حرب أمريكا والصين التجارية: الردّ العاصف من الشرق
إعداد وتعريب: عروة درويش إعداد وتعريب: عروة درويش

حرب أمريكا والصين التجارية: الردّ العاصف من الشرق

مع وقوفنا على عتبة حرب تجاريّة قد تكون طاحنة بين الصين وأمريكا، يبدو أنّ الصينيين المترقّبين منذ زمن لمثل هذا الحدث، بدأوا يحشدون أنفسهم بشكل جدّي للردّ على الإجراءات الأمريكيّة التي يرونها تهدد نموّهم وقيادتهم السلميّة للاقتصاد العالمي المستقبلي. وبما أنّ اشتداد مثل هذه الحرب هو مدخل لتغيّر التاريخ، فمن المهم أن نقف على بعض التحليلات والآراء شبه الرسميّة الصينيّة بهذا الخصوص.

 

وجدت تهديدات الرئيس ترامب الأخيرة بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على واردات بقيمة 100 مليار دولار من الصين، ردّاً حازماً من وزيري التجارة والخارجية الصينيين. قال كلا الوزيرين: إنّ الصين ستنصت وستراقب ما ستقوم به واشنطن تالياً، وذلك مع إظهارهما الاحتقار لعدم عقلانيّة الولايات المتحدة.
الصين لن ترضخ للابتزاز الأمريكي
نحن الصينيون نزدري استمرار واشنطن باستخدام عصا الرسوم الجمركية، وهي غير المؤهلة لبدء حرب تجاريّة مع الصين. نحن قادرون بشكل تام على إلحاقها بالخسائر ذاتها التي ستلحق بالصين. سيكون على الولايات المتحدة أن تدفع تكاليف اقتصاديّة وسياسيّة باهظة مقابل ما تسببه من أذىِّ للصين.
فمقابل ضرب الصادرات الصينيّة إلى أمريكا، ستشنّ الصين هجوماً معاكساً بمهاجمة الصادرات الأمريكيّة إلى الصين. يمكن للصين أن تردّ في مجموعة واسعة من القطاعات التي تشمل تصدير البضائع والخدمات الأمريكية عالية الربح إلى الصين.
ففي حين أنّ كلتي الدولتين متعادلتان تقريباً كطرفين للحرب التجارية، فإنّ المستقبل سيكون إلى جانب الصين. قد تسبب الحرب التجارية بعض الألم للصين، لكنّها ستجبرها في الوقت ذاته على تسريع تحولها الاقتصادي. إنّ ما ستخسره الولايات المتحدة هو المستقبل، فالكثير من الشركات الأمريكيّة الرائدة سوف تخسر السوق الصينيّة، وعليه ستخسر هامشها الكبير. وستتعرض الزراعة الصناعيّة الحديثة في الولايات المتحدة لضربة شديدة.
لن تتراجع الصين مطلقاً، وسيلتفّ المجتمع الصيني حول الحزب والحكومة لعبور الصعاب، وهو الأمر الذي لا يمكن قوله عن الولايات المتحدة. تدرك الصين الآن بأنّ الخيار الوحيد أمامها، هو: أن توجه ضربة قويّة للولايات المتحدة، تكون كافية لإيلامها بطريقة لا تنساها، ودون هذا الخيار سوف تمضي واشنطن بحمقها، وستسبب المزيد من الألم.
يدرك المجتمع الصيني، أنّ لا خيار أمامه سوى الرد، ويمكننا أن نستخلص بأنّ حصول الفيديو الذي نشر في 4 نيسان لنائب وزير التمويل ونائب وزير التجارة، وهما يعلنان فرض رسوم جمركيّة ملائمة على صادرات أمريكية إلى الصين بقيمة 50 مليار دولار، على أكثر من مليوني إعجاب في يومين فقط إنّما يعبّر عن شعور موقف الشعب الصيني. وحتّى لو تفاقمت الأمور لمرحلة وصول الاستثمارات والتجارة بين البلدين إلى صفر، فالصين قادرة على أن تكون على قدر التحدي.
قامت السلطات الصينية باتخاذ الكثير من الإجراءات التفصيلية للردّ على الأمريكيين. وأقسام الحكومة الصينيّة المعنيّة بالأمر واثقة كلّ الثقة من قدرتنا على الردّ بقسوة على واشنطن، وعلى حماية مصلحة الصين والدفاع عن النظام متعدد الأطراف.
إنّ حياة معظم الأمريكيين مرتبطة بالتجارة الصينيّة_ الأمريكية. ومع تصاعد التوتر، نريد أن نوسّع الحرب التجاريّة لتؤثر على جميع الأمريكيين، بحيث يختارون إمّا تأييد إجراءات إدارتهم، أو القيام بمحاسبتها.
الهجوم التجاري المعاكس
يلقن أمريكا درساً مؤلماً
أعلنت الصين يوم 4 نيسان عن لائحة بالمنتجات المستوردة من الولايات المتحدة والتي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، وستكون عرضة لرسوم جمركيّة أعلى، ومن بينها: حبوب الصويا والسيارات والطائرات والمنتجات الكيماوية. ويمكن للقرار الذي اتخذته لجنة الرسوم الجمركية في مجلس الدولة، أن يشمل كذلك فرض 25% إضافية على 106 مواد ضمن 14 فئة.
يظهر هذا الردّ الذي اُتخذ خلال أقلّ من 12 ساعة من إعلان الأمريكيين فرض الرسوم الجمركيّة، عزم الصين على استعدادها للتصعيد في هذه الحرب التجارية. يقرّ المسؤولون الصينيون أنّ على بلادهم أن تتخذ إجراءات مقابلة لتلك المفروضة من قبل الولايات المتحدة، ويظهرون عزمهم على الفوز بهذه الحرب التجارية.
ومن المهمّ أن نلاحظ: أنّ الصين بدأت باستهداف أهمّ الصادرات الأمريكيّة، مثل: فول الصويا والسيارات والمنتجات الكيماوية. وتمّ استهداف هذه المواد لكونها تشكّل عماد الصادرات الأمريكية، ويمكنها أن تخلق نقطة ضعف شديدة في الاقتصاد الأمريكي إن وضعت أرباحها موضع خطر.
ورغم أن خسائر الصين الماليّة ستستمرّ بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، فإن هذه الخسائر تافهة بالمقارنة مع الضرر الذي سيتمّ إلحاقه باقتصاد الولايات المتحدة نتيجة الردّ الصيني. لقد بالغ سياسيو واشنطن بقدرة الاقتصاد الأمريكي على تحمّل حرب تجارية بكل تأكيد، حيث يعتقدون بأنّهم قادرون على فعل كلّ ما يريدون. أظهرت الصين الكثير من ضبط النفس حتّى الآن، لكن على الصين أن تكون جاهزة للقتال حتّى النهاية في حال إصرار الولايات المتحدة على هذه الحرب التجارية.
يجب على الصين أن تمضي للنهاية في هذا الأمر ليس من أجلها فحسب، بل من أجل جميع دول العالم. ليس مسموحاً للأمريكيين باستخدام رسوم الجمارك الابتزازيّة كنوع من الدبلوماسيّة. فقبل قيام الصين بالرد، كانت واشنطن مستمتعةً بتهديد بلدانٍ أخرى بالعقوبات التجارية، لكنّ متعتها زالت الآن بعد أن تحولت مكتسباتها الماليّة والسياسية من فرض الرسوم إلى صفر.
لدى الصين وأمريكا حجم سوق شبه متماثل، والشركات من كلا البلدين تتاجر مع بعضها على أسس طوعية. وعليه فليس حقيقياً محاولة إظهار الولايات المتحدة لنفسها كضحيّة في العلاقات الثنائية التجارية مع الصين، أو القول بقدرة الولايات المتحدة على إلحاق ضرر أكبر بالصين عبر الإضرار بعلاقتهما التجارية. فإن اندلعت حرب تجاريّة واسعة النطاق بين البلدين، فكلاهما سوف يتلقيان خسائر.
لقد حضّرت الحكومة الصينية شعبها لعدم الإذعان لمطالب إدارة ترامب نتيجة الضغط. وفي الحقيقة، يعتقد المزيد والمزيد من المواطنين الصينيين بأنّ وقوع «حرب تجارية ملحميّة» هو أمر حتمي، وبأنّه يمكن أن يعيد بعض المنطق لتصرفات الحكومة الأمريكية بحيث تغيّر من طريقة تعاملها مع الصين.
إن حدثت الحرب التجارية، فستكون بكين مستعدة بلا شك لإظهار أنّ لديها خططاً احتياطيّة في جعبتها، مثل تلك التي تملكها واشنطن، أو أكثر حتّى. ويقترح الخبراء الصينيون أن تتخذ الصين إجراءات لإضعاف عملتها. فبما أنّ الصين هي الاقتصاد التجاريّ الأكبر في العالم وأكبر مشترٍ للسلع مثل النفط، يمكنها أن تستخدم تأثيرها لدفع عملتها الخاصة في الأسواق العالمية لتقليص هيمنة الدولار الأمريكي. سيكون هذا بمثابة كارثة على واشنطن.
سيكون من الجنون أن تعتقد الولايات المتحدة بإمكانيّة فوزها في حرب تجاريّة مفتوحة ضدّ الصين.
على الصين أن تدخل الحرب التجارية مثلما فعلت في الحرب الكورية
تستمرّ الولايات المتحدة باتهام الصين بسرقة حقوق الملكيّة الفكريّة الأمريكية. وتخطط واشنطن لمهاجمة القدرة الصينيّة الابتكاريّة المتنامية، عبر إشعال حرب تجارية. ويسود اعتقاد راسخ في الصين: أنّ هذه الحرب لن تكون مجرّد إجراء تجاري عادي، بل خطوة استراتيجية لمواجهة صعود الصين وإدامة هيمنة الولايات المتحدة.
ولهذا فإنّ هكذا حرب تجاريّة أمريكيّة_ صينيّة هي غير قابلة بطبيعتها ليتمّ حلّها بالنموذج ذاته، الذي تمّ اعتماده من قبل اليابان والولايات المتحدة في الماضي. تؤمن كلاً الصين وأمريكا بأنّ الخطوات التي ستتخذانها ستؤثر على بلديهما وعلى وضعهما في الاقتصاد العالمي. سيسعى كلا البلدين لاستخدام أقصى طاقتهما من أجل القتال في هذه الحرب التجاريّة مهما كلّف الأمر. ويزيد قناعة الصينيين بهذا الأمر التقارير المتتالية من واشنطن التي تصنف الصين كمنافسٍ استراتيجي، والتشديد على أنّها قوّة عظمى في اللعبة الاستراتيجية. لهذا فليس هنالك من سبب لعدم تحضّر الصينيين للأسوأ.
تمّ في بكين اتخاذ القرار الاستراتيجي بالردّ على العدائيّة التجاريّة الأمريكية بالطريقة ذاتها التي حارب فيها الصينيون القوّات الأمريكيّة أثناء الحرب الكوريّة (1950-1953). لقد سببت الحرب الكورية للصين الكثير من الخسارات، لكنّها أجبرت الولايات المتحدة على توقيع هدنة، ممّا أضرّ بغرور واشنطن الاستراتيجي وجلب لبكين أعواماً من الاحترام الاستراتيجي. علينا أن نقاتل في الحرب التجاريّة بالروح الاستراتيجيّة ذاتها التي لا تخشى التضحية التي أظهرناها في الحرب الكورية، وأن نجبر الولايات المتحدة على كسر العصا التي تحاول ترويض الصين باستخدامها.
شاركت الصين في الحرب الكورية عقب اقتراب القوات الأمريكية من نهر يالو الذي يشكّل الحدود الصينيّة. والحرب التجاريّة اليوم تؤذي المصالح الرئيسة للصين. إنّ الشعور بأزمة عدم امتلاكنا لخيار الانسحاب هو ما وحدّنا نحن المجتمع الصيني، وهو ذاته حاضر اليوم. ندرك بأنّه ستوجد تضحيات، لكننا ندرك أيضاً أنّه لا حدود لطمع الهيمنة. فإن لم نبنِ دفاعاتنا التجارية اليوم، فلن نعرف ما سنخسر في الغد.
ومن المهم، أن نتذكر، أنّ توازن القوى قد تغيّر عمّا كان عليه منذ ستّة عقود. فحرب اليوم التجارية سيكون طرفاها متساويين نسبياً، ولن تتفوق أمريكا فيها إلّا بهرائها الخادع. بكين قادرة على أذيّة واشنطن في أيّة معركة تجارية، ممّا سيجعل من معاناة الأمريكيين مساوية للصينيين أو أكثر حتّى. «ولن يقوم الصينيون بالاختباء في الخنادق من قاذفات الولايات المتحدة» في هذه الحرب التجارية، بل ستستخدم الصين ذخيرتها الكاملة.
ستشكل الحرب التجارية فرصة للصينيين لبناء قوتهم الداخليّة أكثر ممّا هي قويّة، وسندع الأمريكيين يراقبون كيفيّة حشد النظام الصيني لشعبه في مقارعة التحديات التي تفرضها علينا قوّة اقتصاديّة خارجية. وعندما تبدأ الحرب، سنرى أيّ الجانبين قادر على الصمود لفترة أطول.
لعب أمريكا لدور الضحيّة مجرّد كذب
بعد أن خفف الرئيس الأمريكي من لهجته العدائية تجارياً مع الصين يوم 8 نيسان، عاد في 9 نيسان لعدائيته وللعب دور الضحيّة، فقال: «عندما يتمّ إرسال سيارة من الصين إلى الولايات المتحدة، يتمّ دفع رسوم بقيمة 2,5%. وعندما يتمّ إرسال سيارة من الولايات المتحدة إلى الصين، يتمّ دفع رسوم بقيمة 25%»، واعتبر أنّ هذه تجارة غبيّة تدور منذ سنوات.
لقد استخدم ترامب مثال الرسوم على السيارات مراراً وتكراراً. إنّه يظهر الأمر وكأنّ الرسوم الصينيّة على الآليات المستوردة هي أعلى منها في الولايات المتحدة، وهي الطريقة التي يحاول فيها الاستخفاف بعقول الأمريكيين ليظهرهم كضحيّة. لكنّ هذه الصورة هي مجرّد تضليل عمدي.
سنأخذ السيارات كمثال لإظهار كذب الإدارة الأمريكية. إنّ الرسم الجمركي على المستوردات الصينيّة من السيارات وهي 25% معترف بها في منظمة التجارة العالمية عند انضمام الصين إليها. وقد التزمت الصين بشدّة بشروط منظمة التجارة العالمية لتخفيض مستوى رسومها من 15% إلى 10%. وقد انخفضت النسبة في 2010 إلى 9,8%، لتزيد عن التزامات بكين حتّى. وإذا أخذنا مناطق التجارة الحرّة بالاعتبار، فإنّ معدل الرسوم الوسطي التجاري الصيني هو عند 4,4%، وهو المعدل القريب من الموجود في البلدان المتقدمة.
تفرض الولايات المتحدة رسماً بنسبة 2,5% على السيارات، ولكن النسبة على الشاحنات هي عند 25%. في الوقت ذاته، تفرض الصين على الشاحنات رسماً بنسبة 20% فقط. وفي حين أنّ نسبة الرسوم التي تفرضها واشنطن على وارداتها من الكنزات «تي_ شيرت» هي بقدر 30%، فإنّ الرسم في الصين هو فقط 15%.
ويجب أن نلاحظ، أنّ الرسم بنسبة 25% كان مفروضاً على السيارات الكاملة التي يتمّ توريدها إلى الصين، أمّا قطع السيارات التي يتم استيرادها كقطع أو من أجل تجميعها في الصين، فيتم فرض رسم بنسبة 10% عليها، ومعظم السيارات الأمريكيّة التي تباع في الصين يتمّ تجميعها في الصين. في عام 2017، بلغ عدد السيارات الأمريكية الواردة إلى الصين 280 ألف سيارة، في حين أنّ عدد السيارات الصينيّة التي تمّ تصديرها إلى الولايات المتحدة قد بلغت 21 ألف سيارة.
يعكس هذا التفاوت الكبير حقيقة أنّ الصين هي أكبر بلد نامٍ، وأن الرسوم لم تمنع صانعي السيارات الأمريكيين من دخول السوق الصينيّة وتحقيق أرباح طائلة. إنّ قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم في البلدان النامية منطقيّة، لأنّها تساعد على تحقيق التوازن عبر ضمان تحقيق الشركات الكبرى للأرباح، وإدراك الدول النامية للتقدم الصناعي بشكل مضطرد. وافق صانعو السيارات الكبار على بناء مصانع مشتركة في الصين منذ البداية، لكون هذا النوع من التعاون هو في صالحهم. وقد بنت هذه الشركات على مرّ السنين علاقة مع الصين يخرج منها الجميع رابحاً، ولهذا فهي لم تكن عرضة للاستغلال من قبل الصين.
ورغم الادعاءات بعدم عدالة الأمر للولايات المتحدة، فإنّ ملايين الآليات التي يبيعها صانعو السيارات الأمريكيين في الصين سنوياً، لا بدّ وأنّها صنعت في أمريكا، وهو ما يقدم الوظائف للأمريكيين ويجلب الضرائب للحكومة الأمريكية. لكنّ هذا لا يعجب ترامب وإدارته، فهم يريدون أن تقوم الصين باستيراد السيارات من الولايات المتحدة دون أن يكون لديها القدرة على تصنيع السيارات بنفسها. وإن قامت الشركات الأمريكية ببناء المصانع في الصين، فهم يريدونها أن تكون مملوكة من المستثمرين الأمريكيين فقط. سيتحقق العدل بالنسبة لترامب ومن وراءه إن رضخت الصين لهذه الشروط. وفي قطّاع الصناعات التحويليّة الدقيقة والابتكارات التكنولوجيّة، تريد واشنطن من الصين أن لا تضع أي عائق.
فمع تطوّر النمو الاقتصادي الصيني وقوّة العلوم والتكنولوجيا، فإنّ مزيداً من الانفتاح وتخفيض الرسوم سيشكل الاتجاه المستقبلي. لكنّ الصين لن تتخذ قراراتها في هذا المجال إلّا بناءً على مصالحها، ولن تسمح بكين لواشنطن بإملاء الأوامر عليها.
الانفتاح لضمان المستقبل الصيني وليس مقصوراً على الحرب التجارية
أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في خطاب ألقاه في إقليم هينان جنوب الصين عن خطّة طريق صينيّة للمستقبل. وأعلن في خطابه عن العديد من الإجراءات للاستمرار في فتح اقتصاد البلاد، ويتضمن ذلك توسيع الوصول إلى الأسواق الصينيّة، وتعزيز حماية الملكية الفكرية، وتخفيض الرسوم على استيراد الآليات، واستيراد المزيد من البضائع المنافسة التي يحتاجها الشعب الصيني.
وخلال العامين الماضيين، قادت الولايات المتحدة نزعة تعزيز الحمائية التجارية. بدأت العديد من الدول بوضع مصالحها أولاً على حساب الاقتصاد المعولم. وكان ردّ الصين على هذا الوضع المعقد، هو المضي قدماً في الانفتاح. تمثل هذه الإشارة العلوّ الاستراتيجيّ للبلاد والثقة التي لا مثيل لها. تريد الصين الإسهام في حماية نظام التعاون الاقتصادي العالمي.
لقد قاد الشعب الصيني عمليّة الإصلاح والانفتاح، ولم يكن ذلك بسبب تهديدات الأساطيل الغربية أو ضغوط من قوى خارجية. لكنّ بعض المراقبين ربطوا على الفور بين إجراءات الانفتاح الصيني والنزاع التجاري الصيني_ الأمريكي القائم. لكنّ هؤلاء يخفقون في النظر إلى الصورة الأكبر للتطور الصيني.
فمنذ مؤتمر الحزب الشيوعي التاسع عشر في العام الماضي، شدد القادة الصينيون باستمرار على أهميّة توسيع الانفتاح نحو العالم، وتمّ اتخاذ إجراءات كثيرة بهذا الشأن منذ ذلك الوقت.

*من مجموعة مقالات منشورة في موقع Global Times الصيني