لابد من إحياء العمل النقابي

لابد من إحياء العمل النقابي

تتجلى أهمية دور النقابات لمواجهة هذا الواقع المأساوي أكثر من أي وقت مضى. باعتبارها المدافعة عن حقوق العمال، الملقاة على عاتقها المسؤولية في التأكد من أن كل العمال، يعيشون بكرامة واحترام في مكان عملهم من خلال أجور تقيهم لظى الغلاء الفاحش. في هذا العالم الذي يتغير باستمرار، ويتميز بتحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، يجب على النقابات التكيف للبقاء على صلة بقواعدها وفعالة في نضالها. لتعزيز العمل النقابي في مواجهة الصعوبات التي يواجها العاملون بأجر.

يدور بين كافة العاملين بأجر والعديد من النقابين في ظل هذه الموجة الثانية من الحراك الشعبي، الأسئلة التي قد طرحنا البعض منها سابقاً، والتي تدور من خلال النقاشات بين أوساط العمال والنقابيين والتي منها، هل هذه النقابات تعمل على تمثيل العمال؟ وما هو شكل العلاقة التي يجب أن تكون بين العمال والنقابات؟ وكيف يمكن أن تخوض النقابات نضالاً عمالياً حقيقياً يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للعمال من أجور مجزية وغيرها من الحقوق. وأين الأدوات والوسائل التي تستخدمها النقابات؟ وكيف يجب أن تعمل النقابة على ترسيخ وعي العمال بالعمل النقابي؟ ما هي الأهداف التي تسعى النقابة إلى تحقيقها؟ ما هي العلاقة بين النقابات، والأحزاب السياسية الوطنية وكيف يجب أن تكون؟
كيف سيكون دور النقابات في تعبئة العمال من أجل الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، التي تهدف في نهاية المطاف إلى تحسين الأوضاع المعاشية، وحقوقهم التشريعية وتأمين فرص العمل لجميع طلاب العمل.
ربما السؤال الأهم ما العمل من أجل نقابة عمالية وديمقراطية، تعمل على أن يشعر العمال، بالتحسين المستمر، لأجورهم وأوضاعهم المعيشية وظروف عملهم وسلامتهم المهنية؟.
لا يمكن لأحد ن يغض الطرف عن حالة تسود بين العمال وهي نظرتهم التشاؤمية للعمل النقابي، وأي حديث عن العمل النقابي بين أوساط العمال يواجه باللامبالاة أو الامتعاض، لأن هذه النقابات لم تكلف نفسها عناء ومشقة إقامة علاقة حقيقية مع العمال تقنعهم وتنال رضاهم لتحصيل حقوقهم ومطالبهم سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، وتجيب عن كل الأسئلة التي يطرحها العمال.
الطبقة العاملة لم تلمس تحركاً جدياً وحقيقياً اتجاه قضيتهم الأساسية وهي الأجور غير المجزية والتي لا تتناسب متطلبات حياتهم المعيشية حتى مع الزيادة الأخيرة، حيث هناك هوة تزداد اتساعاً بين أجورهم ومتطلبات حياتهم الأساسية اليومية.
إن المهمة ليست بالسهلة أو البسيطة غير أنها ممكنة التحقيق، فالأزمة الاقتصادية والمعيشية تتفاقم يوماً بعد يوم، وقوى النهب والفساد تصعد بشكل مستمر من دورها، فلا يمر يوم دون أن نسمع عن زيادة في الأسعار والضرائب هنا أو هناك على جيوب العمال وعموم العاملين بأجر، بينما قوى النهب والفساد تصول وتجول كما يحلو لها. إضافة إلى تخلي الدولة عن واجباتها اتجاه المواطنين، في المزيد من التخلي عن الدعم، وعدم تأمين أساسيات الحياة من كهرباء ومحروقات وغيرها. كذلك نرى حالات عدم الرضا الكبيرة والغليان في صدور كافة العاملين بأجر بسبب ضعف الأجور وغيرها من المنغصات التي يعانون منها، بصمت وبتعابير وجوهم الكالحة المختلفة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1140