عندك حل تاني؟؟
خرجت ريم في أحد احتجاجات العمّال التي كثرت هذه الأيام، احتجاجاً على قرارات حكومة تصريف الأعمال الجائرة بحقهم، مطالبين ومطالبات بإلغاء كل تلك القرارات التي أصبحت بالنسبة للغالبية منهم القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد كل المعاناة والظلم الذي تعرضوا له أيام السلطة الساقطة. ورغم قلة الأعداد التي نراها بالاعتصامات والاحتجاجات وعدم التجاوب معها، إلا أنها مستمرة باستمرار مظلوميتهم وأوجاعهم وانقطاع أرزاقهم وقوت أولادهم، معتبرين أنفسهم بأنهم خُذلوا شَرَّ خِذلان وتلقّوا ما لا يستحقونه، فكما قال أحدهم: لم يذهب طعم المرّ من فمي حتى سُقينا المرَّ من جديد.
ريم عاملة سابقة بالمؤسسة العامة للكهرباء، قبل أن تسرِّحها الحكومة الحالية وتفصلها من عملها، هي والكثيرين غيرها، تحت مبررات وذرائع غير مفهومة بالنسبة للغالبية العظمى من العاملين المسرَّحين. وأثناء وجودنا في الاحتجاج، تحدَّثنا إليها لنحاول التعرُّف عن كثب على دوافع وأسباب وجودها الدائم في تلك الاحتجاجات.
معلش تحكيلنا شو صاير معك؟
معلش أكيد، ببساطة فصلوني من وظيفتي قال لأنّه المؤسسة فيها فائض عمالة وواسطات ومفيّشين، مع العلم إنه أنا عم اشتغل عن 3 موظفين فعليّاً، والفائض الحقيقي هو أصلاً المفيِّشين يلّي ما نزلوا ع الشغل صرلهم فترة طويلة، وبيقبضوا رواتب عادي! مو معقول يجي اسمي أنا كفائض عمالة ويقعّدوني بالبيت، وهدول المفيّشين يلي أنا عم اشتغل عنهم ما تنزل أسماءهم بالقائمة!
طيب شو مطالبكم؟
مطلبنا واضح، نحنا أبداً مو ضد الحكومة إذا بدها تكافح الفساد، ولا ضد اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الموظفين المفيّشين والفاسدين واللي قالت عنهم أشباح، بس الفكرة مو يروح الصالح بدل الطالح، مطلبنا إلغاء القرارات الجائرة بحقنا، كل القرارات يلي طلعت ضد العمال بدنا يتم التراجع عنها، وبعدين يشكلوا لجان أو هيئات شو ما بدهم تدرس وتبحبش وتعرف مين فاسد، وتميز بينهن وبين الموظف الشريف بغض النظر عن طبيعة عقدو وطبيعة شغلو. والله التقييم مو هيك، في ناس فنت عمرها بهالوظيفة وهي عم تخدم الناس والبلد برواتب ما بطعمي خبز، فبدل ما يكافؤونا ويدعمونا بسرّحونا وبيفصلونا من الشغل بجرّة قلم؟!
تحكيلنا ليش انزلتي ع الاعتصام؟
طالعة من بيتي مو تاركة بالبيت شي يفطروا عليه الأولاد بغيابتي، ولأوصل لهون اجيت مشي ساعة كاملة وأنا عالطريق، لأنو لازم أجي، لأني إذا ما اجيت ودافعت عن حقوقي ورديت الموت عن عيلتي، الموت جاية جاية، في كتير حدا بقول ما حدا بموت من الجوع، مو صحيح هالحكي. وإذا نحنا ناس مستورين وما منحكي ولا منشكي مو معناتا انو نحنا بخير، ما عنا شي، الوضع كتير سيّئ، ومو ذنبنا كل اللي صار، ما في شي بصير بهالبلد إلّا نحن مناكلها أول الشي، حال البلد واقف، والناس بقيت بلا شغل وبلا مصاري، والمعيشة ما بترحم. بقلولك رخصت الدنيي، عند مين رخصت؟ عند اللي بالأساس معو مصاري، مو نحنا. بالعكس ما بكفي ارتفع علينا حق الخبز هاد لحالو مصيبة، لأنو وجبتنا الأساسية، نحنا ما منفطر كاتو وكروسان وكيوي. وعلى فكرة هاد مو أول احتجاج ومالح يكون الأخير، لأنو ما عنا خط رجعة، لوين بدنا نرجع أصلاً؟ بدنا نرجع عشغلنا ونحفظ كرامتنا، وعلى فكرة رغم كل هالاعتصامات، وما في ولا مسؤول عم ينزل يشوف هالعالم ويعرف أوضاعها، ويتصرف على هاد الأساس. يجوا عبيوتنا شوفونا كيف عايشين، وشو عم ناكل، خليهم يعرفوا كيف بيوتنا مليانة برد ومرض وجوع كمان. لهيك ما ضل قدامنا إلّا إنه ننزل ع الشارع ونحكي ونطالب بأعلى صوت.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1214