الحركة العمالية الأمريكية تتقدم إلى الأمام
حسب إحصائيات جريدة الغارديان، حدث 180 إضراباً بمشاركة 78 ألف عامل في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2022. مقارنة بـ 102 إضراب بمشاركة 26 ألف عامل في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي 2021. وسجلت الإحصائيات 41 إضراباً بين 15 آب و15 أيلول 2022 بمشاركة 35 ألف عامل.
وعلى رأس مطالب العمال المضربين، ارتفع الصوت عالياً من أجل زيادة الأجور لمواجهة الارتفاعات الهائلة لتكاليف المعيشة ومن أجل عقود العمل العادلة ومنع التسريح وحق التنظيم النقابي ومنع التدخل في شؤون النقابات وحق السكن والصحة.
إضرابات أيلول وتشرين الأول
ومع اقتراب تشرين الأول الماضي، كان عشرات الآلاف من العمال في حالة إضراب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وشمل التنظيم النقابي مواقع كثيرة في الشركات الكبرى مثل أمازون وغول وآبل وغيرها. وكتبت الصحافة الرأسمالية تقول إن الولايات المتحدة تواجه New Striketober، في إشارة إلى سترايكتوبر 2021 عندما حدثت موجة واسعة من الإضرابات العمالية أمريكياً.
ومن إضرابات سترايكتوبر الجديد على سبيل المثال: 15000 ممرضة وممرض في مينيسوتا، و1100 عامل أخشاب في أوريغون وواشنطن، و4500 مدرس وموظف في أوهايو، و6000 مدرس وموظف في سياتل، و2000 من عمال الرعاية الصحية العقلية في كاليفورنيا، و1200 عامل في مصانع الصلب في إنديانا، و700 عامل في دار رعاية المسنّين في ولاية بنسلفانيا. كما صوت 6000 من عمال الصحة في بوفالو و125 ألفاً من عمال المتاجر في ولاية أوهايو لتنفيذ إضراب عن العمل.
وأضرب أيضاً خريجو جامعة كلارك وعمال صناعة السيارات الكهربائية في أوهايو. بالإضافة إلى إضراب 115 ألفاً من عمال السكك الحديدية في إضرابات عمال شركة سيسكو في عدة ولايات.
إضرابات تشرين الثاني
استجابة لدعوة جمعية الممرضات في كاليفورنيا، شاركت 22 ألف ممرضة في إضراب ضد شركة كايزر يومي 21-22 تشرين الثاني في 21 مشفى وعدد من المراكز الصحية الأخرى من أجل عقود عمل جديدة. «جريدة بيبلز وورد».
قامت شركة ستاربكس بحملة متواصلة ضد النقابات منذ أن جرى تنظيم عمال أول مقهى قبل عام. وبتاريخ 17 تشرين الثاني، أضرب عمال 110 من المقاهي التابع للشركة. ثم وصل العدد إلى 114 مقهىً في مختلف الولايات. وجاء هذا الإضراب بعد فشل المفاوضات في 250 مقهىً ومتجراً. كما أضرب عمال ستة متاجر تابعة لشركة قهوة باريستا في يوم تمرد الكأس الأحمر. إذ جرى تقديم كؤوس حمراء تحمل شعارات النقابة. حاولت ستاربكس كسر الإضراب باستخدام الشرطة، ولكن حشود الناس التي كانت تنتظر شراء القهوة تضامنت مع العمال وذهبت إلى بيوتها. وفي نيويورك، المقاهي في حالة إضراب منذ شهر. وكانت إضرابات أيام البلاك فرايدي الأكثر تأثيراً على الشركات. هناك أكثر من 200 إضراب حتى الآن، وتخطط النقابات لتنفيذ إضرابات يوم 9 كانون الأول. «جريدة ووركرز وورد ومجلة جاكوبين».
أضرب موظفو عدة مدارس من كلية الدوام الجزئي في نيويورك بتاريخ 16 تشرين الثاني استجابة لدعوة النقابة مطالبين بعقود عمل جديدة ورفع الأجور. وبتاريخ 13 تشرين الثاني أضرب 48000 عامل من أصل 100 ألف في جامعة كاليفورنيا وتسع جامعات أخرى في الولاية يطالبون بأجور تناسب ارتفاع تكاليف المعيشة. وصفته وسائل الإعلام بأنه أكبر إضراب أكاديمي في تاريخ الولايات المتحدة. «مجلة جاكوبين وجريدة ووركرز وورد».
يستمر إضراب 2300 من عمال مناجم بروكوود آلاباما منذ نيسان 2021 في إضراب طويل الأمد بقيادة نقابة عمال المناجم الذي قد يصبح أطول إضراب لعمال مناجم الفحم في الولايات المتحدة في نضالهم ضد الشركة التي كانت تماطل في توقيع العقود الجديدة وتعاني من الإفلاس وتتهرب من دفع مستحقات العمال.
للسنة الثالثة على التوالي، في يوم البلاك فرايدي 25 تشرين الثاني، عشرات الآلاف من العمال يتحدون ضد شركة أمازون في 32 بلداً منها الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان والبلدان الأوروبية بمشاركة 80 نقابة تحت شعار: نحن عمال ومواطنون مقسمون حسب الجغرافيا ودورنا في الاقتصاد العالمي، لكننا متحدون لجعل أمازون تدفع أجوراً عادلة، وضرائب عادلة.
أمازون شركة مملوكة لواحد من أغنى أغنياء العالم: جيف بيزوس. ارتفعت أرباحها منذ وباء كوفيد إلى 470 مليار دولار في عام 2021، وفي أحدث تقرير لها، بلغت 121.6 مليار دولار في الربع الثاني نيسان_حزيران من هذا العام. «جريدة بيبلز وورد وجريدة نيويورك بوست».
بين تاريخ 1/1/2022 حتى 26/11/2022 حدث 354 إضراباً في 549 موقعاً في مختلف الولايات الأمريكية حسب إحصاء تتبع نشاطات العمال التابع لجامعة كورنيل. وتستعد العديد من القطاعات العمالية لإضرابات قادمة مثل السكك الحديدية، الإضراب الذي قد يسبب تأثيراً واسعاً على الاقتصاد الأمريكي حسب وصف وكالة أسوشيتد برس. وقد رفض قادة النقابات العقود الجديدة مع شركة السكك، ويحشدون للإضراب يوم 9 كانون الأول.
يوميات الأزمة الأمريكية تتوسع، وتتعرض المنظومة الرأسمالية الأمريكية الحاكمة إلى ضغط مزدوج، داخلي: ارتفاع مستوى الحركة العمالية والجماهيرية التي تشمل العمال والطلاب، بالإضافة إلى حركة المستأجرين وغيرهم «تعيش أوروبا ارتفاعاً في مستوى الحركة أيضاً». خارجي: تصاعد المعركة السياسية عالمياً مع الغرب الجماعي. وهذا الضغط المزدوج أعلى مما كان خلال العام الماضي.
الإضرابات والنقابات مادة إعلامية في معظم وسائل الإعلام الأمريكية، حتى إن تاريخ الحركة العمالية الأمريكية تحول إلى تريند في الصحف والمجلات الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة. السلطة الأمريكية تحاول مسايرة قادة النقابات «لقاءات جو بايدن ونقابة عمال أمازون». النقابات الإصلاحية تتعرض إلى ضغط العمال الذين يجبرون حتى هذه النقابات على المشاركة في الإضراب. الشرطة تحاول كسر الإضرابات بالطرق الكلاسيكية: جلب كاسري الإضراب للعمل، منع العمال المضربين من دخول أماكن العمل، تغريم العمال، محاكمة العمال، وفي حالات عديدة اعتقال العمال. ظاهرياً يجري السماح بحركة تنظيم النقابات، ولكن تجري محاولة كسرها بمختلف الأساليب.
ويمكن تحديد أربع مراحل لارتفاع مستوى الحركة الجماهيرية في السنوات الأخيرة: حركة الـ 15 دولاراً التي بدأت في النصف الثاني من عام 2018، وتواصلت خلال عام 2019. انفجار الأزمة الأمريكية عام 2020. موجة واسعة من الإضرابات العمالية خريف 2021 «حدثت موجة مشابهة في كوريا الجنوبية والهند في الفترة نفسها». الحركة الإضرابية المتصاعدة حالياً.
العامل المشترك بين الموجات الثلاث هو الصعود المؤقت والهبوط النسبي المؤقت «كانت الحركة في مستوى منخفض بين كل موجة» ضمن مؤشر أعلى لصعود الحركة التي تشهد صعوداً وهبوطاً خلال الحركة العامة الصاعدة. أما الموجة الحالية، فلا يبدو واضحاً أين ستتوقف، وما هي نتائجها على الولايات المتحدة؟ فهي تتصاعد ببطء وثبات من شهر آب الماضي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1098