نيقولاي بوغلوليوبوف - ترجمة: شاهر أحمد نصر - خاص قاسيون نيقولاي بوغلوليوبوف - ترجمة: شاهر أحمد نصر - خاص قاسيون

السلاح الصامت.. التحكم الخفي بالاقتصادات والمجتمعات (1-2)

«امنحوني قدرة التحكم بأموال الأمة عندئذ لن يقلقني من يضع قوانينها»..

• روتشيلد

«السلاح الصامت» ثمرة لفكرة بسيطة عبَّر عنها واستعملها المصرفي الشهير (ميير أميهيم روتشيلد)، فقد اكتشف روتشيلد عنصراً سلبياً ناقصاً في النظرية الاقتصادية، عُرف فيما بعد باسم «التأثيرية الاقتصادية».. واكتشافه هذا، راح يستخدم بفعالية عالية في قيادة الاقتصاد العالمي بعد ظهور التحليل الرياضي والنهوض في نظريتي الميكانيك والكهرباء اللذين ظهرا لاحقاً أثناء الثورة الصناعية، وجرى الاعتماد عليه بصورة كبيرة في القرن العشرين خصوصاً بعد اختراع الكمبيوتر.

المفاهيم العامة للطاقة

عند دراسة منظومات الطاقة تظهر دائماً مفاهيم أولية مثل: الطاقة الكامنة، والطاقة الحركية، والطاقة المشتتة (المبعثرة، الإشعاعية). وفي مقابل هذه المفاهيم هناك ثلاثة أقسام نموذجية فيزيائية بحتة، تسمى بالعناصر السلبية. في الاقتصاد تترابط هذه الخصائص الثلاث للطاقة مع:

1 - السعة الاقتصادية: رأس المال (المال، والتراكم، والإفلاس، وغير المتحركة وغيرها).

2- النقل الاقتصادي: البضائع (معامل الإنتاج).

3 - الأثر الاقتصادي: الخدمات (تأثير السكان على النتائج).

يمكن استخدام جميع النظريات الحسابية، الموضوعة عند دراسة أحد أنظمة الطاقة (الميكانيك، أو الكهرباء) في دراسة الاقتصاد. 

اكتشاف روتشيلد في مجال الطاقة

ما اكتشفه روتشيلد هو المبدأ الأساسي للسلطة، التأثير على الناس وقيادتهم عن طريق استخدام نتائج الاكتشافات في مجال الاقتصاد. والمبدأ ينص على ما يلي: «عندما تكونون مستعدين لأخذ السلطة، سرعان ما سيسلمكم الشعب إياها»..

اكتشف روتشيلد أنّ للأموال، أو لحسابات ودائع القروض سلطة ضرورية، يمكن أن تستخدم لإقناع الناس (التأثير على الناس بدلاً من المجال المغنطيسي) بأن يرهنوا وضعهم المعاشي الجيد مقابل الوعود بوضع معاشي أفضل في المستقبل (بدلاً من التعويض الحقيقي). يجذب ذلك الوضع الناس نتيجة مبادلته على الورق بالوعود. اكتشف روتشيلد، أن بإمكانه إصدار عدد أكبر من الأوراق الثمينة، من استخدامها للتسديد، حتى يصبح في متناول يديه احتياطي ذهبي ما، كوسيلة لإقناع الزبائن بالأمان.

حقق روتشيلد أوراقه الثمينة عبر أشخاص محددين، وعبر حكومات. قاد ذلك إلى قيام عمليات عالية السرية، ثم افتعل روتشيلد عجزاً في كمية النقود، ودعم الرقابة على المنظومة النقدية، وجمع الأرباح عبر التعهدات المنصوص عنها في العقود، وأعيدت الدورة من جديد. يمكن استخدام هذا الشكل من الضغط لإشعال الحرب. وبذلك استطاع التحكم بوجود الكتلة النقدية، وبهذا الشكل يتم تحديد المنتصر في الحرب.

حصلت الحكومة التي وافقت على منح روتشيلد الرقابة والتحكم باقتصادها على دعمه الكامل.

جعل الدخل الذي حصل عليه روتشيلد من هذه الطريقة الاقتصادية، أكثر غنىً. لقد اكتشف أن بخل الناس يدفع الحكومة لطباعة نقود أعلى من المستوى (العجز)، المحدد بكمية المعادن النفيسة، والبضائع والخدمات (مجمل الإنتاج الوطني).

الرأسمال الوهمي

ودور الاقتصادي «الورقي»..

يعد القرض، في البنية المذكورة، عنصراً نظيفاً، يدعى «نقد»، ويحمل صفة رأس المال، لكنّه عملياً رأسمال سلبي. يأخذ القرض شكل الخدمات، إلا أنّه عملياً مسؤولية أو دين. فالقرض أثر اقتصادي أكثر مما هو كتلة اقتصادية، وإن لم يتوازن هذا التأثير بشكل ما، فسيجري موازنته عن طريق القضاء على السكان (الحرب، والإبادة). يشكل إجمالي الإنتاج والخدمات رأسمالاً حقيقياً، ويدعى بإجمالي الناتج الوطني، ويمكن طباعة كمية من النقود تعادل مستواه فقط، ويعبر بهذا الشكل عن كتلة اقتصادية؛ تعد الأموال التي تطبع زيادة على هذا المستوى، سلبية، وهذا ما يميز ظهور التأثير والأثر الاقتصادي. تؤدي التأثيرية الاقتصادية إلى ظهور الالتزامات ـ الورقية.

توازن الحرب المنظمة، بقضائها على القروض، يلزم المجتمع بمبادلة القيم الفعلية (المواد النفيسة) بالنقود المنفوخة (المبالغ في طباعتها) وتعيد الموارد الطبيعية المتبقية ومشتقات هذه الموارد.

اكتشف روتشيلد أن النقود تمنحه إمكانية إعادة توزيع البنية الاقتصادية حسب المنفعة الذاتية، وتنحي مؤشر التأثيرية الاقتصادية جانباً، التي تقود إلى عدم الاستقرار الزائد والتذبذب.

يبقى المفتاح النهائي لإدارة الاقتصاد هو انتظار الحصول على المعلومات الضرورية واختراع معدات وتقنيات الكومبيوترات عالية السرعة لرصد التذبذبات الاقتصادية الناجمة عن قفزات الأسعار، والإفراط في إصدار فائض الأوراق الثمينة ـ التأثيرية الورقية - التضخم. 

الاختبار بالصدمة في الاقتصاد

من أجل استخدام طريقة الاختبار بالصدمة في تقنية إدارة الاقتصاد، يتم تغيير أسعار البضائع فجأة وعلى شكل قفزات، ويسجل رد فعل المستهلكين. يتم معالجة نتائج التذبذب الناتج عن الصدمة الاقتصادية باستخدام الكومبيوتر، وبهذا الشكل تحدد البنية الاقتصادية ـ النفسية. بفضل هذه العملية، التي تعد جزئياً تفاضليةً، تم اكتشاف مصفوفات التفاضل، والتي يحدد بمساعدتها المستوى المالي للأسرة، ويصبح بالإمكان تقييم مستوى الإنتاج (البنية الاستهلاكية)، بعدئذ يمكن التكهن بالتغيرات على الوضع المالي نتيجة قفزات الصدمة، والتحكم بها، أي يصبح المجتمع شبيهاً بالحيوان المروض، أما زمام السلطة ومقاليد الحكم فتكون تحت سيطرة منظومة كمبيوترية معقدة لإدارة الطاقة الاجتماعية.. وفي نهاية المطاف يصبح كل عنصر في البنية الاجتماعية تحت مراقبة الكومبيوتر، عن طريق تحديد القدرة الشرائية الشخصية. وتبقى معرفة القدرة الشرائية الشخصية مضمونة لأن الكمبيوتر يسجل بشكل مستمر كل عملية شراء، وينسب البضائع المشتراة (حسب شريحة الأسعار الموجودة على الغلاف) إلى الشاري، مع إجرائه عملية الحساب على البطاقة الائتمانية التي تصبح في المحصلة  نوعاً من أنواع الرقم الوشمي (التشديد من المؤلف)، غير مرئي في الحالة الطبيعية. 

النموذج الاقتصادي

تم تطوير مشروع البحث الاقتصادي لجامعة هارفارد (عام 1948) من خلال أبحاث عمليات الحرب العالمية الثانية. تلخص هدف هذا البحث في إيجاد علم إدارة الاقتصاد: في البداية الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم اقتصاد العالم أجمع. أصبح واضحاً أنه مع توفر القاعدة الحسابية الضرورية والمعطيات، يصبح من السهل التنبؤ وإدارة الاقتصاد، كالتنبؤ بمسار الطلقة وإدارته (التحكم به). تم البرهان على ذلك كحقيقة واقعة، فضلاً عن أنّ الاقتصاد تحول إلى ما يشبه الطلقة التي تجري إدارتها والتحكم بها.. فقد كان الهدف الأولي من مشروع هارفارد هو تعريف البنية الاقتصادية، والقوى التي تغير هذه البنية، وطرق التنبؤ بسلوك البنية وإدارتها (التحكم بها)، وكل ما طلب هو المعرفة الجيدة بالبنى الحسابية والعلاقة المتبادلة بين الاستثمارات، والإنتاج، والتوزيع والطلب.. بالمختصر تم اكتشاف أنّ الاقتصاد يخضع للقوانين نفسها التي تخضع لها الكهرباء، ويمكن استخدام كل القاعدة الحسابية المتراكمة، والتجربة العملية وعلوم الكمبيوتر المستخدمة في مجال الكهرباء، (يمكن استخدامها) في دراسة الاقتصاد.

لم يجر إصدار أي إعلان عام عن هذا الاكتشاف، وبقيت وما تزال، أهم أقسامه في أقصى درجات السرية، كالأقسام التالية على سبيل المثال: تقاس الحياة الإنسانية في النموذج الاقتصادي بالدولارات، والشرارة التي تظهر عند تشغيل المفتاح الموصول مع الحمل التأثيري، هي النظير الحسابي لإشعال الحرب.

أكبر حاجز اصطدم الاقتصاد النظري معه هو وصف وتصوير التدبير المنزلي كالصناعة.. إنّها صعوبة كبرى، لأنّ نوعية استهلاك الأسرة خاص (فردي) ويتعلق بدوره بالدخل، والأسعار، والعديد من العوامل الاقتصادية الأخرى.

تم تخطي هذا الحاجز بطريقة غير مباشرة، وإحصائية باستخدام الاختبار بالصدمة لتحديد الميزات الجارية، التي تدعى بالمعاملات (المؤشرات) الاقتصادية.

في نهاية المطاف، وبما أنّ مسألة الاقتصاد النظري يمكن أن تحول ببساطة إلى مسألة في الكهرباء النظرية، وتحول النتائج التي نحصل عليها بالعكس، بالتالي، بالنسبة للاقتصاد فالمطلوب جداول بمعاملات (مؤشرات ـ ثوابت) التحويل والنظريات الأساسية فقط. كل ما تبقى يمكن الحصول عليه من الأعمال النموذجية في منهاج الحساب والكهرباء. بناء على هذه المقاربة ليس حتمياً نشر الأعمال الكاملة في الاقتصاد، مما يسهل بشكل ملموس المحافظة على سرية المشاريع. 

مخططات الصناعة

يحدد المفهوم المثالي للصناعة بأنّها المنظومة التي تحصل على المستلزمات من القطاعات الأخرى وتحوّلها على شكل بضائع تصلح للبيع والتوزيع في القطاعات الأخرى. تملك هذه المنظومة عدة مداخل ومخرجاً واحداً. ما يفهم في المجتمع تحت تسمية الصناعة في رقم واحد، هو في الواقع العملي مجمع كامل، تحت سقف واحد، ينتج بضاعة واحدة أو أكثر... 

طبقات الصناعة الثلاث

تقسم الصناعة إلى ثلاثة أصناف أو ثلاث طبقات حسب نوع الإنتاج:

الطبقة الأولى: رأس المال (الموارد).

الطبقة الثانية: البضائع (بضائع الاستهلاك).

الطبقة الثالثة: الخدمات (التأثير على السكان)

توجد صناعة الطبقة الأولى في ثلاثة مستويات:

1- طبيعي: مصادر الطاقة والمواد الخام.

2- حكومي: إصدار النقود المعادلة للناتج الوطني العام، وفائض النقود التي تزيد عن الناتج الوطني العام (التضخم النقدي).

3 - المصرفي: منح الأموال كقرض لزيادة القدرة الاقتصادية، عن طريق إيداع حسابات وودائع القروض.

صناعة الطبقة الثانية هي الصناعة التي تنتج بضائع الاستهلاك الحقيقية. هذه الطبقة بالتحديد هي التي يقيمها المجتمع على أنّها متطابقة مع مفهوم «الصناعة».

صناعة الطبقة الثالثة تنتج الخدمات، وليس البضائع الحقيقية. تتكون من الاستهلاك والحكومة، أما ما «تنتج» فهو النشاط البشري مع السكان في صفة الأساس الصناعي.

توحيد الصناعة

يمكن تصوير مجمل المنظومة الصناعية على شكل نموذج الصناعة ثلاثية الطبقات حسب نوع الإنتاج: 1 - رأس المال، 2 - البضائع، 3 - الخدمات. يتلخص عيب أو (قصور) هكذا تصور في أنّه من غير الممكن، على سبيل المثال، تحديد تأثير صناعة النسيج على صناعة التعدين. ينجم ذلك من أن صناعة النسيج وصناعة التعدين توجدان في طبقة واحدة، «صناعة البضائع»، ويجري فقدان الخصوصية الصناعية عند توحيدهما في طبقة واحدة.

النموذج ـ E

يتكون الاقتصاد الوطني من تيارات متلازمة في زمن الإنتاج، والتوزيع والاستهلاك، والاستثمار. إذا عيّنا (حددنا) كل هذه العناصر، بما في ذلك العمل، في وحدات قياس محددة، بعدئذ يمكن لاحقاً تصور التيار كتيار في الشبكة الكهربائية، الذي يمكن قياس قيمه (بارامتراته) وتغييرها لتنسجم مع الدقة المطلوبة.

يوجد ثلاثة عناصر إيجابية الطاقة في الكهرباء: المكثف، والريزستور، وملف التأثير، التي تقابل ثلاثة عناصر إيجابية في الاقتصاد، تسمى صناعة الرأسمال البحتة (النظيفة)، والبضائع، والخدمات..

تميز السعة الاقتصادية احتياطي رأس المال في هذا الشكل أو ذاك.

تميز الناقلية الاقتصادية مستوى تأمين المواد لإنتاج البضائع.

تميز التأثيرية الاقتصادية طاقة عطالة حركة الاقتصاد. تعرف هذه الظاهرة على مستوى السكان بالخدمات.

التأثيرية الاقتصادية

يملك الملف التأثيري الكهربائي تياراً كهربائياً، كظاهرة (حادثة) أولية، وظهور الحقل المغنطيسي، كظاهرة ثانية (تالية) (طاقة كامنة). تملك التأثيرية الاقتصادية في مقابل ذلك حركة الكتلة النقدية، كظاهرة أولية، ومجال نشاط السكان كظاهرة ثانية (طاقة كامنة). عندما تصغر حركة الكتلة النقدية، يعاني مجال نشاط السكان، للمحافظة على الحركة (في الحالة القصوى ـ الحرب).

الطاقة الكامنة للمجتمع هي نتيجة العادات الاستهلاكية، والمعيار، والنمط (ستندارت) الحياتي، وبشكل عام غريزة البقاء.

عوامل (ثوابت) التأثيرية للدراسة

1 ـ السكان..

2 ـ تأثير النشاط الاقتصادي للحكومة..

3ـ طريقة تمويل النشاطات المبينة أعلاه. (انظر مبدأ بيتر بافل ـ تضخم الكتلة النقدية). 

العلاقة المؤقتة

بين التذبذبات ذاتية التشكل

يمكن إعادة صياغة النموذج المثلي للصناعة في مجال الكهرباء بعدة طرق. الطريقة البسيطة ـ تصور الطلب عن طريق التوتر، والعرض كالتيار. بعد إجراء التحويل، تأخذ العلاقة شكلاً يسمى الناقلية الكاملة، والتي تعد نتيجة ثلاثة عوامل اقتصادية: 1- التيار غير المحسوب سلفاً، 2- التيار الحقيقي، 3- التيار المحسوب سلفاً.

يعد التيار المحسوب سلفاً سبب الميزة الحياتية بالاحتياط من الطاقة (التموين الغذائي) لمرحلة العجز (فصل الشتاء). يتكون هذا التيار من المتطلبات المطلوبة من البنية الاقتصادية لمرحلة عجز الطاقة (مرحلة الشتاء).

يتجلى التيار المحسوب سلفاً في الصناعة في عدة أشكال، يعرفها أحدها بالمورد الإنتاجي. يعبر عن هذه الحاجة الخاصة (الصناعة من نوع ـ الرأسمال الصافي) يعبر عنها في المصطلحات الكهربائية بالسعة، أما المورد أو المصدر ـ الشحنة المتراكمة.

يجري التأخير في تحقيق الحاجات والطلبات الصناعية نتيجة معامل حمل الإصدار المسبق.

لا يعاني التيار الحقيقي في الشكل المثالي من التأخير. إنّ التيار الذي يدعى تيار «استلم اليوم ـ أنتج (أصدر) اليوم»، يعبر عن ميزة الطلب الصناعية (الصناعة من نوع ـ الاستخدام النظيف) يعبر عنها في المصطلحات الكهربائية بالناقلية، إنّها تشبه السكر (الصمام) الاقتصادي (يشتت العنصر).

يعرف التيار غير المحسوب سلفاً بالطاقة الكامنة أو العادات. يعبر في الكهرباء عن هذه الظاهرة بالتأثيرية (المثيل الاقتصادي = الصناعة من النوع ـ خدمات صافية) في الذي تولد حركة التيار الكهربائي (المثيل الاقتصادي = حركة الكتلة المالية) تولد حقلاً مغنطيسياً (المثيل الاقتصادي = السكان النشطاء). والحقل المغنطيسي (السكان الفعالون ـ النشطاء) في حال تصغير التيار (حركة الكتلة المالية)، تصغر (الحرب) بإعطائها الطاقة للمحافظة على التيار (حركة الكتلة المالية ـ الطاقة).

البديل الآخر للحرب الملموسة كأثر اقتصادي، هو برنامج الرفاه والسعادة المفتوح (الدائم، الذي لا أجل له)، أو برنامج الفضاء المفتوح (الذي لا أجل له) (ذو) المنافع العالمية.

تتلخص صعوبات استقرار الاقتصاد في العديد من المتطلبات الكبيرة، والتي تحدَّد بـ: 1- المبالغة بالمتطلبات، الشح، و2- العدد الكبير من السكان.

تنتج العوامل المبينة أعلاه التأثيرية الاقتصادية الفائضة، التي يمكن أن تتوازن فقط من خلال السعة الاقتصادية (الموارد الفعلية والأسعار، أي البضائع والخدمات).

برنامج الرفاه الاجتماعي ـ هو منظومة قروض توازنية مفتوحة الأجل، لا غير، تخلق صناعة وهمية، مانحة لذلك القسم الفارغ من السكان سقفاً وغذاءً. يفيد هذا البرنامج لأنّ القسم الفارغ من السكان يمكن أن يخدم كجيش تحت تصرف النخبة.

يجب على كل من وقع في الصنارة الاقتصادية أن يذهب وراء النخبة. تتلخص طريقة إدخال كمية كبيرة من سعة الاستقرار في الاستلاف تحت مسميات «القروض». هذا هو القانون الرابع للحركة ـ الهجوم، الذي يتلخص جوهره في أنّ تتخذ إجراءات، وتهجر المنظومة حتى يعود رد فعل هذا الإجراء إلى نقطة التأثير ـ رد الفعل المؤجل.

وسيلة الإحياء هي تغيير المنظومة، وقبل ذلك تحصل ردة الفعل. يصبح السياسيون مشهورين في «زمنهم» بفضل هذه الطريقة بالتحديد، ويدفع المجتمع ثمن ذلك لاحقاً. وحدة القياس الفعلية لهذه السياسة هي: زمن التأجيل.

وتحصل النتيجة ذاتها عندما تطبع الحكومة نقوداً تفوق حدود إجمالي الناتج الوطني، وهذا ما يسمى في الاقتصاد بالتضخم. (التضخم هو طباعة نقد يفوق حد الناتج الإجمالي الوطني. يمكن للمتحكمين بالقرار تعليل ذلك بتغير أسعار حوامل الطاقة، أو بأي سبب آخر، وذلك بسبب عدم معرفة الأسباب الحقيقية، لكن السبب الحقيقي والوحيد للتضخم ـ هو طباعة نقد يفوق إجمالي الناتج الوطني). تصل الكمية الكبيرة من النقود إلى المجتمع ويجري توازن على الاستهلاك، وتظهر الثقة المزورة في الناس لفترة محددة من زمن حبس الوحش ضمن القفص.

يقود ذلك كله في نهاية المطاف إلى الحرب في سبيل المحافظة على التوازن، لأنّ الحرب هي عملية الإبعاد الجسدي للمقترض. والسياسة هي الناس الذين يتم استئجارهم بشكل جماهيري لتبرير الحرب، ولتحمل المسؤولية، وكأنّها تنظف الوعي الاجتماعي.

لو فكر الناس فعلاً بأشقائهم، لتحكموا باستهلاكهم (الشجع والشح وتراكم الحاصلات وغيرها..)، وفي هذه الحالة لن يعملوا وفق نظام الاقتراض وبرنامج الرفاه الاجتماعي، التي تقرض العامل لإرضاء «القمة»..

• يتبع. .

آخر تعديل على الإثنين, 01 آب/أغسطس 2016 13:07