لأقصى حد عبر الاستمرار بالضخّ فيها وتحويلها إلى حرب استنزاف ضدّ روسيا، يموت فيها الأوكرانيون دون حساب.

ترجمة: أوديت الحسين

لكنّ الحقيقة المقنعة هي أنّ القوات الروسية تسيطر بثبات ولها اليد العليا في معركة دونباس. قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية الأسبوع الماضي: «المرحلة الأكثر نشاطاً» من العملية العسكرية الروسية قد بدأت في دونباس. من الناحية العسكرية، واجهت القوات الروسية أكثر مهامها الشاقة في هذه المعركة، والتي تمثلت بالاستيلاء على أفضل المناطق المحصنة في أوكرانيا، والتي كانت تخضع لتجهيز غربي شديد الدقة من أجل هذه المعركة على مدى سبع سنوات ماضية. لكن من ناحية أخرى، بعد انتصار القوات الروسية في ماريوبول، بدأت الريح تدفع أشرعة الجيش الروسي قدماً.

إذا ما نظرنا إلى الوراء خلال فترة الأشهر الثلاثة الماضية، كانت الأولوية القصوى لروسيا هي إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم ووضع الأسس الاقتصادية لتنمية المنطقة، وقد تحقق هذا الهدف. يجب فهم العملية الحالية في دونباس من وجهة النظر هذه، خاصة أنّ الغربيين الذين يمسكون بزمام الحكم في كييف كانوا يعلقون الآمال على أنّ العقوبات سوف تستنفذ في النهاية الإمكانات العسكرية والاقتصادية لروسيا.
يبدو أنّ الواقع يضرب آمال الغربيين ودماهم ويحطمها. وفقاً لتقديرات المؤسسة المالية الغربية: البنك الدولي، قد ينكمش الاقتصاد الأوكراني بنسبة ٤٥٪ بحلول نهاية عام ٢٠٢٢. علاوة على ذلك، فالحديث عن هجوم أوكراني مضاد مدعوم بالأسلحة الثقيلة من الحلفاء الغربيين يبدو حلماً إعلامياً آخر بعيد المنال في الواقع، فكييف قد لا تمتلك حتّى القوة البشرية الكافية لشنّ حرب بحلول نهاية هذا العام. في الحقيقة، كان على كييف أن تكون واقعية وهي تفكّر بروسيا كعدو، فروسيا عدوّ هائل قد يدفعها إلى الاستسلام بشروط روسية كاملة في نهاية معركة دونباس.
تقترب القوات الروسية في وقت كتابة هذه الكلمات من السيطرة الكاملة على منطقة لوهانسك في دونباس. اعترف حاكم المنطقة الشرقية الأوكراني الأسبوع الماضي أثناء الحديث على الراديو بأنّ «الروس يتقدمون في جميع الاتجاهات في الوقت ذاته... لقد أحضروا عدداً مجنوناً من المقاتلين والمعدات... يبدو الوضع محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد بالنسبة للقوات الأوكرانية».
المناطق المفتاحية في معركة دونباس هي مدن بوباسنايا Popasnaya وسيفيرودونتسك Severodonetsk في دونباس، ومدينة إزيوم Izyum إلى الشمال مباشرة في منطقة خاركيف. مدينتا بوباسنايا وإزيوم الآن تحت سيطرة القوات الروسية، ودخلت القوات الروسية إلى سيفيرودونتسك الثلاثاء الماضي. تقوم القوات الروسية حالياً بتوسيع نطاق سيطرتها حول بوباسنايا شمالاً وغرباً وجنوباً.
تشير أحدث التقارير إلى أنّ مجموعات هجومية من بوباسنايا تتجه غرباً نحو باخموت، التي تعدّ مركزاً إستراتيجياً لكييف لتجديد قواتها في المنطقة الشرقية. أصبح الطريق السريع الذي يصل بين ليزشانسك وباخموت في نطاق نيران القوات الروسية، الأمر الذي جعل إيصال الإمدادات العسكرية للتجمع الأوكراني في سيفيرودونتسك وليزشانسك مسألة إشكالية. أمّا في إيزيوم، فقد حاصرت قوات الجيش الروسي تجمعات القوات الأوكرانية.
سيفيرودونتسك هي موقع شديد الأهمية إستراتيجياً لكلا الجانبين. يقدّر بأنّ هناك ما بين ١٥ إلى ١٦ ألفاً من القوات الأوكرانية منتشرة هناك ويتم تعزيزها، فإذا ما نجحت قوات الجيش الروسي في محاصرة وتدمير القوات الأوكرانية بين سيفيرودونتسك وليزشانسك، فهذا سيعني بأنّ قدرة كييف على خوض أيّة معارك في منطقة دونباس الشرقية ستضعف بشكل كبير.

عندما لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة

قامت القوات الروسية الأسبوع الماضي بتدمير جميع الجسور المؤدية إلى سيفيرودونتسك باستثناء جسر واحد، لتهدد بذلك بقطع الإمدادات والتعزيزات في المدينة. يبدو أنّ تراجع القوات الأوكرانية وإعادة تجميعها قد فات أوانه، والصورة الكبيرة التي تنتظرهم قاتمة.
ربّما ما نشرته مجلّة «المصالح الوطنية» الأمريكية الناطقة باسم مركز أبحاث السياسات العامة كفيل بعكس صورة عن الوضع المأساوي للقوات المدعومة غربياً في أوكرانيا، فعندما تبدأ وسائل الإعلام الغربية بنشر «الحقائق» يعني هذا أنّ الوضع لم يعد قابلاً للتعمية: «قد تكون المعركة القادمة حاسمة في مسار حملة الكرملين على دونباس. السيطرة الروسية على منطقة دونباس الشرقية ستقطع أوكرانيا عن المناطق التي تشكل قلبها الصناعي، وتؤدي إلى تحقيق الهدف الإستراتيجي الرئيسي للكرملين المتمثّل في إنشاء جسر بري آمن إلى شبه جزيرة القرم».
وأضافت المجلّة: «إذا نجح الجيش الروسي في محاصرة القوات الأوكرانية وتدميرها بين سيفيرودونتسك وليزتشانسك، فسوف يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة أوكرانيا على المواجهة في منطقة دونباس الشرقية. من غير الواضح ما إذا كانت الوحدات العسكرية الأوكرانية البارزة في منطقة سيفيرودونتسك تدرس خططاً للتراجع غرباً من أجل تجنب الغزو الروسي المحتمل».
الهدف الكبير التالي في الأفق الروسي هو سلوفيانسك Slovyansk، فالسيطرة عليها ستمكن القوات الروسية من التحرك غرباً والارتباط بالقوات التي تندفع جنوب شرق إيزيوم. الهدف هو التحكم في خطوط الإمداد عن طريق البر ومنع وصول الأوكرانيين إلى طرق السكك الحديدية من الغرب. في بداية الحرب في شباط الماضي، كانت أوكرانيا قد نشرت عشرة ألوية تعتبرها الأفضل تجهيزاً والأكثر تدريباً.
في الواقع، يمثّل سقوط ماريوبول في أيدي الجيش الروسي نقطة تحوّل. تمتلك روسيا الآن ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، وقد أنهت حصار المياه والطاقة في شبه جزيرة القرم. قناة المياه العذبة التي تربط نهر دنيبر بشبه جزيرة القرم القاحلة هي الآن في أيدي روسيا، وكذلك الأمر بالنسبة لمحطة الطاقة النووية شمال شبه الجزيرة، ناهيك عن شبكة الكهرباء في جنوب شرق أوكرانيا والتي يمكن وصلها اليوم بالشبكة الروسية. هذه جميعها مكاسب إستراتيجية لروسيا.
خارج دونباس وشبه جزيرة القرم، قد يكون لروسيا أهداف أخرى أيضاً في المنطقة الجنوبية. كانت هناك مطالب- على المستوى المحلي حتى الآن- لدمج المناطق الجنوبية من زابوروجي وخيرسون وميكولايف مع شبه جزيرة القرم الروسية. يبدو أن درجة معينة من اندماج هذه المنطقة مع روسيا قد بدأت. في منطقة خيرسون تمّ إدخال الروبل الروسي كعملة، وستصبح الروسية لغة رسمية واللغة الرئيسية للعمل المكتبي والتواصل وجميع القضايا ذات الأهمية الوطنية. سيتم التدريس في المدارس والجامعات باللغة الروسية. كما أعربت سلطات منطقة خيرسون عن مطالبتها بإنشاء قاعدة عسكرية روسية في المنطقة.
كما وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يسمح لسكان منطقتي زابوروجي وخيرسون في أوكرانيا بالتقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية بطريقة مبسطة. علّق المحلل الروسي الشهير ألكسندر نازاروف على هذه التطورات المتسارعة بالقول: «هذا يعني أن الخطة الأصلية التي كانت سارية المفعول في وقت بدء العملية العسكرية في أوكرانيا قد تغيرت، وتغيرت إلى الأسوأ بالنسبة لأوكرانيا. إذ صرح بوتين في البداية أن الهدف هو الحفاظ على أوكرانيا منزوعة السلاح وخالية من النازية، فمن الواضح الآن أن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا ستنضم في النهاية مباشرة إلى الاتحاد الروسي. من الواضح أنه في النهاية ستصبح جميع المناطق الناطقة بالروسية جزءاً من روسيا. يبقى السؤال فقط حول مصير كييف. من المرجح أن يتم تقسيم غرب أوكرانيا بين بولندا ورومانيا والمجر. لكن من المحتمل أن تتجه القوات الروسية إلى الحدود الغربية، ومن ثم فإن أوكرانيا لديها فرصة للبقاء في شكل كعبٍ موالٍ لروسيا، باستثناء المناطق الواقعة في أقصى الغرب. باختصار، من الواضح بالفعل أن أوكرانيا ستفقد على الأقل نصف أراضيها أو أكثر، ومن الممكن أن تختفي تماماً من الخريطة السياسية للعالم».


1072-30


الحلفاء وتشتت حلفهم

يبدو أنّ الدبلوماسيّة الأمريكية التي عرفت بوقاحتها مع حلفائها ستواجه مواقف صعبة في الفترات القادمة. أوقف الاتحاد الأوروبي بشكل فعلي الحظر المفروض على النفط الروسي، وتوقّف الحديث عن إنهاء إمدادات الغاز الروسية. تتغيّر الديناميكية السياسية في أوروبا. بعد الموافقة على خمس حزم عقوبات ضدّ روسيا بسرعة وإجماع غير مشهودين من قبل، وصل القادة الأوروبيون إلى النقطة التي تحمل فيها العقوبات المفروضة على روسيا تكاليف متزايدة وخطراً متزايداً بإلحاق الضرر باقتصاداتهم، الأمر الذي عنى وضعه تحالفهم ووحدتهم تحت منظار الاختبار.
تعاملت فرنسا وألمانيا وإيطاليا- من بين العديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى- مع نظام المدفوعات الجديد الذي فرضته روسيا للدفع مقابل إمدادات الغاز بشكل يتجاوز فعلياً عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط، والذي سيحمل سمة تأثير الدومينو.
خلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك موجة من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار «والتفاوض مع موسكو» من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. تبدو ملاحظاتهم متعارضة مع أقوال البريطانيين والأمريكيين. ببساطة، بدأت أقوى ثلاث عواصم في القارة الأوروبية بالغناء من ورقة ترانيم مختلفة، راغبين في أن تنتهي الحرب بسرعة وأن يعود كلّ شيء إلى طبيعته في أسرع وقت ممكن. النقطة المهمة هنا أنّ مواقف وأهداف الحلفاء الحربية آخذة في الظهور.
من الواضح بأنّ روسيا لن توافق على أيّ سلام لا يحقق شروطها ويفي بمطالبها: أوكرانيا محايدة، وقبول كييف ومن وراءها من الغربيين بوضع منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم. إنّ ما يحدث اليوم في خيرسون وزابوروجي هو تذكرة لطيفة بأنّه في حال استمرار الحرب، فمن يتبقى من الأوكرانيين سيخاطر بالقبول بشروط أقسى للتسوية. لم يعد لدى الأوروبيين- والأمريكيون ليسوا في حال أفضل كثيراً- نيران تتأجج من عيونهم أثناء الحديث عن الحرب، فقد تحولت بالنسبة إليهم إلى مصدر اضطراب كبير، وهو أمر لم يتوقعوه عندما دفعتهم واشنطن إلى الحرب، وحتّى الذين توقعوه لم يعودوا قادرين على السكوت والخضوع وانتظار حتفهم ليصلهم.
إنّ ما حدث في آزوفستال بعد حصار القوات الروسية للمصنع، الأمر الذي أدّى بما مجموعه ٢٤٣٩ نازياً- يعمل الكثير منهم في وكالات استخبارات غربية- إلى الاستسلام، وأدّى كذلك إلى اتصال وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان الأمريكية بنظرائهم الروس لأول مرة منذ بدء الحرب في شباط. إنّ الولايات المتحدة لن تنتصر في هذه المعركة. تدرك روسيا بأنّ حربها مع الولايات المتحدة لن تنتهي في أوكرانيا، لكنّها تسعى إلى عملية ناجحة لتحقيق أهداف معينة محددة لضمان أمنها القومي. روسيا لن تمل وستبقى تتقدم فهي تدرك بأنّ الكفّة ترجح لصالحها، وكما قال سكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف: «الحكومة الروسية لا تضع مواعيد نهائية».

الأمر ذاته في قارة أخرى

لا يمكن أن تكون المناورات العسكرية التي أجرتها روسيا مع الصين ضمن دوريات جوية مشتركة فوق مياه بحر اليابان وبحر الصين الشرقي الأسبوع الماضي، بمشاركة Tu-95Ms الروسية القادرة على حمل صواريخ برؤوس نووية، وقاذفات H-6K الصينية الإستراتيجية، مجرّد ردّ على جولة الرئيس الأمريكي في آسيا، ولا ناجمة عن التصريحات الاستفزازية التي تحضّر لحرب مروعة في تايوان.
أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية العقيد ووتشيان إلى أنّ هذه هي الدورية الإستراتيجية الرابعة التي تجريها الصين مع روسيا بشكل مشترك منذ عام ٢٠١٩ لاختبار وتحسين مستوى التنسيق بين القوتين الجويتين، في إشارة إلى أنّ التعاون الإستراتيجي بين روسيا والصين أكبر من مجرّد ردّات فعل. لكن رغم ذلك ورغم كلمات العقيد ووتشيان بأنّ هذه العملية لا تستهدف أيّ طرف ثالث، ولا علاقة لها بالوضع الدولي والإقليمي الحالي، سارع وزير الدفاع الياباني نوبوك يشي بحماس لتأييد تفسير مفاده أنّ توقيت العملية الروسية الصينية له علاقة بالقمة الرباعية التي تعقد في اليابان.
يمكننا أن نتخيّل في الحقيقة بأنّ كيشي كان يتستّر ويصرف الانتباه عن الواقع الجيوسياسي الجديد في الشرق الأقصى. في الواقع، إنّ إعادة إحياء النزعة العسكرية والمشاعر الانتقامية في اليابان، في تحول تاريخي في الموقف السلمي للبلاد بعد الحرب العالمية الثانية بتشجيع ودعم أمريكي صريحين، يوفّر السياق الأوسع للتوافق الصيني الروسي. خاصة مع تحوّل اليابان مؤخراً إلى المصطلح الدبلوماسي للإشارة إلى جزر الكوريل على أنها أرض «محتلة»، في محاولة الإشارة إلى أن روسيا معتدية- على الرغم من أن الحقيقة التاريخية قد تكون مختلفة تماماً. كانت اليابان تستعرض عضلاتها مؤخراً باعتبارها «دولة خطّ مواجهة» في فرض عقوبات ضدّ روسيا. وكانت اليابان- ورغم عدم وجود أيّة علاقة تاريخية لها بالأراضي الحدودية بين روسيا وأوكرانيا، تقارن بشكل شديد الحماسة بين الوضع حول مضيق تايوان وأوكرانيا.
لكن تظهر التدريبات المشتركة بين الروس والصينيين مستوى عالياً جداً من التعاون العسكري في الوقت الذي تواجه فيه كلتا الدولتين استفزازات وضغوطاً من الولايات المتحدة. فمن الواضح أنّ بكين تمكنت من فهم مدى سخافة إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في أواخر نيسان بأنّ واشنطن تريد أن ترى روسيا ضعيفة عسكرياً لدرجة عدم قدرتها على القيام بالأشياء التي فعلتها في حرب أوكرانيا، وعدم قدرتها على التعافي بسرعة.
لن تأتي هذه التقديرات عن الحالة العسكرية لروسيا من الفراغ. فبالنظر إلى التنسيق الوثيق للسياسة الخارجية بين الصين وروسيا، وقدرة أجهزة الدولة الصينية على جمع المعلومات الخارجية التي تهمّ بلادهم بدقة عالية وكفاءة منقطعة النظير، فمن المتخيّل معرفة بكين بشكل يقيني بالحالة الفعلية للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
يمكن تبصّر التحوّل للهجوم في سياسة روسيا والصين. تخلّت روسيا والصين عن آمالهما في أيّ اعتدال في العقلية العدائية للولايات المتحدة. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «لقد أعلن الغرب حرباً شاملة ضدنا، ضدّ أيّ شيء روسي في العالم بأسره. لم يعد أحد يخفي هذه الحقيقة بعد اليوم». لأوّل مرة منذ عام ٢٠٠٦، استخدمت روسيا والصين يوم الخميس الماضي حق النقض ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي لتعزيز العقوبات على كوريا الشمالية.
يدرك أيّ متابع جدي بأنّ الحرب في أوكرانيا مجرّد معركة بين روسيا والولايات المتحدة، ولكن هذه المعركة ليست معركة عادية، بل معركة بدأ الروس ينتصرون بها ليعبدوا الطريق بذلك إلى كسر هيمنة الأمريكيين دون رجعة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1072
آخر تعديل على الإثنين, 30 أيار 2022 10:38