الإمبريالية في القرن الحادي والعشرين

الإمبريالية في القرن الحادي والعشرين

صدر كتاب «الإمبريالية في القرن الحادي والعشرين: تحديثاً لنظرية لينين بعد قرن» بالإنكليزية في مدينة سان فرانسيسكو في فبراير من هذا العام عن حزب الاشتراكية والتحريرParty for Socialism and Liberation (PSL) ، الحزب الذي يناهض الإمبريالية وحروبها ويناصر كفاح الشعوب، ويؤمن بأن الحل الوحيد لأزمة الرأسمالية المتفاقمة هو التحول الاشتراكي للمجتمع، وفقاً لوصف الكاتب مسعد عربيد في جريدة الأخبار اللبنانية.

ويتناول الكتاب وفقاً للكاتب (حالة الإمبريالية من خلال قراءة متجددة لكتاب لينين «الإمبريالية: أعلى مراحل الرأسمالية» (1916) في ضوء التطورات السياسية والتاريخية التي ألمّت بالعالم عبر القرن المنصرم. وفي تحليله لهذه التطورات يرى المؤلف أنها جاءت لتؤكد الطروحات النظرية الأساسية التي ذهب إليها لينين آنذك). 

ووفقاً للدكتور عربيد فإن الكتاب: (يكشف باستفاضة عن الوقائع التاريخية التي تؤكد أن الحرب الإمبريالية التي تحدث عنها لينين عام 1916 لم تتوقف حتى يومنا هذا بل استمرت بأشكال واتجاهات أخرى).

يولي الكتاب أهمية خاصة لمفهوم أو عقيدة «الحرب الدائمة» أو «الحروب اللانهائية» وهو مفهوم يختلف عن غيره من مفاهيم الحروب الأميركية السابقة، ويحظى بموافقة الحزبين الأميركييْن الحاكميْن (الديمقراطي والجمهوري)، بل لقد التزمته منذ عام 1990 كل الإدارات الأميركية، وذلك وفقاً لوصف عربيد. 

أما السؤال المهم الذي طرحه الكتاب وحاول الإجابة عنه فيلخصه عربيد: هل تمرّ الإمبريالية الآن في مرحلة انتقالية جديدة؟ وهل تلوح في الأفق هزّات جديدة؟

وينقل عربيد عما ورد بالكتاب بأنه في: (مجال الاقتصاد العالمي، فقد ظهرت قوى رأسمالية جديدة، دول البريكس (برازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، كلاعبين رئيسيين في الساحة الدولية. وهنا يؤكد المؤلف أن هذه الدول مندمجة إلى حدٍّ كبير في النظام الرأسمالي العالمي، وهي لا تشكل معسكراً (كما كان المعسكر الاشتراكي، على سبيل المثال) لكنها تستطيع أن تشكّل «عوامل رئيسية» مستقلة القرار في السياسة الدولية، وذلك بفضل مساحتها الجغرافية الشاسعة وثقلها الديمغرافي ووفرة مواردها الطبيعية وتطورها الصناعي والاقتصادي.(

على حد تعبير الدكتور مسعد فإن الكتاب (يظل أميناً لنهجه في محاربة الإمبريالية حتى يصل إلى خاتمته مستشرفاً بأنه بالرغم من كل هذه التغيرات الجذرية والعميقة، غير أن أمراً واحداً لم يتغير منذ زمن لينين، هو أن مهمة الثوريين تتمثل اليوم، كما كانت، في تغيير الواقع، وهو ما لا يمكن إنجازه دون فهم واضح للعالم والنظام الرأسمالي العالمي، ودون التأسيس لاستراتيجية مكافحة هذا النظام. وهو ما يؤكد المؤلف أنه الغاية من الكتاب.

إعداد قاسيون نقلاً عن الأخبار اللبنانية

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2016 14:19