تصفير الراتب التقاعدي...

تصفير الراتب التقاعدي...

أقر المؤتمر العام الـ 45 لنقابة المهندسين في ختام أعماله رفع الراتب التقاعدي إلى 125 ألف ليرة سورية اعتباراً من بداية العام القادم، وزيادة الحد الأدنى من الراتب التقاعدي إلى 40 ألف ليرة سورية.

وبحسب المؤتمر فإن الزيادة أتت تماشياً مع الأوضاع المعيشية المتدهورة التي يعاني منها مجمل العمال بشكل عام، والمتقاعدون بشكل خاص، وبالتالي كان لا بد من رفع الراتب التقاعدي بنسبة 47% بعد أن كان 85,000 ليرة، ورفع الحد الأدنى للراتب التقاعدي بنسبة 77.8% بعد أن كان 22,500 ليرة فقط لا غير.
يبدو من الواضح أن القائم على هذه الزيادات قد تناولها فقط من ناحية قيمتها النسبية، والتي تبدو للوهلة الأولى قيماً مرتفعة تتناسب وطبيعية الخطاب المعتمد، فرفع الرواتب بنسب تتراوح بين 47% و77.8% يعتبر للوهلة الأولى أمراً خارقاً للطبيعة وإيجابياً بالمطلق.

زيادة أم تخفيض؟

في مثل هذا الوقت من العام الماضي أقرت نقابة المهندسين رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين من 50,000 ليرة إلى 85,000 ليرة، وبلغ متوسط تكاليف المعيشة قبل سنة حوالي 2,033,000 ليرة، وبالتالي فإن نسبة الراتب التقاعدي أصبحت تغطي في ذلك الحين ما يقارب 4.2%، لتعود نقابة المهندسين هذا العام لترفع الراتب التقاعدي بنسبة 47% من 85,000 إلى 125,000 ليرة، مع العلم أن متوسط تكاليف المعيشة وفقاً لمؤشر قاسيون يبلغ اليوم ما يزيد عن 5,670,000 ليرة، وبالتالي فإن معدل تغطية الراتب التقاعدي من تكاليف المعيشة انخفض من 4.2% الى 2,2%، وبالتالي فإن القدرة الشرائية للراتب التقاعدي قد انخفضت بنسبة 90.9%، والزيادة التي تم إقرارها هي زياد اسمية وشكلية فقط لا غير، الأمر الذي يوضح أن القائم على تعديل الرواتب إما أنه لا يفقه المبادئ الاقتصادية والفرق بين القيمة الاسمية والقدرة الشرائية، أو أنه يقوم علناً بالاستخفاف بعقول المواطنين.

الراتب التقاعدي من وجهة نظر أخرى..

بعد الزيادة المقررة في مؤتمر نقابة المهندسين تحت شعار (المهندسون يجددون العهد على متابعة مسيرة البناء والعطاء والفداء) تطور الراتب التقاعدي تطوراً لا مثيل له، خاصة بالمقارنة بين قيمة الراتب، وبعض السلع الأساسية الموجودة في الأسواق، فمثلاً يستطيع المتقاعد براتبه الاستثنائي شراء 12.5 كغ من مادة الثوم، أو شراء جرة غاز من السوق الحر، أو قدرته على تناول 1.4 سندويشة فلافل يومياً وحتى بدون علبة عيران، أو مثلاً شراء قطعة ملابس رديئة، وإذا ما أراد أن يتنعم بمعيار من معايير الرفاه في أوقاتنا هذه (شراء ملابس) فهو قادر على اقتناء قطعة ملابس واحدة وحتى أنها رديئة الجودة. أما بالنسبة لأدويته خاصة وفي هذا العمر فهذه (الكمشة من الليرات) غير قادرة على تأمين دوائه بشكل منتظم وفعال طوال الشهر.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1125