«كلشي عحسابك يا عامل»

«كلشي عحسابك يا عامل»

منذ بداية الأسبوع الجاري أخذنا نرصد توقف المئات من عمال الخياطة عن العمل بل توقيفهم، لنراهم ينشطون بالبحث عن بديل مؤقت أو دائم وبشكل مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مجموعات- الواتس أب- الخاصة بعمال الخياطة، حتى يأتيهم الاتصال المنتظر من صاحب العمل أو إدارة الشركة بأن كل شيء جاهز وعليه أن يعود لعمله ويباشر بالإنتاج، وكأنه عامل موسمي لا أكثر، كل هذا تحت عنوان عريض واحد «عطل عحسابك وانطر منا تلفون».منذ بداية الأسبوع الجاري أخذنا نرصد توقف المئات من عمال الخياطة عن العمل بل توقيفهم، لنراهم ينشطون بالبحث عن بديل مؤقت أو دائم وبشكل مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مجموعات- الواتس أب- الخاصة بعمال الخياطة، حتى يأتيهم الاتصال المنتظر من صاحب العمل أو إدارة الشركة بأن كل شيء جاهز وعليه أن يعود لعمله ويباشر بالإنتاج، وكأنه عامل موسمي لا أكثر، كل هذا تحت عنوان عريض واحد «عطل عحسابك وانطر منا تلفون».

- ريف دمشق

ينجح بعض العمال الموقوفين عن العمل في إيجاد عمل ضمن اختصاصه في الخياطة بأحد الورشات الصغيرة التي عادة ما يكون لديها أسلوبها الخاص بالعمل أو المعامل الكبيرة التي فيها شواغر ويلجؤون للعمل اليومي خارج إطار الخياطة كبسطة دخان أو عامل في أحد الأكشاك، في حين ينجح أصحاب المعارف والمهارات السابقة بالعمل كموظف مبيعات ألبسة في صالات البيع المباشر كون أصحابها يسعون في هذه الأيام مواكبة التنزيلات التي تنطلق بعد انتهاء الامتحانات الدراسية فترتفع حاجتهم لتوسيع الكوادر البائعة في هذه الفترة، أما أغلبية العمال المُعطلين عن عملهم يعانون من آثار التعطل وتتضاعف أزمتهم المعيشية وعجزهم على تأمين الحد الأدنى منها العاجزة أصلاً وهم على رأس عملهم فكيف إن كانوا بلا عمل وأجر؟

الربح والربح فقط

مع انطلاق العام الجديد تبدأ معامل الألبسة الجاهزة في القطاع الخاص وبكافة الاختصاصات بالتجهيز للموسم الصيفي بشكل تدريجي وحسب حجم المنشأة وسياستها التشغيلية والتسويقية مما يعني بالضرورة وضع الخطط الإنتاجية بسلسلتها المنطقية من تحضير الموديلات الجديدة وتوريد المواد الخام وملحقاتها الإنتاجية وإجراءات الصيانة وغيرها، وهنا يأتي دور أرباب الأعمال بالضغط على أهم عناصر الإنتاج وهي اليد العاملة ،فبحكم المرحلة الانتقالية بين الموسمين يظهر تراجع موضوعي للإنتاج وتحديداً الطاقة الإنتاجية للمعمل وبهذا ترتفع تكاليف اليد العاملة ونسبته من إجمالي التكلفة على المنتج لأكثر من ضعف التكلفة الأساسية، وبدل أن يغطي رب العمل هذا العجز الموضوعي مما حصده من أرباح موسمه السابق يبادر لتحميلها بالكامل لعماله ناسياً بل متناسياً الجدوى العظيمة التي جناها من عرقهم وكدهم اللحظي خلال الموسم بشكل عام وذروته الإنتاجية بشكل خاص، فجُّل ما يهمه أرباحه لا غير وكأنه يحصل عليها من ذكائه التجاري الإعجازي أو من حظه الكبير أو لأنه قادر على شراء الآلات والقماش والمحروقات لا ليس الأمر كذلك، فكل هذا لن يجلب له أية أرباح بل ستتعفن مواده وتصدأ آلاته ويتبدد رأس ماله ولن ينال من الربح شيئاً، فكل ما يجنيه من ربح هو نتيجة حيازته على قوة العمل البشرية التي يشتريها بثمن بخس فتُحيي المال الميت وتنتج القيمة الزائدة التي يشفطها صاحب العمل كيفما يشاء وحين يعجز عن استغلالها فهو يفضل أن يمكث العامل في بيته وهو الغني عن قوة عمل لا يستطيع نهبها وهذه كل المسألة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1052