بصراحة .. بأيِّ همٍّ عُدتَ يا عيدُ؟

بصراحة .. بأيِّ همٍّ عُدتَ يا عيدُ؟

قبل العيد بأيّام يدور الحديث المعتاد بين العائلات: ماذا سنشتري وماذا سنحضر؟ وكل النقاشات المطوَّلة التي تجري بهذا الخصوص تنتهي، ويصمت الجميع أمام الحال العسير الذي يعيشونه وأمام الواقع المرير الذي يصدمهم في كلّ مطلب من مطالبهم التي يحتاجونها، وأمام أطفالهم الذين يحلمون بلباس جديد للعيد ويحلمون بـعيديّة تمكنهم من اللعب واللهو في تجمّعات العيد. إنها مطالب بسيطة لحياة الفقراء المُعاشة، ولكنْ المعقَّدة جداً، بسبب ضعف الحال وخلوّ جيوبهم من أية إمكانية حقيقية لتلبية تلك المطالب.

تحدثتْ معي إحداهن، وهي من الأقرباء، عن الواقع المُعاش ومرارته وطرحتْ سؤالاً بحجم مأساتها التي تعيشها، والسؤال مشروع ومحقٌّ وهو: لماذا أقصتْنا الحكومةُ عن عملنا لنصبح أكثر فقراً، ونحتاج القاصي والداني لمساعدتنا؟ ما هي الفائدة التي تحصل عليها الحكومة من إفراغ جيوبنا بالرغم من قلّة ما يتواجد بها؟ ألا تحسبُ حسابَ أنّ الجوعَ كافر وقد يشعل أموراً لا يعلم بنتائجها إلّا الله؟
في الحقيقة، الإجابة عن تلك الأسئلة كانت صعبة واحتاجتْ لوقت طويل من الأخذ والردّ للإجابة عنها.
تصريحات الحكومة المؤقَّتة حول الوضع المعيشي تُعاكِس ما هو معاش ويعانيه الناس بحياتهم اليومية في كل المجالات، وتؤكِّد ما يعيشه الناس حقيقةً في استنتاجاتهم التي توصلوا إليها بتجربتهم المُعاشة حول النهب عالي المستوى للُقْمةِ الفقراء وتركهم يعانون.
بمرورٍ خاطفٍ في هذه الأيام، قبل أنْ يحلّ العيد بأيام، على بعض الأسواق التي توصف أنها شعبيّة وتنتشر فيها بسطات «البالة» في كلّ زاوية من الزوايا، نرى الاكتظاظ الكبير للأطفال وأهاليهم في تلك الأماكن التي يجري فيها بيع الألبسة، الشعبية من حيث الأسعار، في منطقة الزاهرة والمجتهد والقنوات، وغيرها من المناطق الأخرى – مرورٌ خاطفٌ يكفي لترى العجَب العُجاب من تلك الأسعار، مع أنّها تسمَّى «شعبية»، ولكن الفقراء من الشعب يقفون في حيرةٍ من هذه الأسعار؛ كيف سيتدبرون أمرهم مع أطفالهم المنتظرين لعملية الشراء ليفرحوا بقدوم العيد كما يقال. ولكن للأسف يُشترى ما هو الضروريّ جداً فقط، وهذا مشهد يعكس حال الناس وأوضاعهم ويعكس أيضاً مدى القهر والإذلال الذي يعيشه الناس كي يحصلوا على ما يمكن الحصول عليه من حاجاتهم وحاجات أطفالهم وغيرها من الأشياء.
أيّها الناس الفقراء اسمعوا وعوا: لن يحكَّ جلودَنا سوى أظافرنا والمفهوميّة عندكم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1220