كوسوفو: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتعاونان مع المافيا
هاشم تاسي رئيس الحزب الديمقراطي في كوسوفو ورئيس وزراء الحكومة المؤقتة فيها والزعيم السابق لجيش تحرير كوسوفو مجرم معروف.
سيطر الحزب الديمقراطي في كوسوفو بزعامة هاشم تاسي، القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو، على عدة بلديات بعد الحرب. يقيم الحزب صلاتٍ وثيقة مع الجريمة المنظمة في المقاطعة (الأوبزرفر، 29 تشرين الأول 2000).
في ذلك الوقت الذي عاشه السيد تاسي، واسمه المستعار «الثعبان»، قائداً لجيش تحرير كوسوفو، كان يبلغ الثانية والثلاثين من عمره، حسن الهندام، لكنه لم يكن يتمتع بمزايا خطابية جيدة؛ وكان مرتبطاً بالجريمة المنظمة ومصمماً على إبقاء علاقات بين الحزب والولايات المتحدة (سكوتسمان، 20 تشرين الأول 2000).
أرى فيه إرهابياً وأرى أنّ جميع أولئك الرجال إرهابيون (المرسل الأمريكي الخاص والسفير جلبارد).
أسس هاشم تاسي «مجموعة درينيكا»، وهي منظمة سرية يعتقد بأنها سيطرت على 10-15 % من النشاطات الإجرامية في كوسوفو (تهريب أسلحة، سرقة سيارات ووقود وسجائر ونشاطات مرتبطة بالبغاء).. (موسوعة ويكيبيديا الحرة).
حكومة «ديمقراطية» «مستقلة»!
تدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حكومة كوسوفو التي يتزعمها مجرم معروف، هو رئيس الوزراء هاشم تاسي.
استحدث منصب رئيس الوزراء في إطار المؤسسات لإقامة حكومة مستقلة أنشأتها الإدارة الوسيطة للجنة الأمم المتحدة في كوسوفو.
تمثلت أهداف الحكومة المؤقتة في ظل الأمم المتحدة في «إيجاد حكومة ديمقراطية مستقلة»، بانتظار صدور قرارٍ مرتبط بالوضع السياسي لكوسوفو.
هذا يعني أنّ الأمم المتحدة لم تقم أسس حكومة كوسوفية «مستقلة» في انتهاكٍ للقانون الدولي وحسب، بل إنها أقامت في كوسوفو حكومةً تتشكل من أعضاء منظمة إجرامية. وكلّ أولئك الرؤساء الذين توالوا عليها، راموش هاراديناي وآجيم سيكو وهاشم تاسي، هم مجرمو حرب.
حزب كوسوفو الديمقراطي، بقيادة القائد الأسبق لجيش تحرير كوسوفو هاشم تاسي، هو بصورةٍ أساسية نتاج جيش تحرير كوسوفو.
لقد دعمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جيش تحرير كوسوفو بدءاً من منتصف التسعينات، وفي الأعوام السابقة لقصف يوغوسلافيا في العام 1999، دعمت إدارة كلينتون علناً ذلك الجيش.
كان القائد هاشم تاسي يتمتع بحماية مادلين أولبرايت التي اختارته للعب دورٍ أساسي باسم واشنطن في مفاوضات رامبوييه في العام 1998.
وقد وثّق الأنتربول والكونغرس الأمريكي صلات جيش تحرير كوسوفو بالجريمة المنظمة. ففي مقالٍ نشر في أيار 1999، وصفته صحيفة واشنطن تايمز ووصفت صلاته بإدارة كلينتون على النحو التالي:
بعض أعضاء جيش تحرير كوسوفو (بقيادة الرئيس الحالي لكوسوفو، رئيس الوزراء هاشم تاسي) الذي مولت جهوده الحربية عبر بيع الهيروئين، جرى تدريبهم في معسكرات إرهابية يديرها الملاحق الدولي أسامة بن لادن ـ الذي كان ملاحقاً بتهمة اعتداءات بالقنابل ارتكبت في العام 1998 ضد سفارتين أمريكيتين في إفريقيا سقط بسببها 224 شخصاً، 12 منهم أمريكيون.
سخاء سعودي.. ودعم أمريكي
بدعمٍ من إدارة كلينتون أثناء حملة قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا لمدة 41 يوماً التي هدفت لدفع الرئيس اليوغوسلافي إلى طاولة المفاوضات، جرى تدريب أعضاء جيش تحرير كوسوفو سراً في معسكرات في أفغانستان والبوسنة والهرسك وأماكن أخرى، وفق تقارير استخباراتية نشرت مؤخراً.
كما تبرهن هذه التقارير على أنّ جيش تحرير كوسوفو قد جنّد إرهابيين إسلاميين ـ أعضاء من المجاهدين كجنود في النزاعات ضد صربيا، وتسلل العديد منهم إلى كوسوفو للمشاركة في المعارك.
وتشير وثيقة تقارير الاستخبارات إلى وجود «صلة بين أسامة بن لادن»، الملاحق السعودي المليونير، وبين جيش تحرير كوسوفو ـ بما في ذلك منطقة مشتركة للتدريب في تروبوجه/ألبانيا. كما تصف هذا المكان بأنه مركز للإرهابيين الإسلاميين. وتشير التقارير إلى أنّ منظمة بن لادن، المعروفة باسم القاعدة، قد دربت ودعمت مالياً جيش تحرير كوسوفو (واشنطن تايمز، 4 أيار 1999، انظر المقال بأكمله في نهاية المقال).
أما تقرير كريستيان ساينس مونيتور بتاريخ 14 آب 2000، فهو يصف الشبكة الإجرامية التي يقودها تاسي كما يلي:
«تظنّ شرطة الأمم المتحدة بأنّ جزءاً لابأس به من العنف والإخافة يأتي من أعضاء جيش تحرير كوسوفو القدامى، ولاسيما أولئك المتحالفين مع هاشم تاسي، الزعيم السابق لجيش تحرير كوسوفو، زعيم حزب كوسوفو الديمقراطي، أحد الفروع السياسية للجيش».
أثناء حادثٍ حصل مؤخراً، تعرض مخزنٌ يملكه ناشط من الرابطة الديمقراطية في كوسوفو في القرية التي شهدت ولادة السيد تاسي لنيران رشاش آلي (بعد تشرين الثاني 2007، حدث هجومٌ آخر).
كان حزب تاسي معرضاً للخسارة في الانتخابات البلدية. فبعد انسحاب القوات الصربية العام الماضي، احتل جيش تحرير كوسوفو مراكز إدارة المدن والمؤسسات العامة في كافة أنحاء كوسوفو وأقام حكومته الخاصة.
على الرغم من أنّ الأمم المتحدة قد أكدت سلطتها تدريجياً ووضعت ممثلين عن تشكيلاتٍ سياسية أخرى في الحكومات المحلية، فقد واصل أعضاء سابقون في جيش تحرير كوسوفو مرتبطون بحزب تاسي ممارسة سيطرةٍ افتراضية كاملة، كما في صربيكا.
التحرير.. والبغاء!
وفق داردان كاشي، وهو محلل سياسي من مجموعة الأزمة الدولية، منظمة الأبحاث الأمريكية التي يقع مقرها في بريشتينا، فإن «أولئك الأشخاص لن يتخلوا عن السلطة بهذه السهولة».
كما تشك شرطة الأمم المتحدة بأنّ الجريمة المنظمة متورطة في بعض أشكال العنف. وهي تؤكد أنّ المجموعات الإجرامية التي تعمل في مجال الابتزاز والتهريب والبغاء أقامت صلاتٍ وثيقة مع بعض أعضاء السلطة. وكانت إمكانية خسارتها لتلك الصلات والموارد التي يمكن أن تحصل عليها تجعلها أقل استعداداً للتعاون مع حزب رابطة كوسوفو الديمقراطية.
يشير الموظفون الرسميون إلى أنّ المشكلة أسوأ في منطقة درينيكا في كوسوفو، مقر عمليات جيش تحرير كوسوفو وحصن حزب تاسي. صربيكا، حيث كوشي الرئيس المحلي لرابطة كوسوفو الديمقراطية، هي إحدى المدن الأساسية في منطقة درينيكا (نؤكد هنا على هذه النقطة).
مؤسسة التراث: دعم لجيش تحرير كوسوفو ولحزب كوسوفو الديمقراطي، دون الاهتمام بصلاتهما الإجرامية.
في تقرير نشرته مؤسسة التراث في أيار 1999، تعترف بأنّ جيش تحرير كوسوفو منظمة إرهابية. لكنها مع ذلك تطالب إدارة كلنتون بدعم هذا الجيش.
هل كان على الولايات المتحدة تعزيز قدرته العسكرية في مواجهة نظام ميلوسيفيتش الفظ، على الرغم من أصوله وصلاته الواضحة مع الجريمة المنظمة؟... لا يمثل جيش تحرير كوسوفو أية مجموعة تحاول وضع حدٍّ لحملة ميلوسيفيتش الفظة، كما أنّه معروف بارتكابه فظائع؛ إنه قوة المقاومة الأكثر تمثيلاً لأعمال الاعتداء التي ارتكبتها يوغوسلافيا في كوسوفو. فضلاً عن ذلك، فقد شن العسكريون والقوى شبه العسكرية والشرطة اليوغوسلافية حملة منهجية داخل كوسوفو للتقليل من مدى جرائمه. وهذا ما لم تتوقف واشنطن عن فعله منذ حرب العام 1999 (تقرير مؤسسة التراث، 13 أيار 1999).
عبر إزاحة جيش تحرير كوسوفو جانباً، ربما تحرم الولايات المتحدة من الفوائد التي حصلت عليها من قوى المقاومة التي قد تزيد الضغوط على ميلوسيفيتش كي يفاوض على تسوية.
تدعم مؤسسة التراث حزب كوسوفو الديمقراطي الذي شكله أعضاء سابقون في جيش تحرير كوسوفو.
لقد أقام جيش تحرير كوسوفو صلاتٍ مع الجريمة المنظمة، ويقدم هذا الوضع فكرةً حسنة عن موقف «المجتمع الدولي» في صلاته مع كوسوفو. مؤخراً، مارست مؤسسة التراث التي تلعب دور الباحة الخلفية في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية ضغوطاً من أجل «استقلال» كوسوفو.
هاشم تاسي بصحبة مجرم حربٍ آخر هو: طوني بلير
البرهان واضح، إذ لم يقطع رئيس وزراء كوسوفو يوماً صلاته مع الجريمة المنظمة.
مجرم حربٍ معروف تحميه الأمم المتحدة. وقد جرى توقيفه في بودابست في تموز 2003 بأمرٍ صادرٍ عن الإنتربول وأطلق سراحه على الفور بعد طلبٍ قدمته بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو. وهذا الحادث غير معزول. فهنالك براهين على أنّ بعثة الأمم المتحدة وقوتها البوليسية الدولية قد حمتا جيش تحرير كوسوفو السابق الذي أعيدت تسميته في إطار قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا في العام 1999 ليصبح هيئة حماية كوسوفو بتفويضٍ رسمي من الأمم المتحدة.
وفق وزير العدل الصربي فلادان باتيك، فإنّ «الملاحقة أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي تتضمن أكثر من 40 ألف صفحة من البراهين ضد زعيم جيش تحرير كوسوفو الأسبق هاشم تاسي». (ذكره راديو ب.92، بلغراد، في الثالث من تموز 2003).
في نيسان 2000، أصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت «أمراً للنائب العام كارلا دلبونته لسحب هاشم تاسي من قائمة المشبوهين بارتكاب جرائم حرب» (تانيجوغ، 6 أيار 2000). إثر ذلك، أعلن كارلا دلبونته عدم وجود أدلةٍ كافية لديه لاتهام تاسي بجرائم حرب.
يمكن القول عموماً إنّ بعثة الأمم المتحدة قد تصرفت كتابع لحماية منظمة إجرامية.
في تشرين الثاني 2003، بدأت في بلغراد ملاحقات ضد قادة سابقين لجيش تحرير كوسوفو، تضمنت هاشم تاسي وآجيم سيكو وراموش هاراديناي. وكانت أسماء الأخيرين تظهر في قوائم الإنتربول.
آجيم سيكو
يعرف آجيم سيكو بارتكابه جرائم حرب واسعة النطاق في منطقة كراجينا في كرواتيا منتصف التسعينات، مثل مجزرة الشعب الصربي وتطهيره العرقي. وكان عميداً في جيش كرواتيا وعنصراً أساسياً في عملية ستورم التي أدت إلى طرد مئات الألوف من الصرب من منطقة كراجينا في كرواتيا. في العام 1999، سمي قائداً لجيش تحرير كوسوفو بمباركة الولايات المتحدة وحلف الناتو.ثم جرى تعيينه قائداً لهيئة حماية كوسوفو برعاية الأمم المتحدة (على قائمة الدفع) وأصبح رئيساً لوزراء كوسوفو في العام 2006، ثم حل محله بعد ذلك هاشم تاسي، رئيس وزراء كوسوفو حالياً، وواصل إقامة صلات مع الجريمة المنظمة. وفق صحيفة الأوبزرفر البريطانية، تورطت هيئة حماية كوسوفو بزعامة سيكو في أعمال تعذيب مثلما تورطت في حماية البغاء في كوسوفو (14 آذار 2000، أطلانتا، جورنال كونستيتيوشن).
وسائل الإعلام الغربية:
تضليل إعلامي بصدد حكومة كوسوفو
حكومة كوسوفو مرتبطة بالجريمة المنظمة المتورطة في تهريب المخدرات والبشر.
لم تعترف التقارير الصحفية المنشورة مؤخراً على هامش استقلال كوسوفو بواقع أنّ ثلاثة رؤساء وزارة لكوسوفو، هم راموش هاراديناي وآجيم سيكو وهاشم تاسي، مجرمو حرب.
هكذا يدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجريم السياسات في كوسوفو.
نلفت انتباه قرائنا إلى مقالين نشرتهما واشنطن تايمز.
يصف الأول الذي نشر في أيار 1999 جيش تحرير كوسوفو بأنه منظمة إجرامية. ويشير الثاني الذي صدر في شباط 2008 إلى دور رئيس الوزراء هاشم تاسي، «المجرم السابق» في مسار حصول كوسوفو على استقلالها.