أمريكا وبريطانيا.. تنسقان لتقويض «مينسك2»

ترجمة : جيهان الذياب

يبدو محور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عازماً على إرسال جيشه المثير للاشمئزاز من مجرمي الحرب إلى أوكرانيا، وذلك من خلال نشر الأكاذيب ولوم روسيا بسبب الصراع في دونباس.
ومن الجلي أن من يتطلع إلى تصعيد النزاع والحفاظ عليه ساخناً ودموياً، هو محور الولايات المتحدة/ المملكة المتحدة. أما الآن، فإن الاتحاد الأوروبي يحاول التدخل بعد أن حاول مؤخراً العمل على حل سلمي من خلال مينسك2
الإعلان عن نية تقويض مينسك 2
ذكر الكولونيل في القوات الجوية الأمريكية، مايكل فوستر: «سنقوم بإرسال كتيبة إلى أوكرانيا لتدريب القوات الأوكرانية على القتال الذي يحصل الآن.. ستقوم ست شركات من الولايات المتحدة بتدريب ست شركات أوكرانية خلال فصل الصيف». وأضاف: «سيجري التدريب على مستوى شركات الحرس الوطني الأمريكية والأوكرانية.. إن القوات الأمريكية تخطط للبقاء ستة أشهر». وأشار إلى أن «هناك مناقشات حول كيفية زيادة مدة ونطاق مهمة التدريب». وعلى الشاكلة نفسها، أعلنت المملكة المتحدة أنها سترسل نحو 75 فرداً من قواتها العسكرية إلى أوكرانيا.
هذا يذكرنا بليبيا والمهمة التي نُفذت هناك. فبعد الحصول على قرارات الأمم المتحدة التي كانت تقتصر على منطقة حظر جوي، شرع حلف «شمال الأطلسي» في توسيع هذا النطاق، وذلك بقصف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بعد إغراق المكان بالإرهابيين والمرتزقة الأجانب. والنتيجة اليوم هي الفوضى الشاملة، نظام غابة فعلي حيث القوي يأكل الضعيف ويسيطر فيها البؤس والحرمان.
هنا، يجدر التذكير بالبند العاشر من اتفاقية «مينسك2»، والتي تؤكد على «سحب جميع الوحدات المسلحة الأجنبية والمعدات العسكرية، وكذلك المرتزقة من الأراضي الأوكرانية تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون، ونزع سلاح كل الجماعات المسلحة غير الشرعية».
ينطبق هذا أيضاً على «الناتو» والولايات المتحدة/ المملكة المتحدة، الذين يبحثون عن أي مهرب لعدم تنفيذ مقررات «مينسك2» بينما يكيلون الاتهامات الباطلة بحق روسيا؟
كذلك تجدر الإشارة إلى أن من بين المتباكين على سلامة أراضي أوكرانيا جميعهم، لم تتورع كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عن انتهاك سلامة الأراضي الأوكرانية عندما أطاحوا بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً في أوكرانيا، باستخدام العنف، ونصبوا حكومة عميلة مدربة من الولايات المتحدة لتسهيل نيتهم الاستيلاء الكامل على أوكرانيا، ومن ثم السيطرة على القاعدة البحرية الروسية في شبه جزيرة القرم.
لجر روسيا إلى حرب طويلة
يريد دعاة العولمة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الحرب بشدة، فهم يرغبون في جر روسيا إلى صراع دموي طويل. لم يعد خافياً على أحد محاولتهم كسر روسيا، حتى لو تطلب الأمر تقسيم روسيا من أجل سرقة مواردها. هذا هو بالضبط ما فعلوه في العراق وأفغانستان وليبيا.
يتجلى همُّ الإمبراطورية الأمريكية قبل كل شيء في الحصول على الموارد، وتدمير الدول، وبناء حكومة عالمية من شأنها أن تسيطر وتملي الأوامر المطلقة على كل بقعة من الأرض. فما الذي ستتعلمه القوات الأوكرانية من القوات الأمريكية والبريطانية؟ كيفية قتل المدنيين العزل بكفاءة أكبر!!
وعلى الأرجح في حال دخول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أو حتى قبل حدوثه بقليل، أن تقوم روسيا بتناول ذلك الموضوع في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يجب أن يكون هناك تحذير حازم يوصي بالبقاء بعيداً عن أوكرانيا.
خطة أمريكية قيد الانتظار
أصبحت خطة الولايات المتحدة الأمريكية لتدريب مقاتلي الحرس الوطني الأوكراني بانتظار تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمناوئين لها، حيث قال متحدث رسمي باسم القوات الأمريكية في أوروبا يوم الجمعة : «إن المهمة التدريبية التي تم الإعلان عنها في شهر آب من العام الماضي قد تقرر البدء فيها هذا الشهر، حيث ستقوم فصيلة واحدة من الجنود الأمريكيين بتدريب ثلاث فصائل من الحرس الوطني الأوكراني». لكن المتحدث الرسمي باسم القوات الأمريكية في أوروبا أكد على وجود تأخير في ذلك، وصرح قائلاً: «تود الحكومة الأمريكية رؤية اتفاق مينسك قيد التنفيذ».
هل هذا صحيح؟ أم أن الهجوم قد علّق تنفيذه بالفعل؟ كان من الممكن أن يسرّع المضي قدماً في ذلك حدوث حرب ضخمة جداً، نتيجة النية الأمريكية المبيتة للتسلل خلف الحدود الروسية. لن تكون هذه المرة الأولى كما يعرف الجميع، هناك العديد من المرتزقة الأجانب الموجودين في البلاد دون أي أمل للتخلص منهم.
تحذيرنا الأخير..
كان أمر الهدنة جاذباً لجميع وسائل الإعلام، وبالأخص لمن يعمل في «دونباس». إلا أن هدنة «مينسك2» لم تكن الأولى، ورغم جديتها هذه المرة إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان إجهاضها.
اليوم، يقوم الجيش الأوكراني بتعبئة قواته لهجومٍ محتمل جديد، هذا هو المقصود من «المتدربين» الذين تعمل على صنعهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهم الأكثر تضرراً من سيناريوهات السلام التي ترعاها روسيا والدول المحبة للسلام.

إعلانات تجارية لتجنيد عملاء!

ما يثير الضحك بشكلٍ هيستيري، هي الإعلانات المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية بغية تجنيد عملاء روس لها. لننظر فقط إلى العروض التي يقدمها موقع «كريغليست» في ولاية كاليفورنيا: «مطلوب رجال روس/ أوكرانيين بأجرة 19 دولار في الساعة في كاليفورنيا، نحن شركة «الجبل الجليدي للحلول التكنولوجية» إننا مجموعة من المتعاقدين العسكريين الذين يعملون مباشرة مع قوات البحرية الأمريكية في إطار مساعدتهم في برنامج المحاكاة التدريبي الخاص بهم. ونبحث حالياً عن لاعبين لأدوار أشخاص من أصول أوكرانية أو/و روسية ويمتلكون مهارات في تلك اللغات، نحتاج لذكور تتراوح أعمارهم بين 18 و 65».
لقد رأينا مثل ذلك من قبل، إنه تحضير لمسرحية يتم فيها اتهام القوات الروسية عن طريق من يرتدي زي الجنود الروس أو ما يعرف بعملية «العلم المزيف»، وهذا ما جرى اللعب عليه في أكثر من مكان حول العالم، حيث اعتمدت أمريكا هذه الطرق لإشعال فتيل النزاعات بين شعوب البلدان التي دخلتها أو التي حاولت أن تدخلها.

*عن موقع صحيفة «البرافدا» بتصرف