بعد العدوان على العراق وأفغانستان.. هل جاء دور اليمن؟
ما الذي يجري في اليمن الذي يقال عنه إنّه مخزن البارود الذي سيفجّر القنبلة في الشرق الأوسط؟ اليمن بلدٌ صغيرٌ مساحته 527970 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه 20.9 مليون نسمة، 47,7 بالمائة منهم أميون.
اليمن جغرافياً وديمغرافياً
يتكوّن اليمن طائفياً من مسلمين سنّة بنسبة (55 بالمائة)، ومسلمين شيعة بنسبة (42 بالمائة)، والبقية من المسيحيين والهندوسيين واليهود، وهو جمهورية عضو في الجامعة العربية، موردها الرئيسي هو النفط، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي السنوي 751 دولار لكلّ نسمة (وفق القدرة الشرائية)، ويستهلك كلّ مواطنٍ 184 كيلوغرام من النفط. ومما تقدم نرى إذن أنّ اليمن مجرد بلدٌ نامٍ ليس فيه ما هو استثنائي. لكن ما يثير الاهتمام فيه هو بدايةً موقعه الجغرافي على الطرف الجنوبي من المملكة العربية السعودية، حيث يطلّ مباشرةً على مضيق باب المندب الواقع على طرق التجارة الدولية، لاسيما النفطية منها، كما يطلّ على منطقة «القرصنة» التي يقال إنها صومالية.
ثمّ إنّ اكتشاف النفط لا يمكن إلاّ أن يثير اهتمام من يحتاجونه. وأخيراً النظام، وهو نظامٌ استبدادي: يتربع علي عبد الله صالح على رأس السلطة منذ ثلاثين عاماً، وقد تمكّن من تصفية جميع خصومه وسوف يتوجّب عليه أن يغادر منصبه يوماً ما، كأيّ إنسان، لذا يوجد صراعٌ مريرٌ على الخلافة، يزيد من شراسته أنّ اليمن هو البلد الإسلامي الوحيد الذي تكاد فيه نسبة السنة تعادل نسبة الشيعة. وهذا يفسّر جزئياً حالة الحرب الأهلية القائمة فيه منذ أكثر من عشرة أعوام بين الحكومة المركزية (السنّية) التي تساعدها المملكة العربية السعودية وبين الحوثيين (شيعة) في الشمال (المنطقة الحدودية مع المملكة العربية السعودية)، والذين يقال إنّ إيران، شيطان الغرب حالياً، تساعدهم..
خريطة «مكافحة الإرهاب» المفتوحة
أتى تعقيدٌ آخر مع ما يدعى في الصحافة الشائعة بظهور القاعدة التي فتحت بعد العراق وباكستان وأفغانستان، بل ويقال بعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، «فرعاً» لها في اليمن. ينبغي إذاً محاربتها باسم مكافحة الإرهاب الدولي. لقد أصبح اليمن وفق صحيفة نيويورك تايمز ثالث جبهةٍ في مكافحة الإرهاب. تتعدد الأسئلة في الولايات المتحدة بعد الاعتداء الفاشل يوم الخامس والعشرين من كانون الأول من العام المنصرم، الذي قام به الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، حيث حاول تفجير طائرةٍ فوق ديترويت. وقد أكّد أنّه تدرّب على يد القاعدة في اليمن، حيث تكشف الصحيفة الأمريكية أنّ الولايات المتحدة قد فتحت منذ عامٍ وبسريةٍ كاملةٍ، جبهةً ثالثة ضد الشبكة الإرهابية. على نحوٍ خاص، أرسل الجيش الأمريكي إلى اليمن قواتٍ خاصة لضمان تدريب العسكريين اليمنيين.. (1)
في نسق الأفكار نفسه الخاص بالقاعدة في اليمن، كتب جيفري فليشمان: «لقد استفادت المنظمة الإرهابية من وضع الفوضى السائد في البلاد، فأخذت تجنّد وتنسج شبكةً صلبةً قادرةً على الضرب في أيّ مكان. والاعتداء الفاشل ضد طائرةٍ لشركة نورثويست للطيران يوم الخامس والعشرين من كانون الأول مثالٌ على ذلك. يقال إنّ فرع القاعدة في اليمن، الذي تبنى محاولة الاعتداء على رحلةٍ لشركة نورثويست للطيران بين أمستردام وديترويت، يعدّ نحو ألفي مقاتل ومتعاطف، هذا ما يؤكّده اختصاصيٌّ في الإرهاب اليمني. (...) لم يعد البلد يوفّر مفكّرين راديكاليين فحسب، بل أصبح يجتذب المتطرفين الذين يحلمون بالالتحاق بجبهةٍ في أوج التطور في الشرق الأوسط. (2)
(...) والمجموعة، التي يقول المحللون إنّها تهدف لإقامة خلافةٍ إسلامية في الخليج الفارسي بأكمله تستطيع منها لاحقاً مهاجمة المصالح الغربية والإسرائيلية، تعمل من الضفة الأخرى في البحر الأحمر، في الصومال، حيث استقرّ فرعٌ آخر للشبكة في منطقة القرن الإفريقي التي أصبحت منطقةً دون قانون. هذا السيناريو يقلق واشنطن. (...) على المستوى العالمي، ربما كانت القاعدة قد ضعفت عسكرياً، لكنّ الحال ليست كذلك في اليمن، حيث توجد فيه أسلحةٌ كثيرة. اليمن بلدٌ نموذجي لتطور القاعدة. ويستطيع الجهاديون الاستفادة من الفوضى السائدة في البلاد».
فضاء حيوي لهيمنة القوة
هنالك تقديرٌ آخر في قطبي الرأي الغربي: «هذا النزاع الجديد بالغ الخطورة لعدّة أسباب. بدايةً، وقوعه في بؤرة عدم استقرار، تضع موضع الاحتكاك تياراتٍ متباينة في الإسلام (...). الغرب يفرّق ليسود، وهذا سلوكٌ مكيافيللي. ثمّ إنّ اليمن يحتلّ موقعاً استراتيجياً، في البحر الأحمر، وبالتالي فهو مرغوبٌ، لاسيما أنّ المنافسين الروس والصينيين وغيرهم ربما يستهويهم الاستقرار هناك حيث لا توجد بعد قواعد أنغلوسكسونية. فضلاً عن ذلك، فيمكن لكلّ قطعة أرضٍ أن تكشف عن موارد ترغب أمريكا، الباحثة دائماً عن فضاءٍ حيوي، في استخدامها بنفسها للإبقاء على مستوى حياتها وضمان هيمنتها ومواصلة سيطرتها على العالم». (3)
تحاول الولايات المتحدة بكلّ الوسائل إدامة هيمنتها، بالقوّة كما هي الحال دوماً لأنّها تفضّلها على القانون. لكن هنالك ما هو أكثر من ذلك. فهذه المنطقة، الخاضعة جزئياً للنفوذ «الشيعي»، تثير اهتمام إيران، وبالتالي اهتمام الولايات المتحدة المصممة دائماً على إضعاف العدوّ الذي اختارته لنفسها. في هذا الإطار، يمكن على نحوٍ أفضل أن نضع محاولة الاعتداء المجهضة والفظّة تماماً التي قيل إنّ إرهابياً من القاعدة قام بها. (...) باختصار، لدينا مجدداً (مشروع) اعتداءٍ تحت يافطةٍ مزيفة، ربما كانت تعود للأجهزة السرية الغربية أكثر مما تعود للقاعدة، أو في أفضل الأحوال، لدينا مجرد ذريعة لتبرير ما تمّت برمجته منذ وقتٍ طويل. أي أرض عملياتٍ جديدة للولايات المتحدة الأمريكية. وهذا أمرٌ بالغ الخطورة. ليس فقط لأنّ السكان قد بدؤوا يعانون (غارات جوية، قنابل، عمليات قتل استهدافي...)، بل كذلك لأنّ هذه الخيارات تظهر تماماً الأهداف الحقيقية لجائزة نوبل للسلام، الوجه الجديد لسياسةٍ لا تتغير، سياسة استعمارية جديدة بشراسة، إمبريالية، خارجة على القانون، كما كانت عليه الحال في زمن بوش.
في رأيي، نحن نشهد طلائع تكتيكٍ يطال أرجاء الكوكب: التذرّع بحدثٍ تمّ إخراجه إلى هذا الحدّ أو ذاك، تقوم صحافةٌ خاضعةٍ بنقله، للتواجد في مزيدٍ من المواقع. إقامة قواعد عسكرية وتنصيب دمىً مخلصة لأوامر واشنطن، نهب الموارد، السيطرة على سكانٍ ومناطق، بله على طرقٍ نفطية، إشارات إلى المنافسين، إزاحة الصينيين أو الروس، الخ. الغربيون أساتذةٌ في هذه اللعبة التراجيدية، التي تبدأ بعملياتٍ منخفضة الكثافة وتنتهي بالنهب الدامي لكلّ المنطقة المستهدفة. هم يتقدّمون خطوةً خطوة، لكنّ كلّ شيءٍ يسقط في نهاية المطاف في حافظة نقودهم..
يتمّ كل شيءٍ بسرّية، ضمن لجنةٍ صغيرة، بين قادة المجمع العسكري الصناعي، بين أصدقاء، بين مستفيدين مستقبليين، أو كما كان الرئيس الفرنسي ساركوزي ليقول، أصبح كل شيء، كل شيءٍ حقاً، ممكناً. ما من مشكلةٍ إذا كانت الشعوب في كلّ مكانٍ تدفع الأثمان، ما من مشكلةٍ إذا كانت تباد وتقصف وتتعرّض للإرهاب ولتقطيع الأوصال والإصابة والقتل والنهب والإفلاس، وإذا كانت تحرّض على بعضها بعضاً وتباد وتجتثّ، إنّه فنّ عظيم، لنقل ذلك: إنّه إرهابٌ كبير، إرهابٌ مطلق، إرهاب الدولة. يتم انتهاك جميع القوانين الإنسانية والحربية والدولية وتصبح الساحة خالية: يشتهون فيستولون... سرقات، أكاذيب، جرائم، كلّ شيءٍ مباح... الوقاحة كاملة.
الدم يسيل..
لقد أدّى الطور الحاد الأخير من الحرب في اليمن على المتمردين الحوثيين إلى سقوط أكثر من ألفي قتيل في أقل من شهر، وإلى تشريد أكثر من 150 ألف شخص. تقاتل قوات الحكومة اليمنية ضدّ نحو 15 ألف متمرد حوثي، سلّحتهم ودربتهم إيران (حسب زعم الولايات المتحدة)، وتحصنوا في جبال الشمال، في محيط صعدة، على الحدود السعودية. تقوم قاذفات سلاح الجو السعودي بقصف المناطق المتمردة والمدنية، ويحمل سلاح الجو والبحرية المصرية ذخائر لجيش اليمن بتشجيع الولايات المتحدة وتمويلها.
تؤكّد عدّة مصادر السمات البارزة في النزاع الدائر في اليمن: بعد فترةٍ غير طويلة، سرعان ما نقصت الذخائر والمعدات العسكرية لدى الجيش اليمني الصغير المؤلف من 66 ألف رجل، والذي تنقصه مخزونات المعدات العسكرية المنظمة. سارع الجيش المصري إلى تقديم هذه المؤن الضرورية، وأقام جسراً بحرياً وجوياً. كما انخرطت إدارة أوباما في القضية، بفضل دعمها المالي المعزز لجهود السعودية ومصر الهادفة لمساعدة اليمن. لقد فوجئت كلٌّ من الولايات المتحدة وإسرائيل بالقدرات العسكرية لدى حزب الله أثناء حرب لبنان في العام 2006، وها هم الأمريكيون وحلفاؤهم يصابون بالدهشة أمام سيطرة المتمردين الحوثيين على ميدان المعركة. وقد تجلى عجز فرقة المدفعية المؤللة الأولى في الجيش اليمني، تعززها ست كتائب من رجال الغوار المظليين وبدعمٍ جوي سعودي، عن كسر مقاومة المتمردين منذ أيلول.
الكلمة المفتاحية هي «القاعدة»
أكثر فأكثر، يبدو الوضع أشبه بحربٍ بالوكالة بين الرياض وطهران، حيث لم تتردد الصحافة السعودية بتاريخ الخامس من تشرين الثاني في الحديث عن «هجوم عملاء لإيران على الحدود». يتهم السعوديون الإيرانيين بالرغبة في بسط النفوذ الشيعي في المنطقة عبر تقديم الأسلحة والمال للمتمردين، في حين يلوم الإيرانيون السعوديين على دعم نظام علي صالح اليمني وعلى رغبتهم في تصدير العقيدة الوهابية. لقد أصبح اليمن أولى أولويات الرئيس باراك أوباما منذ الاعتداء المجهض الذي قام به النيجري عمر فاروق عبد المطلب ضد طائرةٍ يوم عيد الميلاد. فقد سافر ديفيد بترايوس إلى صنعاء وقابل فيها رئيس اليمن علي عبد الله صالح لينقل إليه رسالةً من نظيره الأمريكي. ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى عقد مؤتمرٍ دولي في نهاية الشهر للحديث عن الإرهاب في اليمن والصومال، كما دعا إلى تأسيس وحدةٍ خاصة للتدخل في المنطقة. الكلمة المفتاحية هي «القاعدة»، التي تستخدم الأراضي اليمنية كأرض تدريب ومركز تجنيد وأساس انطلاقٍ لشنّ هجماتٍ على أهدافٍ أمريكية وأوروبية. تلقى عمر عبد المطلب تدريبه في جامعةٍ أصوليةٍ في صنعاء، والتقى قادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مدينة عدن وفي أبيان (المقر المزعوم للقاعدة جنوبي اليمن).
«... لم يختف هذا البلد يوماً من شاشات رادار القاعدة. واليوم، يريد الرئيس الأمريكي زيادة المساعدات المقدمة لليمن بمقدار الضعف والانخراط في حربٍ مشتركةٍ مع القوات اليمنية ضد المنظمة الإرهابية. وهذا يعني بصورةٍ مجسدة أنّ البلد سيوضع تحت الوصاية العسكرية الأمريكية، باعتبار أنّ هذا النوع من المساعدات والتعاون لا يتم دون مقابل. لن يتدخل الأمريكيون باسم رفاه السكان، بل لحماية مصالحهم الخاصة. ولن يمنع هذا الانخراط اليمن من أن يكون دولةً مفلسة. بل ربما تتفاقم مصاعبه ويحوّل كل شبه الجزيرة إلى بؤرة عدم استقرار. لنتذكّر أنّ التدخل الأمريكي قد جعل من أفغانستان والعراق أكثر بلدان العالم فساداً وأقلها استقراراً. ربما لا يكون مصير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أفضل من مصير الأفغاني حميد كرزاي». (4)
الغاية الدائمة والوسيلة الكلاسيكية
بالنسبة لفرانسوا مارجينيان، الباحث الكندي المستقل ومقدم البرامج الإذاعية في برنامج العالم الآخر على إذاعة شوك إف إم التابعة لليوكام، فإذا كان الأمر يتعلق بـ«اعتداء أمستردام الفاشل»، نحن أمام مؤامرةٍ من نمط أسلحة الدمار الشامل التي كانت مقدّمة غزو العراق. كتب مارجينيان: «.. لقد اتهمت الولايات المتحدة عبد المطلب بأنّه يرتبط بإحدى خلايا القاعدة في اليمن والمملكة العربية السعودية. هل تتذكرون حين قيل لنا إنّ القاعدة متمركزة في أفغانستان؟ لقد قمنا بالغزو بعد ذلك. وتتذكرون حين قيل لنا إنّ العراق قد أصبح القاعدة الجديدة لمنظمة القاعدة؟ لقد قمنا بغزو ذلك البلد أيضاً. ما الذي تعتقدون أنّنا ربما نشهد حدوثه إذا هتف أوباما ووسائل الإعلام بأنّ اليمن والمملكة العربية السعودية هما الموطن الجديد للمجموعة الإرهابية الشهيرة التي أنشأتها أصلاً المخابرات المركزية الأمريكية؟ لكن ما هي حقيقة الوضع؟
نستطيع البدء بالسؤال كيف أمكن لعمر فاروق عبد المطلب الصعود على متن طائرةٍ تنطلق من أمستردام إلى ديترويت دون جواز سفر. نحن نعلم جميعاً أنّ التصنيف العرقي موجود، لاسيما تجاه المسلمين. وبصورةٍ خاصة منذ الحادي عشر من أيلول 2001 وما تلاه من حربٍ على الإرهاب. تخيلوا الآن شاباً قادماً من بلدٍ مسلمٍ يسافر وحيداً ودون أمتعة، ببطاقة طائرة ذهاب فقط باتجاه الولايات المتحدة دون جواز سفر. (...) ومن هو هذا الرجل «الأنيق» الذي يبدو وكأنّه هندي الجنسية والذي أقنع العاملين على باب الأمن بالسماح لعمر فاروق عبد المطلب بالمرور دون جواز سفر؟ (...) وكغطاءٍ لهذا كله، يقولون لنا إنّه سيتوجب زيادة الأمن في المطارات وربما إخضاع المسافرين إلى تفتيشهم عراةً، والقيام بالتصنيف العرقي المعمق والانتظار لساعاتٍ بالدور، وذلك لما يكفي من الزمن ليخلقوا لنا وهماً جديداً بالأمن وليقوموا بقلينا بالأشعة السينية التي ربما تؤدي للتحولات وللسرطانات. (5)
الديمقراطية المنقولة جواً
في الرابع من كانون الثاني 2010، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنّ انعدام الاستقرار في اليمن تهديدٌ إقليمي وكوني. ينبغي إذن تسليح العرب. وهم يخبروننا إنّ الإدارة الأمريكية قد وقّعت سلسلةً من صفقات التسلح الكبيرة مع البلدان العربية، تزود وفقها الولايات المتحدة كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة بوسائل قتالية فائقة الحداثة، كالصواريخ المضادة للسفن والصواريخ المضادة للمدرعات والقنابل الذكية، الخ. تهدف هذه الصفقات لتعزيز ما يدعى «محور الاعتدال في العالم العربي»... في نهاية المطاف، فإنّ التصور الحقيقي للشرق الأوسط الكبير هو الذي يتمّ صنعه عبر اليمن. البلد المطلوب هزيمته هو إيران المتهمة بمساعدة الحوثيين. ولتحقيق ذلك، فالغرب مستعدٌ للتحالف مع القاعدة السنية لمقاتلة الشيعية وخلق فتنةٍ جديدة. إنّه مستعدٌ لـ«إطلاق سراح الإرهابيين» اليمنيين المنتمين إلى القاعدة والمحتجزين في غوانتانامو لإدخالهم ضمن الجيش اليمني. تتراءى أيامٌ مظلمة للعالم الإسلامي بفعل ازدواجية الطغاة العرب. بعد العراق، بعد أفغانستان، يتم تقديم «الديمقراطية المنقولة جواً» لليمن، البلد ذي الحضارة العريقة، بلد مملكة سبأ الأسطورية، والذي سينتهي إلى ما انتهى إليه العراق: الفوضى. هكذا يمضي العالم...
حواشي
1. نيويورك تايمز، اليمن جبهة القتال الثالثة ضد الإرهاب، 28.12.2009.
2. جيفري فليشمان، القاعدة تحفر حفرتها في اليمن، لوس أنجلوس تايمز، 30.12.2009.
3. برماليان يمن، حرب إمبريالية جديدة لا تقول اسمها، http//www. 20.six.fr/ basta./art/ 173504043، 4.1.2010.
4. عبد الباري عطوان، جلبة القتال في اليمن، القدس العربي، 4.1.2010.
5. فرانسوا مارجينيان: الإرهابي المزعوم يصعد على متن الرحلة رقم 256 في نورثويست دون جواز سفر؛ وهو ضمن قاعدة بيانات الإرهاب: 7 كانون الثاني 2010.