أولويات الطبقة العاملة لا تتقاطع مع الرسائل الإعلامية للاتحاد
نشر الاتحاد العام لنقابات العمال- عبر أبرز صفحاته الرسمية «صوت عمالي في الجمهورية العربية السورية» يوم 11 تشرين الأول- منشوراً يوضح فيه ما أنجزه من نشاطات وفعاليات خلال شهري أيلول وتشرين الأول، ليلحقه بمنشور آخر في 18 من الشهر الجاري يتابع فيه عرض نشاطاته الخارجية معنوناً المنشور «أبرز مشاركات الاتحاد العام في الفعاليات والاجتماعات خلال النصف الأول من تشرين الأول» ومن خلال تصفح ما سلف، نرى اهتماماً وحرصاً من مسؤولي المنظمة على عرض مشاركات ونشاط الاتحاد العام بطريقة منسقة ومكثفة، توضح جملة تلك المشاركات، وخلاصة نتائجها، ومحتوى حواراتها وحدد المنشور الأول الغاية من هذا الإجراء الإعلامي بشكل مباشر، نقتبس منه كما ورد «في إطار جهود الاتحاد المستمرة لتعزيز الشفافية، وتوثيق الأعمال المبذولة لخدمة العمال والمجتمع» انتهى الاقتباس.
– محرر الشؤون العمالية
انقسمت نشاطات الاتحاد العام المعلن عنها بين داخلية وخارجية، وبالنسبة للنشاطات الداخلية فقد شملت وفق المنشور أنشطة ميدانية وتنظيمية، حيث تم تنفيذ 23 جولة للاتحاد العام على المحافظات و 12 جولة للاتحادات الفرعية، وجولتين مع وزارة الإدارة المحلية، وندوة رياضية بالتعاون مع اتحاد التربية، واجتماع تنسيقي مع غرف التجارة وبفقرة الاجتماعات والمؤتمرات، تم عقد 4 جلسات تشاورية لرئيس الاتحاد، واجتماعين له مع منظمة العمل العربية والدولية و12 اجتماعاً للمكاتب التنفيذية للاتحاد، و 5 مؤتمرات فرعية، واجتماعاً واحداً لصندوق الإسكان وحاولنا متابعة ما نشرته الصفحة خلال نفس المدة المذكورة للاطلاع على مجريات ومخرجات الجولات والندوات والاجتماعات، لعلنا نقف على نتائجها وتوصياتها، فهنا تكمن أهميتها بالنسبة للطبقة العاملة والنقابيين والإعلام العمالي على حد سواء، ولم نجد إلا القليل منها، والتي تخص عمل بعض الاتحادات الفرعية، مما جعلنا نتساءل عن جدوى عرض تعداد النشاطات والفعاليات، إن كانت غير واضحة الغاية والنتائج، وهذا يتعارض مع الغاية من عرضها ونشرها، والتي ألزم الاتحاد نفسه بها لا أحد غيره، ألا وهي «تعزيز الشفافية وتوثيق الأعمال المبذولة لخدمة العمال» وكان حرياً بالاتحاد العام استكمال هذه المبادرة المطلوبة، لما تحمله من أهمية بالغة، من خلال عرض مجريات ونتائج مجموع النشاطات الداخلية للاتحاد، أسوة بالنشاطات الخارجية والإنجازات الرياضية التي خصص لها إعلام المنظمة مساحات كبيرة، وبعشرات المنشورات المليئة بالتفاصيل والإسهاب.
شفافية في العناوين وغياب للتفاصيل والنتائج
يتضمن المنشور أيضاً، فقرتين، هما: التطوير والرعاية الاجتماعية والأنشطة الثقافية والرياضية وفيهما عرض عددي لما تم من حوارات وندوات ومشاركات وإنجازات رياضية وغيرها، ورغم أهمية كل ذلك، وعلى جميع الأصعدة، فإنها تتعارض مع أولويات الاهتمام العمالي، خاصة في الظروف التي تمر بها الطبقة العاملة بكافة الجوانب المعيشية والصحية والاجتماعية، حتى يكاد أن يكون كل ذلك ترفاً لا يسمن ولا يغني من جوع، وإن كان الاتحاد العام جاداً بتبني الشفافية والتوثيق، فإننا بحاجة لمخرجات الاجتماعات والنقاشات والجولات الميدانية بالملفات الساخنة، التي تهم العمال كقضية العمال المفصولين والمهددين بالفصل، والمنشآت الصناعية المتوقفة عن العمل، وازدياد الهوّة بين الأجر والمعيشة، وغياب الرؤى والبرامج الاقتصادية القادمة، من هنا فإن مخرجات اجتماع واحد للمكتب التنفيذي توضح موقف المنظمة العمالية، وأدوات نضالها في ملف المفصولين وإصراراها على مقاومته، والضغط من أجل إلغائه بكافة الوسائل المشروعة، هو ما يحتاجه العامل اليوم كي يطّلع عليه، فالغاية من طرح أي برنامج أو خطة عمل، أو نتائجها، أن تعبر عن العمال وتحاكي وعيهم، وترفع من شأنه، وتحشد قواهم في مواجهة مظلوميتهم، والدفاع عن حقوقهم الجامعة، وهذا وحده الكفيل بردم الهوّة الواسعة بين قاعدة التنظيم ورأسه، وإن أي اكتفاء بعرض عددي أو شكلي لعمل المنظمة بكافة هيئاتها ،سيبقى بنظر الطبقة العاملة وحلفائها وأصدقائها مجرد رسائل إعلامية لا تعكس واقعهم المأساوي، ولا تؤثر به، وبالتالي تفقد معناها وقيمتها حتى إن كانت تقدمية الطابع والشكل، ومن المفترض أن تستمر هذه المبادرة وتتطور بالاتجاه الصحيح الذي يصب في مصلحة العمال وتنظيمهم النقابي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1248