روسيا ـ الصين: ترابط المرحلة  حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل «أبيك» 1/2

روسيا ـ الصين: ترابط المرحلة حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل «أبيك» 1/2

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوسائل الإعلام الصينية قبيل مشاركته في قمة «التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي- الأبيك»، في بكين: «إن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي هي مجرد محاولة أخرى من قبل الولايات المتحدة لخلق تعاون اقتصادي يخدم مصالحها الخاصة».


ترجمة: جيهان الذياب
أجرى الرئيس فلاديمير بوتين مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية الرائدة أثناء التحضير لزيارته إلى بكين، حيث شارك في قمة «أبيك» في العاشر من تشرين الثاني.
الصين رئيس «أبيك»:
مبادرات ضخمة
سؤال: ستعقد قمة أبيك المقبلة قريباً في بكين. كيف ترى روسيا دور هذه الشراكة؟ ماذا يتوقع الجانب الروسي من هذا اللقاء؟ في رأيك، كيف يمكن تعزيز التعاون بين روسيا والصين في إطار هذا المنتدى من أجل المساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؟
فلاديمير بوتين: أثبت التطوير التدريجي لشراكة «الأبيك» خلال ربع قرن، وبشكل مقنع، أهمية هذا النوع من الشراكة الموثوقة، كمنبر للاتفاق على «قواعد اللعبة» المشتركة لمعدل النسبة السنوية في التجارة والمجال الاقتصادي.
ومن الجدير بالذكر، أن جميع القرارات التي تم التوصل إليها في إطار المنتدى تعتمد على أسس الاحترام المتبادل ومراعاة مصالح بعضنا البعض، مما يعكس روح «أبيك». في ظل الظروف الراهنة، عندما تفضل بعض الدول للعمل على الساحة الدولية باستخدام أساليب الضغط السياسي والاقتصادي وحتى القسري غالباً، يصبح دور «أبيك» باعتبارها آلية تنسيق فعالة لبناء بنية إقليمية جديدة أمراً لا غنى عنه.
وتشارك روسيا بشكل فعال في أنشطة «الأبيك». وتساهم هذه المشاركة على نطاق بلدنا كاملاً في عمليات التكامل الإقليمي في تنمية الاقتصاد الوطني والمجال الاجتماعي، لتنمية مناطق سيبيريا والشرق الأقصى.
وأعدت الصين، كرئيس لأبيك في عام 2014، مجموعة ضخمة من المبادرات. على سبيل المثال، خريطة طريق لاعتماد منطقة تجارة حرة في آسيا والمحيط الهادئ. ووضعت خطة لتوفير تدابير محددة تهدف إلى تعزيز التماسك الشامل في المنطقة، بالإضافة إلى طرق تطوير مبتكرة وإصلاحات هيكلية.
نحن عازمون على مواصلة التعاون البناء الوثيق تاريخياً مع رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، خلال المناقشات القادمة، بما في ذلك تنفيذ قرارات مؤتمر القمة. وأنا مقتنع بأن لقاء قادة «أبيك» في بكين سيقدم مساهمة كبيرة في توطيد مزيد من الشراكة المتكافئة والمنفعة المتبادلة في المنطقة.
روسيا- الصين: علاقات القرن الواحد والعشرين
سؤال: في الوقت الراهن، العلاقات الروسية - الصينية ديناميكية للغاية. صنعت الأطراف تقدماً مهماً في التعاون في مجال صناعة الغاز الطبيعي، وتم تنفيذ أنشطة ناجحة في سياق سنوات التبادل الشبابي الودية. ما هو تقييمكم للتقدم الذي أحرزته العلاقات الروسية-الصينية في هذه المرحلة؟ وما الخطوات التي يستعد الجانب الروسي لاتخاذها من أجل تعميق التعاون الاستراتيجي الشامل والشراكة مع الصين؟
فلاديمير بوتين: تعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية هي من أولويات السياسة الخارجية لروسيا. اليوم، وقد وصلت علاقاتنا إلى أعلى مستوى من الشراكات القائمة على الثقة المتبادلة العادلة والشاملة، والتفاعلات الاستراتيجية في تاريخ البلدين. نحن ندرك جيداً أن هذا التعاون في غاية الأهمية سواء بالنسبة لروسيا أو الصين.
لقد اتخذنا مواقف متماثلة أو حتى متطابقة حول القضايا العالمية والإقليمية الرئيسية على جدول الأعمال الدولي. وقد تشارك بلدانا التعاون الفعال على مختلف الصعد متعددة الأطراف وهناك تنسيق وثيق في معالجة المخاوف الدولية ذات الأهمية.
وأصبحت العلاقات بين روسيا والصين عاملاً حاسماً في استيعاب مصالح السياسة الخارجية للبلدين في القرن الواحد والعشرين، ولعبت دوراً هاما في تأسيس نظام عالمي عادل، منسجم وآمن. وفي الوقت نفسه، تدعم العلاقات الثنائية بيننا إمكانات كبيرة لمزيد من التطوير التدريجي.
وأود أن أؤكد على أن بلدانا اليوم يواجهان مهاماً متشابهة. أولاً وقبل كل شيء، نحن بحاجة إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز قطاعات التكنولوجيا المتطورة. ونتشارك أيضاً الأولويات في قطاعات كثيرة، مثل الحفاظ على الطاقة وكفاءة الطاقة، وتطوير الجديد في تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة النووية والفضاء الخارجي وحماية البيئة وإنتاج الأدوية الحديثة والمعدات الطبية.
لقد عززنا تعاوننا بشكل كبير في قطاع الطاقة. قمنا ببناء ووضعنا خط أنابيب النفط من روسيا إلى الصين موضع التنفيذ، وأبرمت اتفاقات تنص على زيادة في إمدادات النفط الخام. وفقا للاتفاقيات السابقة بيننا، نمت صادراتنا من موارد الطاقة إلى الصين وتم الاضطلاع بأنشطة مشتركة تهدف إلى استكشاف واستخراج النفط الخام والفحم في روسيا. وتم إطلاق مشروع بناء كبير مصفاة نفط مشتركة في الصين. ويجري تنفيذ مشاريع متعلقة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية بنجاح.
وتم إبرام اتفاق الغاز الطبيعي الطموح والهام في تقدم كبير وواضح هذا العام. في أيار، اتفقنا على تقديم إمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين من خلال المسار الشرقي. وينص العقد على توريد 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً ولمدة 30 سنة. وهو أكبر اتفاق طويل الأجل في تاريخ علاقاتنا الثنائية وتاريخ التجارة العالمية بشكل عام. وعلاوة على ذلك، توصلنا إلى تفاهم من حيث المبدأ بشأن افتتاح المسار الغربي. وتم التوافق بالفعل على العديد من الجوانب الفنية والتجارية لهذا المشروع، لوضع أساس جيد للوصول إلى الترتيبات النهائية.
وتتميز روسيا والصين كبلدان ذات تقاليد غنية وثقافة متميزة، لذلك تصبح العلاقات الإنسانية ذات أهمية خاصة بالنسبة لهما. بفضل مشاريع فريدة من نوعها، مثل سنوات الوطنية (عام روسيا المعلن في الصين في عام 2006 وعام الصين في روسيا في عام 2007)، وسنوات اللغات الروسية والصينية (2009-2010)، وسنة السياحة في روسيا والصين (2012-2013)، فقد توسعت علاقاتنا في مجال التعليم والعلوم والثقافة والسياحة والرياضة والرعاية الصحية بشكل كبير.
«الأخوّة في السلاح»
أساساً لعلاقتنا
السؤال: سيتم الاحتفال بالذكرى السبعين للانتصار على النازية في العام المقبل. ستقوم روسيا والصين بتنفيذ سلسلة من الاحتفالات إحياءً لذكرى هذا الحدث. في رأيك، ماذا يعني الاحتفال المشترك من قبل دولتين، بهذا التاريخ، للحفاظ على الذاكرة التاريخية، ووضع حد لمحاولات إنكار نتائج الحرب العالمية الثانية والمساهمة في السلام العالمي؟
فلاديمير بوتين: سيتم الاحتفال بتاريخ هام جداً في روسيا في التاسع من أيار 2015 - الذكرى السبعين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى. وستجري في بكين في الثالث من أيلول 2015، احتفالية في ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الشعب الصيني، الذي أجبر الغزاة على الخروج من بلده.
اتفقنا مع رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، في سياق المفاوضات في شنغهاي، التي وقعت في شهر أيار، أننا سنحتفل بهذه التواريخ التي لا تنسى سوية، كما تم الإشارة إليه في بياننا المشترك.
كان الاتحاد السوفياتي والصين، خلال الحرب، الحلفاء الذين ناضلوا ضد عدو مشترك، كتفاً إلى كتف. صمدت بلداننا بشرف في اختبار قاس وتحملت العبء الأكبر من المقاومة ضد المعتدين. في المراحل الأخيرة من الحرب، ضحى عشرات الآلاف من مواطنينا بأرواحهم من أجل تحرير شمال شرق الصين. وأود أن أشكر أصدقاءنا الصينيين لموقفهم اليقظ تجاه ذكرى الأبطال، نبض الشرف، أبطال الحرب. وقد وفرت لنا الأخوة في السلاح والمساعدات المتبادلة لشعوب بلداننا، أساساً متيناً للعلاقات بين روسيا والصين في الوقت الحاضر.

المصدر: موقع RT بالإنكليزية.